الفصل الاول : انسة اللقلق و سيد دولارات
تلك الشمس بخيوطها الذهبية اللامعه تنشر الضوء وتعكس لمعانها على زُرقة المياه ، رغم جمالها إلا أنها تنشر الحر بالأرجاء حتى يصبح السائر تحتها كما لو أنه سكب عليه دلو ماء . أسير الآن مع تلك الحراره التي تنصهر بجسدي فتشعل داخلي ، بالرغم من أنه يوم صيفي عادي كأي يوم إلا أن لهيبه لم أعتده !
يا له من صباح حقا! أاااه لا أعلم بما تفكر أمي ؟ ما هذا الطلب الذي تطلبه وتقول تَحِنُ للماضي ؟ وترسلني لسوق بمحاله القذره تبا ! .وكأن المدينه خلت من طلبها ذاك إلا هذا السوق ؟! .إنها تتعمد أن تجعلني أكتشف هذه الأماكن بما تحويها من ازدحام بهؤلاء الأشخاص ، ومع تلك الأصوات التي تعلو من حناجرهم ليجعلوا من حولهم يقبلون على محالهم ما هذا التخلف؟.. !
الان بعد دخولي له لا أجد طلب أمي . إذا لم أجده سأجن ربما لأنه عندها سيكون قدومي بلا فائده وتضييع لوقتي الثمين.
سرت بذاك الشارع الضيق الذي لا يتسع إلا لشخص واحد من المارة، لكن الجميع متكدس ويتسابقون للمرور، إلى أن وصلت أخيرا لساحة كبيرة تملؤها المحلات المتنوعة حتى، تقاطع خلوتي و تذمري هذا مع نفسي، و بوقاحة تقتحم عقلي بكلماتها و تتمركز داخل أفكاري، عندما سمعت حديثها مع بائع في الجوار.
اقتربت منها وو قفت منجذبا لأستمع لتناسق تعابيرها مع تعبيرها .
كانت ترتدي ذاك الرداء الطويل لتغطي منحنيات جسدها، وتمسك بطرفه بيدها و تضع طرفه لتغطي نصف وجهها . لتظهر فقط تلك العينين الواسعتين السوداوتان كبحر أسود .
تقف أمامه وتتحدث حتى أن من حولها ذهل لتناسق كلامها وحسن اختيارها للكلمات و أمامها بائع الزيتون .
أكل هذا فقط لبضع زيتونات !!!!!
لا أعلم فعلا من هو البائع هنا و من هو المشتري !؟ لولا أنه هو من يتواجد داخل الدكان لاعتقدت أنها هي البائعة . إنها غريبة ! لكنها فعلا بارعة لتجذب انتباهي بكلامها فقط .
" سيدي هل تقول أن هذا الزيتون الأخضر المر ب 15 دراهم؟"
البائع : " لقد قلت لك هذا ثلاث مرات ، هل علي إعادته سيدتي ؟"
" غريب ؟؟ و الأسود ذو الغلاف الجاف الحلو بكم ؟"
البائع : " حسنا هذا يكون ب 20 درهم "
" حسنا لكن لما الأسود أغلى من الأخضر ؟ هل لأنه حلو يا ترى ؟؟"
البائع :" طبعا ، وهل ستشترين المر لأنه أرخص ؟ الحلو لأنه حلو هو الأغلى"
" ممممممم فعلا لكننا نشتري الجودة هنا لا الحلاوة سيدي . و الغداء أهم شيء من شروط غلائه هو جودته ومدى كونه مفيدا . أليس صحيح ؟"
لاحظت نظراتها للفتاة التي بجانبها و ترافقها دون قول أي كلمة و التي أشارت لها فقط برأسها و بصحة كلامها ، لم أفهم في بادئ الأمر ما تحاول وصوله لكن البائع كان يبتسم ابتسامة غريبة و كأنه على وشك الانهيار أمامها . هل يعرفها مسبقا يا ترى ؟
البائع :" طبعا ! سيدتي لهذا الزيتون الحلو هو الأكثر جودة وهو يناسبك أكثر سيدتي "
" " قلت الأكثر جودة ؟ مممم لكن أتعلم أن مرورة الزيتون هي مفيدة أكثر للصحة ؟؟ وهو يحتوي على مادة لا توجد في أي غداء اخر . فكيف هو الأرخص و الآخر الأغلى ؟ أليس هذا غشا ؟ و أيضا هو زيتون صلب ويمكن تخزينه وصنع أنواع منه كثيرة عكس الأسود، فهو يؤكل بطريقة واحدة ؟؟ فلما فرق الثمن هذا ؟ "
البائع :" اه سيدتي أنت محقة لكن الأسود قليل هذه الأيام لذلك ثمنه غال "
" أنت البائع العاشر الذي أجده يبيع في السوق بهذا الثمن .. فكيف هو غير موجود ؟ وقد دلوني إليك عن قصد لأنك الأكثر كرما من كل البائعين و تخفض الأثمنة ؟ "
كانت الخطة واضحة فعلا مقارنة الأثمنة و استغلال جهل البائع بما حوله . إنها ذكية و حكيمة . لكن لا أظن ان الأمر سينجح .
البائع :" الأثمنة في الدكاكين كلها هكذا سيدتي كما ذكرتي لذا فعلا لا يمكنني فعل أي شيء "
" ولما لا يمكنك ؟ أخفض ثم الزيتون الأسود ب 15 دراهم و هكذا تجعل من رزقك حلال و صدقة و لا تغش الناس بكونه جيد أكثر من الاخر . ثم هذا كما أرى سيزيد من مبيعاتك أكثر . ألا توافقني الرأي ؟
أنا أساعدك سيدي و أساعد نفسي أيضا طبعا . فقد لاحظت أن دكانك فارغ و لا احد يقترب حتى لمساومة الثمن "
إنها بارعة جدا في المساومة أنا فعلا مندهش ، لكن ينقصها شيء ما ؟ فهذه كلها كلمات قد يقبلها البائع أو يرفضها في لحظة و لا شيء مؤكد . هل أساعدها ؟
سيدة مارة بالجوار تقف لتسأل :" بكم الزيتون الأسود ؟"
البائع : " إنه سيدتي ب...
هي تقاطع البائع لتكمل الحديث : "ب 15 دراهم مثل الأسود مثل الأخضر سيدتي . سأخذ كلوان من الأسود و خمسة من الأخضر أرجوك سيدي " وابتسمت خفيه بهدوء وهي تمد المال للبائع بسرعة فائقة ".
السيدة بعد سماعها السعر و طلب الفتاة ، تقدمت أمامي و تفحصت الزيتون و طلبت أيضا :" أريد كيلوين من كل نوع أيضا سيدي".
بدأ البائع ببلع لعابه و أمسك بالمال وهو محرج و أخذ يزن الطلبات ، لقد كانت حاسمة و تخبئ الورقة الرابحة للنهاية ، و أنا الذي أردت مساعدتها !! ربما أنا من عليه طلب المساعدة هنا .
تركت المكان مبتسما و أتذكر وجه البائع الذي أجبر على بيعها الزيتون بالثمن الذي طلبته هي دون حتى أن يحرك في النهاية أمام هدوئها و حكمتها ، هذا العالم أيضا فيه ما يستحق الإعجاب و أخيرا .
حقا عالم به العجب،شابة أعجزت بائعاً خبيراً! غريب ان اجد بين هذه الفئات من الناس اناسا بهذا الذكاء!.
اكملت شق الطريق للبحث عن طلبي،بين محل واخر، لكن لا فائدة،لم اجده تبا
لم يبقى سوى محل واحد،آمل أن أجده،
مع حرارة الشمس الحارقه التي لم أعتد على مثلها يوما اتجهت أخيراً لآخر مكان لعلي أجد به مطلبي أو بالأحرى مطلب أمي الذي ورطتني به تقدمت له بقدمين متثاقلتين،ليس تعباً وإنما الملل ونكران ما يحدث الان،لا أصدق أنا أزور مثل هذه الأماكن .!
المهم لم يبقى الكثير خطوة تلو الأخرى أتقدم و أخيراً أنا أراه إنه معروض أمامي وأيضا مكتوب أنه آخر قطعة، أخيراً ابتسم لي الحظ أسرعت بخطاي وما إن وصلت لمد يدي وإذ بيد أخرى تصادمها،التفت نحو صاحبها لأرى...تلك...الفتاة ذات العينين الواسعتين وكأنهما اشربتا سواداً من ظلمة الليل الحالك، رؤيتها عن هذا القرب أذهلني بالفعل! غرقت مدة بجمال عينيها الغريب رغم أنني لا أرى ذاك الوجه الذي تخفيه بجزء ردائها ،إلى أن قطعت شرودي بنظرتها تلك وكأنها تتنكر وجودي !لحظتها نظرة للبائع لــ نقول معا وبلا وعي حتى: "سأشتري هذا اللوح الخزفي..."
ماذا؟ هل انتهت من شرائها لذاك الزيتون لــ تشتري هذا اللوح الذي أبحث عنه منذ ساعات ؟ يا لها من فتاة ! ستحاول التلاعب مع هذا البائع كالآخر ، لكن لن اسمح لها بأخذه لا بأس ببعض المتعه لأكسر تلك النظرات الواثقه،هي حتى ، لا تعرف مع من ستعبث ،نظرت لها بنظرات واثقه ثم وجهت نظري للبائع.
"هذا اللوح سأشتريه مهما كان سعره" ،
وأخرجت مبلغا من المال الذي أبهر البائع ليفتح عينيه بذاك الوسع ثم تقاطعني هي لحظتها...بكلماتها الحذقه.
- "أيها البائع ما ثمنه ؟" و أمسكته بين يديها تتفحصه و تقلبه رأسا عقب.
اقتربت منها ورمقتها بتلك النظرة :
"انت ألم تلاحظي انني من وضع يده عليه اولا."
"سيدي البائع بكم ثمنه أرجوك فأنا مستعجلة كما ترى "
لا أعلم لكن هذا السيد يبدو شخصا ذكي ، و . لا ، لن أهتم فما زال ورائي أعمال أخرى وعلي عدم إضاعة الوقت أكثر .
هذه الفتاة هل ،تتجاهلني !! ..سأريها من أنا، وسأجعلها تندم لسذاجتها هذه .
"اذا ايها البائع ،.لك هذا المبلغ 900دولار ، هذا المبلغ ضعف ما عرضته،غلّف لي اللوح رجاءا، لدي اعمال كثيرة اخرى ."
هذا المبلغ أدهشه ،ذلك واضح من نظراته المعلقه بتلك النقود التي وضعتها أمامه.
أرى أن هذا السيد مصمم على أخذ هذا اللوح الخزفي ، لكنني أنا من يمسكه الآن .. وأنا من أمسكه أولا ، مممم ، حسنا لن أتأخر أكثر :-" سيدي البائع بكم ثمنه .. هذه ثاني مرة أسألك فيها ؟"
البائع وهو حائر بن الاثنين :" مممم سيدتي ثمنه 500 درهم لكن السيد يعرض علي ثمنا أعلى"
أنت تقرأ
Why Would We Get Married ? // لم سنتزوج ؟
Romanceنقدم لكم الرواية المشتركة التي نعمل عليها انا Mary Mouslim و Fidaa Obeidat باسم : "Why Would We Get Married? // لما سنتزوج ؟؟ " - نوعها : كوميدية ، شريحة من الحياة ، رومانسية رسام الصورة : Mouslim Mary الشخصيات الرئيسية : جنان : فتاة مغربية عر...