الفصل السابع عشر: لقد حطمتني

3.8K 202 31
                                    

الفصل :السابع عشر: لقد حطمتني 

رمقت و بسرعة الباب الذي فتح خلفي لأجدها تقف هناك وهي تمسك الهاتف بيدها ... كان هاتف مروان ، ودموعها تتساقط كحبات الرمل المتدفقة في الساعة الرملية .. حينها غمرتني مشاعر دافئة لا أعلم كيف أصفها ، كانت معطرة بمسكها الفائح فور اقترابها بخطوات مني وهي حافية القدمين و غطاء رأسها يكاد يسقط للخلف ، وبتهور تمسك الهاتف وتضعه فوق أذنها وشفتاها ترتجفان محاولة إمساك صرخاتها ربما ، أو أنين بكائها ربما .

وقفت تواجهني وأنا لا أحرك و هاتفي في أذني ايضا،  لأسألها عبر الهاتف و أنا أنظر إليها أمامي :

_ هل سمعت كل شيء ؟

لم تجب لكن دموعها أجابت . صمتُّ بدوري وأنا أمسك الهاتف بغضب منها ومني ومن كل شيء حولنا ثم أخيراً سمعتها تقول بصوت مرتجف :

_  رورو ، أين رورو ؟ تعال إلى هنا هيا !

صدمت حينها ، هل يعقل انني أنا من تناديه رورو ؟ هل يعقل أن القط الان هو أنا ؟ هي تحدق لي قطعا لكنها تنادي رورو !

أربكتني وجعلتني مشوشا ، وكأنني لا أفهم حقا ما يدور ببالها الان ، وكأنني لا أعرفها مطلقا .

لكنها في المقابل رفعت يدها لتقول :

_ تعال أريد منك أن تأخذ هذه الورقة لرواد ( وهي تحدق لرواد مباشرة) 

أنا حقا لا افهم ما يجري ، لأتفاجأ بمرور شيء بالقرب من قدمي ، وهو القط رورو الذي ركض باتجاهها وهي انحنت له و علق تلك الورقة المنكمشة في قلادة رقبته و قالت له :

_  خذها له أرجوك لعله يسامحني !

اقترب القط مني بخطوات بطيئة وكأنه لا يطيق الاقتراب اكثر ، لأنحني بدوري وأنا مرتبك لما تفعل أمامي و أخذ الورقة من رقبته و أفتحها بخوف شديد مما سأجده كتب عليها ، لأتفاجأ :

( لا شيء كتب بها)

رفعت نظري لأجدها مباشرة تقترب مني وهي مازالت لا توقف دموعها وتمسح كالطفل وجهها المحمر وتقول لي :

_ بما أنني هنا الان فلا داعي لأكتب ذلك ، فلقد سمعتني أقولها - سامحني- ....

دهشت من طريقتها ، و جعلتني كالطفل أمامها مره أخرى و دموعي هذه المره ستسقط دون توقف ، لكنني حجبت وجهي عنها و أسقطته أرضا و انا أضع يدي بخجل على رأسها أمامي و أسحب غطاء رأسها لأستر ما ظهر من خصلات شعرها المنسجمة مع بعضها رغم أنها غير مرتبة ثم قلت بصوت منخفض لأهمس لها بمسامعها اسفلي : 

_ لا عليك ، فتاة اللقلق لا تحتاج مسامحتي لها ، بل انا من يحتاج مسامحتك لي.....

كنت أشعر بها وهي منهمكة بمسح عينيها التي تطيب حرارة من بكائها ، ثم ردت بهمس ايضا قائلة وهي تضع يدها فوق راسها ايضا  وفوق يدي :

Why Would We Get Married ?  //     لم سنتزوج ؟حيث تعيش القصص. اكتشف الآن