VIII

41 6 54
                                    

تتلألأ النجوم بوضوحٍ خلال الليل، يبرز القمر و يبدأ الجميع بالتفكير، ما الدافع خلف حيواتنا؟ ما السر خلف كل موقف نتعرض له؟ ما الشئ الذي يجعلنا نستمر بتلك الحياة؟ ثم تتلاقي عيناك بنجمة وحيدة تشد انتباهكَ لها، تخبركَ بجميع ما تفكر به. تخبرك أن الرب يخبئ لكَ مستقبلاً بهياً ..

و باعتباركَ بائساً للحد الذي لا عِلاج له، ستتشبث بهذه النجمة بكل ما أتاكَ من قوة.

بالنسبةِ لـمُورا كانت تلكَ النجمة تتمثَل بِـهاري، و لكِن مُـورا لم تتشبث بِـهاري لأنها تعلم أنها ستُقحِمه بالمشاكل مع مارڤِن، و هي لا تريد ذلك.

جلَست مُـورا علي السرير كما أمرَها مارڤِن، لا تقوَي علي الحراك من كثرة الندوب التي حلَت علي جسدها. و بِحكم كونِها إمرأة، جسدها لم يتحمل و بدأ بالنزيف فوراً.

” ما الذي أقحمت نفسي به؟ “
تلاعب هذا السؤال بعقلها، و بدون سابِق إنذار كانت دموعها تشق الطريق لتغطي علي حُسن ملامِحها..

لم تنتبه لذلكَ الشيطان الذي وقف بالغرفه يراقبها بينما هي منشغلة بمسح دموعها التي كلما مسحتها سارَعت للهطول مرةً تلو الأخري.

إقترب منها يهمس كَفحيح الأفعي بأذنها قائلاً : 'يا تُري بماذا تفكر الحسناء خارِقة الجمال خاصتي؟'

رفعت مُـورا رأسها بصدمة، هي لم تنتبه لوجوده بالغرفه و ها هو يبدأ بالإقتراب منها مرةً أخري بعدما قضي علي آخر ما تبقي لها كـ"إمرأة طاهرة" ..

'إبتعد'

هذه الكلمة هي كل ما إستطاعت الهمس به.
بصوتٍ مُحطَم، عينان غارقتان بالدموع، شِفاه مرتجفة و جسد ينتفض بين الثانية و الأخري.

'لا وقت للألعاب يا صغيرة، فارسكِ الشجاع قد هَّم بترككِ فريسةً لي، هو تخلي عنكِ'
بَث مارڤِن سمومه بداخل أذنيها لتنظر له و الدموع تغطي وجهها بينما تنفي برأسها بقوة

'هو لم يفعل، بل أنا مَن هربت منه'

نظر لها بسخرية 'ياللشجاعة! لم أتوقع أن تكوني بهذا الغباء حقاً مُـورا حتي تأتي بقدميكِ لي و أنتِ علي دِراية كاملة بما يمكنني فعله بكِ'

جمعت هي أنفاسها و قوتها لتقِف أخيراً و تمسح دموعها غير سامحة للمزيد بالهطول، إقتربت منه حتي لم يعُد هناك بينهم سوي مسافةٍ ضئيلة للغاية ..

'أنتَ مُحق، لقد أتيت و أنا أعلم تمام العِلم أنكَ ستقتلني، لذا إفعلها رجاءاً و بسرعه'

فجأه توقَف العالم من حولها حينما صدَحت ضحكاته تملئ الغرفة، يضحك بِعلُّو صوته حتي أنها تفاجأت أنه يمتلك ضحكةً كتِلك..

مِثَالِي (مُكتَملة✔)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن