II

62 6 127
                                    

مَر إسبوع علي تلك الأحداث العصيبه.. و كأن الوقت يتسابق معهم، و الرابح في النهايه يمتلك الحُب كما يشاء .

كانت مُـورا تعاني مع رئيسها بالعمل "مارڤِن" حتي اسمه ثقيل علي اللسان و مِن الصَعب نطقه بدون إتبَاعه بقائمه من الجرائم، و سَيلٌ من الضحايا المقتولةِ بدمٍ بارد.. و ماكَانت تعلم تلك البريئه عما يحدث خلف ظهرها

بينما كان كل مِن هَـاري و لـوي يحاولان إلقاء القبض علي المجرم فقط من خلال ذهابهم للحانه مره واحده أخري بعد تلك الليله..

ف هَـاري لا ينفَك عقله عن التفكير بها، ملامحها لم تكُن أبداً بتلك الطريقه التي تجعلها مدنَسه، و نظرتها لم تكُن تسعي لإغوائه، حتي ملابسها رغم قصرها و فضاحتها إلا أنها كانت مختلفه عن باقي فتيات الليل في هذه الحانه.

مُـورا بدورها لم تنسَ نظرته الثاقبه في تلك الليله، عيناه التي كانت تضئ تحت أضواء الحانه الخافته، و رغم أن نظرته لم تُكمل ثانيه إلا و رحلت عنها، إلا أنها تتذكر عيناه و تزورها في أحلامها كل يوم! كانت تجلس تفكر كثيراً، هل ستراه مرةً أخري؟ هل حقاً هذا البئر يحقق الأمنيات؟ و حتي لو يفعل، بهذه السرعه!!

كالعاده مُـورا إرتدَت ملابس العمل و فوقها وشاح مهترئ تركته لها والدتها بعد رحيلها، إرتدَت الحُلِي التي أعطاهم لها مارڤِن ..

كان لمارڤِن تاجر المخدرات و ناهِب الأرواح قصةً أخري، لم تستطِع الشرطه القبض عليه يوماً، رغم أن أعماله مكشوفه للغايه و مكان تواجده معروف كذلك، إلا إنه يهرب بكل مره يفكرون فيها بالتهجم علي الحانه ليعتقلوه..

كان دائم التنقل و لا يلبث في مكانٍ ما ليومان إلا و رحل منه سريعاً لعدم إيجاد الشرطه له، و لكنه في النهايه يعود لحانته.

و كان من المخطط أن يمكث لليوم في حانته كالعاده لِكل يوم أحد..

في نفس التوقيت بالأمس كان هَـاري يقف رافعاً يديه، يتضرع للمسيح أن ينجيه من خطاياه، تفكيره لا يُغتفَر، خطيئةٌ كبيرةٌ بحق ديانته و اسراره التي كان مواظباً عليها بعزيمةٍ شديده..

'يا يسوع! لا أستطيع، لا أستطيع إخراجها من عقلي، ساعدني يا يسوع، أخطأت يا أبتاه في السماء و قدامك و لست مستحقاً أن أُدعي لكَ ابناً، آتٍ إليكَ و قلبي يمتلئ بالخزي و العار من فعلتي الأثيمه، لا أعلم إذا كنتَ ستغفر خطيئتي أم لا، و لكِنني أعرف أنكَ رحيمٌ و تحب الخاطئ إذا رجع إليكَ، يا يسوع ما أنا سوي بشر! إنسان لا يخلو يومه من معصيتكَ بشتي الطرق، لا يمكنني العيش مدنساً و تملأني الخطيئه، اريد فقط العيش برضاكَ و حماكَ لأدخل للملكوت الأبدي و أكون في أحضان إبراهيم و إسحق و يعقوب آبائي القديسين، سامحني يا يسوع ! سامحني و أغفر لي خطيئتي لقد تمردت عليكَ، و لا يخلو الإنسان من معصيه حتي و لو عمره ساعةً واحدةً'

مِثَالِي (مُكتَملة✔)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن