ما أن دخلنا قاعة الموسيقى حتى رأيت عينا تايهيونغ تتلئلآن . أراهن أنّ اليوم سيكون أجمل مما توقعته !
"واحد ، اثنان ، ثلاثة"
أشار الأستاذ ألبيرت إلى الطلاب فبدأوا العزف.
كانت فرقة المدرسة تتدرب على مقطوعة تحية العام الجديد ."لا ، لا ، لا !" صاح باستياء ينقصنا عازف كمان ، لن تسير الأمور على هذا النحو ابداً
لا يمكننا العزف بدون الكمان. لم يكن تايهيونغ يعير انتباهاً لما يدور حوله لأنه كان يتفقد الكمان المعلّق على الجدار ضد المسرح."أنتَ هناك !" أشار له الأستاذ ليقترب.
"هل تجيد العزف على الكمان ؟ نحن بأمس الحاجة لعازف كمان."
فتلعثم قائلاً : "ل... لا يا أستاذ ، أعتذر" وانحنى انحناءة احترام.
لمحت وجهه يتلون و بدى عليه الارتباك ، ثم طلب مني الخروج بسرعة إلى حديقة المدرسة .
كيثر من إشارات الاستفهام تتخبط في رأسي ، لكني أحسست أنه بحاجة لتِنَشُّق الهواء. فاكتفيت بالتزام الصمت.مضى ما تبقى من اليوم بشكل طبيعي ، جوٌّ من الفتور يعمُّ الأجواء ونحن نسير في طريق ؛ فتايهيونغ صامت على غير عادته ، أردت كسر حاجز الصمت هذا لكن لم أجد ما أقوله.
انتبهت لجادّة الطريق فرأيت زهرة الربيع ، لا أعلم لما لكن هذه الزهرة قادرة على تغيير مزاجي أيّاً كان .
اقتلعتها من الأرض ثم صحت "تايهيونغ~آه" ما إن أدار وجهه لي حتى نفثت بخفةٍ على الزهرة فتناثرت أجزاءها على وجهه الظريف وشعره الناعم.
*قهقهة*
"علامَ تضحكين؟!" تساءل بابتسامة لطيفة تعلو شفتيه المتوردتين بينما يزيل أجزاء الزهرة عن قميصه.
"ربّاه!" *قهقه* "لا بد أن ترى شعرك" قلتها بينما ألتقط صورة له بهاتفي ثم أريه إياها.نظر إليها فانفجر من الضحك ، رغم أن الأمر ليس مضحكاً إلى هذا الحد لكني شعرت بأنه يحاول إزالة حِمْلٍ ما عن صدره.
حسناً ... قد لا أكون بارعة في كثير من الأمور لكني نجحت على الأقل بإخراجه من دوامة التفكير والشرود وجعله يضحك .
"إذاً تايهيونغ ~آه ... إلى أين كنت تريد أخذي؟" سألته بطريقة ظريفة مع ابتسامه.
"ألم تطلبني مني من قبل رؤية غرفتي؟""أوه ! رائع" تحمست فهذه المرة الأولى التي سأدخل بها إلى عالم تايهيونغ أريد حقاً اكتشاف ما يقتنيه ، ومعرفة أشياءه المفضلة.
وصلنا المنزل بالفعل ، لكني دُهِشتُ بطاولةٍ طويلة جداً مرتبة بعناية.
فرقع تايهيونغ بإصبعه ، مشيراً لرئيس الخدم بإحضار الطعام .
بعد بُرهة دهشتُ بعشر خادمات يعملن أوانٍ فضيةٍ برّاقة أنا رئيس الخدم فحمل زجاجة شرابٍ فاخرةٍ بيده ، بدت أجمل من زجاجات العطر خاصتي.سحب هو مقعداً لأجلس ...تهالكت فيه بسرعة ، فمعدتي تتضوّر جوعاً . لم أندم لأني لم أتناول شيئاً منذ الصباح فمنظر الطعام الشهي هذا يسيل لعابي !
تناولنا الطعام ونحن نستمع لمقطوعة موسيقية ساحرةً ، لم أسمعها من قبل. ووجه تايهيونغ الفاتر قد تلاشى وعاد للإبتسام من جديد.كل لحظة عشتها في ذلك الحين كانت ثمينة بالنسبة لي ؛ طعامٌ فاخر ، موسيقى ساحرة وابتسامات تايهيونغ خاصتي جعلت يومي مثالياً ، كأننا أنا وهو في عالمٍ موازٍ وحدنا .
غمرتني السعادة لدرجة أنني لم ألحظ وجود أخته الصغيرة ذات التعابير شبه المعدومة في المنزل . بل وهي من كانت تعزف على البيان !
رمقتني بنظرة غير مفهمومة ، ثم صعدت الأدراج . صفق تايهيونغ بيده ، حسناً حان الوقت لتري عالمي الصغير .
وأخيراً حان وقت الجزء الذي كنت أتوق إليه !
شعرتُ بأنني سأجد إجاباتٍ للكثير من التساؤلات حول شخصية وماضي تايهيونغ.*فتح قفل الباب*
تعجبت لما غرفته موصدة بقفل ! لكن لم أشئ إزعاجه بأسئلتي ، لربما سيندم لاحقاً لإطلاعي على حياته الشخصية .فور دخولي اكتشفت أن غرفته هي متحف آخر . لاحظت عدد من اللوحات الشهيرة وزاوية مخصصة كمَرْسمٍ له، وزاوية أخرى للقراءة. لاحظت أيضاً عدداً من صناديق فاخرةٍ متفاوة الأحجام.
لكن ما لفت انتباهي هو الكمانين على جانبي الحائط ؛ مما أثار في نفسي سلسلة التساؤلات من جديد : "أولم يقل بأنه لا يجيد عزف الكمان ؟ ولكن لما كان مرتبكاً بأية حال ؟"
قطع سلسلة تساؤلاتي قائلاً : إنه ألبوم صوري ! وأخذ يريني صوراً له وهو مبتسم ويحكي بعض القصص الطريفة عن طفولته .
لاحظت صورة مدسوسة بين الصور أردت سحبها لرؤيته فحاول منعي ، لكنها وقعت أرضاً ، فالتقطتها ونظرت بتمعن ... كانت صورة له و لوالديه و لسبب ما كان وجهه والده مطموساً بلونٍ أحمرٍ قانٍ .
رمقته بتعجب فأحسست بهِ يبتلع غصته
أنت تقرأ
♡أُحَبُّكَ للمرَّةِ السَّابِعة♡
Romance"لو كانت لي سبعُ أرواحٍ ... لأحببتك في كل حياة أحياها معك . لكنني ألتقيتك سبع مرات ...وفي كل مرة أقول لك أحبُّك ". _ ڤيوليت "حياتنا يا عزيزتي ملونة كقوْس المطر ؛ فدعينا نجتاز كل لون ممسكي الأيدي ... دعينا نسير سوياً على دربنا الطويل لنصل إلى الأرجو...