المقدمة|لماذا أتى؟!|

66 7 10
                                    

أمي : "هل أصبحتي مستعدةً يا ابنتي ؟ الجميع بانتظارك ، هيا أسرعي . "

لم تكن كلمات أمي مُدركةً بالنسبة لي ؛ فقد كان ذهني مشتتاً بالذكريات التي تتخبط فيه بسرعة ، وكأنَّ شريط السنوات الماضيةِ يمرُّ أمام عيني في غضونِ ثانية ، بمجرد رؤيتي للسوار الفضيّ ذي الجوهرة الزرقاء.
أصبح عقلي متوقفا عن التفكير بينما كانت عيناي شاردتين والصورة أمامي بدأت تختفي شيئاً فشيئاً ، المنزلُ مكتظ بأعز الناس على قلبي الذين أتوا ليشاركوني فرحتي وها أنا هنا في غرفتي شاردة بهذا السوار وأصارع ذكريات الماضي .

لكنّ سرعان ما فُتِحت عيْناي بقوة وكأن شيئاً ما داخلي رافضٌ لكلِّ ما يجول في خاطري ، يدفعني لأستيقظ من أوهامي ، إنها الأنا الداخلية الأقوى مني تخاطبني : " هل ستمنحين للماضي فرصةً أخرى ليعلن انتصاره عليك ؟ إنّه يوم تخرجك ! اليومالذي انتظرتِه أربع سنواتٍ من حياتك وعملتي بجد لأجله ، قفي وأثبتي لنفسك أنك قوية اخرجي من هذا الباب وكوني فخورةً بنفسك ."

استجمعتُ قواي لأُغلقَ الصندوق على السوارِ بإحكام وأخبئه ، وكلمتُ نفسي بصوتٍ مسموعٍ وواثق :" سيكون هذا اليوم نقطة بدايةٍ جديدةٍ في حياتي".

ذهبت لاستقبال الضيوف بعد ان رسمتُ ابتسامةً عريضةً على وجهي .

صديقاتي يقفن إلى جانبي ويتغزلن بي : "نراهن على أنك أجمل من الأميرات اليوم بهذا الفستان الزمردي الطويل ووجهك الساحر!.. كأنك من قصص الخيال" .

ابتسمتُ ابتسامةً جانبيةً زائفة ، فهنَّ لا يعلمن أنه ما هو إلا قناع من مساحيق التجميل يختبئ خلفه وجهي الشاحب الممتلئ بالهالات السوداء وآثار البكاء .

مضى الوقتُ بسرعة و ها قد وصلنا لأخر جزء من الحفل ، اجتمعنا لنلتقط الصور بعد أن التقطت صوراً فردية .. احسست بانشراح في صدري فقد بدت السعادة غامرة على الجميع وانتابني شعور قوي من الطاقة الإيجابية وكأنَّ شعاع الأمل قد أصاب قلبي أخيراً .

التفت يساراً وإذ بي ألمح شخصاً ما بين الحضور يتقدم نحوي ، تغيرت ملامحُ وجهي فجأةً و بدأ قلبي يخفق بعنف وكأنه سينتزع من شرايينه ولم تعد قدماي تحملانني :" أوه لا ! .. إنه هو ! لماذا أتى ؟! لما اليوم بالذات ؟!"

نادا باسمي بصوتٍ دافئ ونظرةٍ حنونة ، ارتعبت أكثر وكأنه الشخص ذاته الذي رأيته أول مرة... جميع الأنظار متجهة نحوي... كل العيون تحدق بي بتعجُّب وتسألني ما : "بكِ ؟!"
بينما كنت في حالة من الصدمة.

ما لبث أن مد يده نحوي ليقدم لي هدية حتى دفعتها ، فالتقت عينانا لجزء من الثانية ، التففت للوراء وركضت أصعد السلالم مسرعةً ... جريت والدموع تنهمر من عيني والأسئلة من حولي .

شعرت لحظتها أن الزمن قد توقف، وأنني أصعد سلالم لا نهاية لها... لكن سرعان ما وصلت إلى غرفتي وارتميت في سريري أبكي بكل ما أوتيت من قوة .
لم أعرف ما يجري في الخارج.. ولم اهتم بما يقوله الآخرون أو بما سيفكرون به .
ك

ل ما كنت أفكر به أنه من غير المقدر لي أن أنسى الماضي وتكتمل لي فرحة في هذه الحياة .

لم أجد سوى الحزن والأسى يختلج جوارحي... كيف لا ؟! وقد رأيت فيه الرجل الذي أحببته أول مرة ، أيعقل أنني استعدته اليوم بعد كل هذه السنين ؟ كيف لي أن أفكر فيه ثانية وقد أذاني وخذلني كل هذا الوقت ؟! هل استعدته شخصه القديم ؟ نفس الابتسامة... نفس الصوت... واللمسة الدافئة... تعيدني إلى ربيع سنة ألفين وثمانية عشر ....

♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡

♡رأيكم ؟
♡الرجاء تقييم الرواية تقديراً لجهودي
♡تابعوني ليصلكم أي تعديلات وأي جديد

















♡أُحَبُّكَ للمرَّةِ السَّابِعة♡حيث تعيش القصص. اكتشف الآن