أمطرت حباً.

اليـوم الخامس.

اليـوم الخامس.

رغم وضوحنا اللي نحاولو نـبينوه فكل وقت حتكون ديمـا فيه كلمـات متنطقـش ، شعور ميتعبـرش ، فشلـك في إنـك تحاول تـركب حروف بيش تـشرح شي مينشرحش ، حيكون ديمـا فيه هزائـم بينـا وبين نفسنـا صنعت شخصيتنـا اللي متنهزمـش ، حيكون فيه صمت يقوينـا ويصنع كـل هـالهدوء اللي يبـان علينـا رغم كـل دوشة الكـلام المكتوم داخلنـا.

" لـ حب مزروع فيـا ينسقى من قلب بعيد ♥️،
اليوم غير على باقي الايـام ، اليـوم مستضيفه فـ كوخنـا الدافي بلادي الصغيره.. الخالـه فاطمه ، تنبـاس الصدفه اللي خلتني نعرفها والله ، تمنيت إن اول زيـاره لينـا تكون وانت معـاي بس ديما الوقت يغلب ، بـطلي ارجعلي بسرعه معبيه كـلام ليك ومستاحشه عيونـك "

طاولـه مرتـبة ، شمعـات ، مع إضاءه خافـتة ضايفـة للمكـان رونـق، ريحة اكلنـا الليبي عاطي طابـع تـقليدي حلو ، السفرة كـانت هلبـا نـازكه ، يـاودي الليبي الليبي متربـين على العـز و عيونـهم شبعانـه وين مـا كـانو ♥️.
بـقفطان وردي هـادي وكمـام منفوشات ، وشعـر ملموم بـأناقـة وريحتهـا الحلوه ، فتحت تـالا للخالـة البـاب،
مـخلاش الأمـر من حضن حضن ليبي لـمّ تـالا و وجعهـا ، استقبلتهـا بحفـاوة و إبتسامة تـأخذ القلب وعيونهـا اللي يـلمعو مـن الفـرحة ،

وجود الخالـه على طاولـة الغدي رتب فـ قلب تـالا ألـف شعور وشعور كانت الغربـه ملخبطاتـه ، شعور الأهـل والإنتماء ، شعور انـك تحس بـدفء قـرب شخص ليـك يعادل بـلاد كـامله ، تـالا كانت زي الطفلـه اللي عاشت عمرهـا محرومـه من لعبـة ولمـا حصلتهـا شدت فيها بكـل جهدهـا بـيش متضيعش منهـا ، شعور على قـد ماهوا حلو على قـد ماهوا يـوجع ،
تأملهـا في قعدتهم وتفكيرهـا في مشاعرهـا الغريـبه الملهوفـه خلتهـا مش عارفـه تـفرح ولا تـزعل على روحهـا.

كملـو غداهم ورتبت المكـان وخدتهم الهـدرزه والفرحـه اللي طـالعه حتى مـن عيونهـم 🤍.

"متبيش تخبريني على عـوض ربـي كيف انهدالـك!🤍"

ضحكة تـالا بخفه وخدودهـا اللي تـوردو وبـدت فـكلامها وهيـا تـحرك فخاتمهـا اللي فصبعهـا بتوتـر وتتـأمل فيه.. أكيد عرفتوه من منـو!

"الصدفـه اللي مش متوقعه هيـا اللي حـ تغير كـل شي ، حاجـه ممكن تصير فـ يـوم تغيرلـك سنين عمرك كلهـا ، التفـاصيل الصغيره والنظـرات بـعمق ، مواقـف وكـلام عفـوي ، الكـلام اللي حـ اتـرجمه العيـون ، كـل الحاجات اللي خـلت اثـر كبير فينـا مكنـاش مدايـرين حسابهـا.. وهنـا حيكون الشي الحلو والـمش حلو.

"فأيـام التحقيق من الصدمـه اللي كنت فيهـا مكنـتش قـادره نستوعب شي ولا نتعـامل مع أي شخص ، وأعتـقد انهم حطو فبـالهم إن مش فـاهمه كـلامهم فـ طـلبو إن المشرفين على التحقيق يـكون يتكلمو عربـي وبـالصدفه اللي وردتـلي حياتي كـان هوا منهم ،