سعادة من قلب حزن

الفصل الثامن

" سأظل ابحث حتى تنقطع انفاسي فاتوقف حتى استعدها و اكمل استعَدتك "

...

______________

يجلس في غرفته في كوخ صغير على شاطىء البحر
أمامه لوحة كبيرة بعرض الحائط يضع عليها بعض القصاصات من الجرائد والمجلات القديمة و الجديدة و بعض اخبار الصفقات منها التي نجحت نجاح و منها من فشلت فشل ذريع

نظر للوحة يحاول ايجاد نقاط الضعف لديه لكن لا يوجد حاول عصف فكره قليلاً للتفكير في جميع اللقاءات الصغيرة بينهم و يتذكر كيف كان يتحدث معه بعيون مليئة بالألم و الحقد الدفين لا يعرف سببه
استفاق من تفكيره و ارجع أنظاره لمذكرته بدون بها بعض الاشياء عنه التي استطاع تحديدها

لكن قطع عليه صوت الهاتف الذي صدع في أرجاء المكان هو يتذكر عدم دفعه لفتورة هذا الهاتف حتى تنقطع عنه الحرارة

استقام متجه ناحية الهاتف هو تقريبياً يعلم من هو المتصل و من غيرها
ما أن رفع السماعة حتى انهال عليه سيل من الشتائم و السباب اللاذع
مريم : انت حيوان و بهيم حسبي الله فيك ي ملاك على الي انت عامله فينا و خصوصاً تسنيم تسنيم فالمستشفى بسببك انا مش مسمحاك متكلم ساكت لي دافع عن نفسك مش قادر صح ليه عشان انت غلطان ملاك ملاك انت هنا

كان الآخر في عالم آخر ماذا فعل هل هي بخير انها بالمشفى هل حالتها كيف يفعل هذا بها كيف يغذبها هكذا كيف لم يفكر بها اللعنه على هذا الانتقام الذي اشغله عن من سلبت فؤاده لم يشعر إلا بذلك السائل الدافئ الذي يكرهه للحظة فكر
'هل ممكن أن اخسريها كما خسر الآخرة '
عنده هذه النقطة لم يتحمل لن يسمح بهذا أن يحدث

نبث بصوت حاول أن يكون طبيعياً : انا جاي

_____________

أصبحت تهذي بأسمه في منامها
أمست تتخيله أمامها و يتحدث إليها
لم تفارقها الكوابيس
اصبحت تبحث عنه باستماتة كأنه اخر طوق نجاح
حتى باتت في هذا السرير لا حول لها ولا قوة
لا تقوى على السير أصبحت هزيلة مع أن المدة التي تركها فيها ليست بالكثير
لكنها لم تتحمل فقدت كم كبير من أملها بوجوده على هذه الحياة امسكها العجز من عنقها كأنه شخص مصمم على قتلها أصبحت الفكرة المسيطرة على عقلها هي وفاته لكن قلبها رفض استسلام العقل يريد أن يبحث عنه يعرف أنه مازال حياً يرزق
هذا القلب اللعين يريد الاستمرار فالبحث يريد استعادة روحه

تسنيم بضعف : انا ... انا فين ..... ملاك فين

مريم بحنو و هي تربت على شعرها : ملاك جاي دلوقتي مش هيطول على ما يوصل متقلقيش استريحي انتي يا روحي لحد م هو يجي