الفصل الثالث

9.6K 328 66
                                    

لعلّي أنسى هوائية لحظاتك..
وأتوقف عن تنفس عطر وجودك..
لعلّ القلب لا يهواك..
ولا يتمناك.. ولا يتقصى عنك بين الأبدان..
ليتني أنساك.. ولا تغتالني الأيام ببطئها..
ليمر الزمن كغمضة عين وأختفي..
لا أود بعدك المؤلم ولا قربك المحبط..
أوجعتني زخات المطر التي تبلل خصلاتي،
تشاركني دمعاتي..
لا اريد الأناشيد ولا التراتيل..
أريد صوتك المتداني..
ما عهدتك جبارًا قاسيًا..
حنّ علي.. وارأف بقلبي.. انه يناديك..
لبّي نداؤه وتقبل توسله ولا تخذله..
لا تعلقني بك وتؤلمني..
ليتك فعلت!
لعلي أنساك رغم انني أتمناك..
ليتني لا أهواك حبيبي!

----------------------------
إبتسم ياسين لليلى التي تسير تجاهه بإبتسامة أقل ما يقال عنها ساحرة! هذه المرأة فاتنة لا يمكنه ان ينكر.. ليس كجمال خارجي وانما ملامحها وتصرفاتها.. أسلوبها.. تفتن بنضوجها وأسلوبها وجمال أفكارها وأفعالها..
منذ ان خطبها حتى اللحظة هذه لم يرى منها الا كل الخير.. على الرغم من قوة شخصيتها الواضحة في الكثير من المواقف الا انها بريئة.. محيرة..

لا زال مترددًا في تحديد موعد عقد قرآنهما وحفل الزفاف خاصةً بعد رسالة نرمين وإتصالها..
"أحتاجك!"
كلمة واحدة فقط كانت كل ما ارسلته له قبل عدة أسابيع.. كلمة لا غير، يليها إتصالًا من قبلها تبكي بإنهيار.. العجز الذي شعر به أنذاك لم يكن يوصف.. لأول مرة كان يشعر إنه مكبّل بكل ما للكلمة من معنى.. لم تكن تتكلم.. فقط تبكي.. رغم توسله لها ان تتحدث ولكن غير شهقاتها وأنّاتها لم يصله.. وكانت هذه المكالمة الأخيرة لها.. ومنذ ذاك الوقت عاود البحث عنها ولكن في كل مرة كان يعود متخاذلًا الى ان سئم حقًا من كل ما يحدث..

لا يعلم هل سيترك ليلى لأجل نرمين، أم انه سيترك نرمين لآجل ليلى، أم من الأساس هو مستعد على المخاطرة والزواج بكلتيهما؟!! ولكنه يعلم ان لا نرمين سترضى وتوافق ولا ليلى كذلك.. ولا أي منهما تستحق ذلك منه.. هو يلهو بليلى! ويخدع نرمين بوعوده الماضية..  ما الحل في هذه المعضلة التي أوقع نفسه بها؟ لا يملك أدنى فكرة..

تشنجت تعابير وجهه حالما قبلت ليلى خدّه وجلست بجواره قائلة بنبرة مرح محببة:
- هل إشتقتَ إليّ؟

رد ياسين بشقاوة تواري صراعه الداخلي من كل ما يعانيه:
- ما هو رأيك؟

تطلعت اليه ليلى للحظات تتأمل ملامحه الوسيمة ثم غمغمت مبتسمة:
- بالتأكيد ستشتاق إلي مثلما أنا أفعل.

أدركت ليلى من توتر ملامحه المشدودة ان ياسين به خطب ما.. ولكنها فضلت ان لا تسأل في الوقت الحالي وتكون متطفلة.. لقد مرت فترة طويلة منذ ان خطبا وهي بدأت تشعر ان حان وقت إتمام عقد قرآنهما.. هي تحبه في النهاية وهو سيكون زوجها..
- هل تحدث معك أبي؟
إستطردت ليلى بسلاسة فقال ياسين:
- عن موعد عقد القرآن؟ آجل لقد فعل وأخبرته انني سأتحدث مع أبي حتى نرى حجزًا متوفرًا في إحدى القاعات وبعد ذلك سنقرر الموعد.

سحابة العشق الاسود حيث تعيش القصص. اكتشف الآن