المقدمة

38K 459 124
                                    

نبذة: الحب عالم كبير.. لا يدس أرضه متمني الا متدحرجًا هاويًا بلا وعي.. يسلب الكثير من العقل والقلب ويحصر الفكر بشخصٍ واحد.. تتفاوت الأفكار بين الماضي والحاضر والمستقبل.. زوبعة مشاعر واحداث تشوش العقل.. لا ثبات لا هدوء لا توازن.. وانما جنون بجنون.. وغصة لا تفارق الا ما ندر.. وخوف لا يندمل ولا يطيب..
الماضي صعب ومؤلم، يحمل قساوة ساحقة وظلمة مخيفة.. والمريع هو ذلك التمني لبصيص النور وانتظاره ان يمتد ليشافي هذه الجراح ويطبطب على الأوجاع.. ولكن ليس كل سائل يجد الجواب.. وليست كل الناس لا تنهر.. ومع ذلك يبقى السعي هو الأمل الوحيد..

-------------------------
"أريدك ان تتزوج ابنة عمك هناء"
هذه الجملة دوت صاخبة في إذنيه.. يتزوج؟! ومن عائلة والده التي يكرهها كما لم يكره أحدًا..
علاقته بوالده لم تكن يومًا جيدة.. كانت قد اشتدت علاقتهما سوءًا بعد طلاقه من أمه وزواجه بأخرى.. لطالما حمل الكثير من الحقد تجاهه.. وتجاه معاملته لإخوته.. هو ابنه البكر.. ولكن والده يفضل ابناء تلك المرأة ويستند عليهم بكافة شؤونه الخاصة.. أما هو كان فقط ابنًا إضافيًا يخجل من كونه ينتسب إليه.. وكأنه لا يعلم ان الشعور متبادل!

والده حرمه من كافة حقوقه به.. حتى تسبب بأن يترعرع في مكان غير مرغوب به البتة.. منزل خالته هو الذي أواه وأمه شفقة بحالها ورأفة بها.. وما ان بلغ حمزة شبابه أخذ يهلك جسده قوي البنية في الأعمال الشاقة، وبإستخدام قبضته الحديدية التي تهوى البطش بالناس كان كل شيء يتم حله بسهولة، وتمكن من توفير منزلًا له ولأمه والإنتقال من منزل خالته ليعيش مع أمه.. بداية بإيجار سكة سكنية متوسطة الحال.. ثم قرر اخيرًا بمساعدة رجل كان يعمل لديه ان يفتتح مكان لبيع السيارات.. وآجل لا ينكر ان والده والده دعمه قليلًا.. ولكن كله كان من تعبه وشقاءه هو.. فتمكن من شراء منزل له ولوالدته.. منزل لا يشعر به انه ثقيل او ان وجوده غير مرغوب به.. بل منزل ملكه.. بأسمه هو.. فوالده حتى المنزل الذي كان يعيش به معهما أخذه منهما وحرمهما منه وباعه حينما واجهته أزمة مالية..

كلما يتذكر صفعات الماضي القاسية وركلاته التي كانت تؤذيه بحق يشعر بحقده تجاه أبيه يتفاقم.. لأجل نزوة عذبه وعذب والدته!.. ولكن مع ذلك فهو شاكر لأن هذه المصائب هي من جعلت الجميع يخشاه.. هي من جعلت الكبير قبل الصغير يفضل إجتنابه وعدم خوض أي حديث معه.. سلاطة لسانه كانت مصدر متعة له.. لم يعبأ يومًا لنفور أحدهم منه بسبب لسانه السليط ووقاحته.. وانما كان يتباهى ويفتخر بأفعاله..
والآن والده العزيز كما يبدو قرر ان يتنازل ويتدخل بشكل متأخر جدًا في حياته ويحاول ان يفرض عليه ما يفعل وما لا.. ولكن هذا مستحيل.. ليس بعد ان وصل الى ما هو عليه.. ليس في هذا العمر..

لم يكن أمامه أي خيار عدا القهقهة بصوت عال أمام والده الذي يجلس يحدق به بجمود قاسي..
هتف حمزة غير عابئًا بكون الذي يتحدث معه والده:
- من انت لتفرض علي الزواج بمن؟! بصفتك من تقرر؟

سحابة العشق الاسود حيث تعيش القصص. اكتشف الآن