الفصل السادس

7.8K 301 69
                                    

الفصل السادس..
مختنقة من فرط حبي، والنار في صدري كاوية..
عاشقة بائسة أنا، ظنت انها من الفردوس دانية..
مخدوعة تم هجرها تئن من صدمة الجرح باكية..
غارقة في سواد الليل والأوجاع لا تخضع أبية..
والعين ذابلة قد جفت من دمع الذكرى القاسية..
ويحن القلب المنكسر الى تلك الروح الجافية..
هان القلب ودقاته الصاخبة، وصار ذكرى بالية..
أيدوم الليل ولا تندمل جراحه العميقة الدامية؟
أم يطول الهجر وأبقى دون لقاه، قربه راجية؟
ومن ذا الذي يدلني الى وصاله فحدوده عاتية؟
ومن ذا الذي يخبره انني بسببه على قلبي جانية؟
وكأنه لا يدري انني في هجره قصة غرامنا راوية..

--------------------------

ربتت صابرينا بحنو على ظهر الصغيرة التي قفزت تعانقها بإمتنان.. قبّلت وجنتها الممتلئة وهي تسمعها تعبر عن سعادتها بقدومها لحضور حفلة عيد الأمهات..
غمر قلبها شعور جميل بالنقاء والمسؤولية تجاه هذه الصغيرة اليتيمة.. امسكت يدها لتسير معها تجاه مربية صفها التي تطلعت اليها بفضول واستغراب..
- مرحبا، هل بإمكاني ان أخذ نانسي وأغادر؟

توترت المعلمة هيفاء وهي ترد:
- ولكن انا معتادة على مجيء السيد سلطان لإصطحاب ابنته من المدرسة وفي الواقع انا لا اعلم ماذا تكونين للطالبة نانسي واخشى ان أسمح لها بالخروج دون علمه فلم ارى ابدًا اي احد يأتي لإصطحابها غيره.

رفعت صابرينا حاجبها بضيق من ذلك الانسان الصارم مع طفلته في كل شيء ثم ضغطت بلطف على يد الصغيرة التي تطالعها بقلق وقالت:
- انا خالتها.. انت تعلمين ان والدتها متوفية ولذلك أتيت لأحل مكان شقيقتي.

اومأت هيفاء بأسف وشفقة ثم غمغمت:
- آجل، انا اعلم، رحمها الله، بإمكانكما الخروج.
اومأت صابرينا بشكر ثم احضرت حقيبة نانسي وخرجتا من المدرسة..

- ألن يغضب أبي؟
تساءلت نانسي بخوف لتبتسم صابرينا لها تطمئنها وترد:
- لا حبيبتي لن يغضب منك.. انا سأتحدث معه، وسأصطحبك لشراء هدية لك بما انك أهديتني هذه البطاقة الجميلة وباقة الورد الأجمل.
احمرت وجنتا الصغيرة لتضحك صابرينا بحب ثم تنحني قليلًا لتقبلها وتقول:
- لم أرى طفلة لطيفة مثلك في حياتي.. أتمنى ان تكون شقيقتي الصغيرة مثلك.

تساءلت نانسي بفضول:
- هل لديك شقيقة صغيرة؟
- آجل لدي تدعى حور وهي شقية جدًا.
- هل ستعرفينني عليها؟

- بالتأكيد يا صغيرة.. وستحبينها كثيرًا.
ردت صابرينا قبل ان تفتح باب سيارتها لنانسي حتى تصعد وتضع لها حزام الأمان..
اخرجت هاتفها ثم بعثت رسالة لوالدها سلطان تخبره ان نانسي معها..
"بإمكانك ان تقول ما تشاء عني.. ولكنني وددت ان أخبرك ان ابنتك برفقتي.. لقد اتيت لحضور حفل عيد الأم المقام في مدرستها ثم اصطحبتها معي للتنزه قليلًا بما ان لديها أب متغطرس مثلك.. تستطيع ان تتصل بي حينما تريد ان تأتي لتعيدها الى المنزل.. ولا بد انك عرفت من انا بما انني المدربة الرياضية الخاصة لإبنتك"

سحابة العشق الاسود حيث تعيش القصص. اكتشف الآن