صعدت للطابق الثاني سريعًا جدا، لم أنظر حولي، هويت بفأسي على الباب ففتح بضربة واحدة.
خرجت آمال فزعة تنظر لي بصدمة، رمقتها بنظرة ثقة زادتها فزعًا
-عزيزتي ذات النقاب يؤسفني إخبارك بأن...
تبًا إنقطعت الأنوار، تبًا أكثر ليتها ما عادت، إنها أمامي تقف أمامي، رباه عهدنا أن ذوات النقاب لطيفات....
تبًا أمسكتني من رقبتي ثانيةً،إنها تقترب أكثر، فأكثر، فأكثر، سحقا يا إمرأة هل تودين تقبيلي؟ لم بدت أضئل حجمًا؟ لكنها أمسكت برأسي نفخت في وجهي فساد الظلام.
أين أنا، لا وجود لآمال لا وجود ل...
-هل ستظل واقفًا يا عباس مكانك
أغاني صاخبة، بشر كثيرون، خمر و مشروبات أخرى.
أين أنا، استنشقت الهواء، إنه هواء بحر الإسكندرية، السماء سوداء أضاءت النجوم لحرق الشياطين الذين نزلوا إلى هنا،نحن فوق سطح المنزل، إنه مألوف جدا
-يا عباس هلا بحثت عن أحمد، لا أعرف ماذا دهاكما الأن
كانت تلك أمنية، أنا أذكر هذا اليوم كنت مع أصدقائي القدامى منذ خمس سنوات فوق سطح منزل أحمد، لقد جمعنا يومها ل... سحقًا أين هو
بحث بعيناي عنه ، أين هو، لن يحدث ذلك مجددًا، لا يا صديقي، تذكرت.
ركضت نحو آخر ركن في السطح ، نظرت أسفل السور، كان جالسا، كان يجلس على جزء بارز من البيت
-أحمد إصعد معي
-الجو جميل هنا يا عباس، العمارة الثالثة و العشرين هي الأكثر حظًا بهذا المنظر
-جميل لكن إصعد
مددت يدي إليه أحثه على مد يده
-سحقًا يا أحمد مد يدك لا أستطيع الوصول إليك
-لا يهم يا عباس، لقد حاولت كثيرًا، كلكم حاولتم معي
-أحمد...
ليتني لم أنظر في عينه، كانت خاوية، عيناه كانت نافذة على روحه، كانت خاوية هالكة، تخبرني أنها بلا علاج، لا يا أحمد لا تفعل ذلك أنت صديقي ، أنت أقرب شخصٍ لي
-سنحل كل شئ يا أحمد لا تقلق، سأفعل لك كل ما يرضيك، لا تذهب رجاءً لن نتحمل فراقك، قم معي بالله عليك، قم رجاءً
إنه يتحرك، لقد قام أخيرًا، وضع يده على السور في ترقب مني، لكنه توقف لحظة، شعرت بأصدقائنا يتحركون نحونا، الكل ينادي عليه، هيا يا أحمد إفعلها و أعبر، لا تقل أنك جمعتنا لتقتل نفسك، لقد أصريت على هذا و أطعناك لا تفعل هذا.
رفع رأسه و وجهه إلي، نظر لي و إبتسم
-لا يا أحمد لا
صرخت بكل ما أوتيت من قوة و أنا أحاول أن أمسك به، لكنه أسرع، لقد قفز، لقد أنهى حياته، هو لم يمت، هو لم يكن حيًا من قبل ليمت، سحقًا للعالم، الحميع يصرخ، الجميع يبكي، هناك من هرع للأسفل، أسندت ظهري على السور و جلست، أغمضت عيني و بكيت، لم يا أحمد؟ لم تركتني؟ أغمضت عيني علني أفيق و يكون هذا كابوسًا، لكن لحظة لم أرى كل هذا مجددا؟ إنه حلم.
فتحت عيني سريعًا لأجد نفسي في السيارة و الطريق مزدحم، لا تقل لي أن...
سمعت تنهيدة آية بجواري، رباه كم أشتاق لكِ لكن ليس في تلك الحالة، كانت تنازع، أمسكت يدي بلطف و نظرت إلي و أومأت برضا
-لا ليس مجددًا يا اية لن تموتي مجددا، نحن مازلنا في شهرنا الثالث و العشرين
-لا بأس يا حبيبي
ضربت بيدي على مزمار السيارة، فكوا الزحام، وقفت فوق مقعدي
-فكوا الزحام، زوجتي تموت، أسرعوا
هيا يا عالم لا تأخذها مني مرة أخرى، سأنقذك الأن يا آية.
بدأ الطريق يتحرك، أسرعت بكل ما أتيت من قوة حتى تجاوزت السيارات كلها، آية تتنفس بصعوبة، أصمدي يا آية، لا تنظري لي نظرة وداع، سأنقذك و أذكرك بهذا و أسخر منك، اللعنة على سرطان الرئة، أتركت كل الناس و أمسكت برئتيها هي؟
وصلت المشفى، حملتها و جريت بها
-أنقذوني أين التمريض
صرخت بها فأتت الممرضات، حملوها و وضعوها على نقالة، كانوا يجرون بها، لكنني دفعتها أسرع حتى وصلت إلى باب غرفة العمليات، أوقفني الطبيب و دخلوا هم
ماذا يحدث؟ ماذا يحدث؟ ستفيقين يا آية لا تقلقي، لن تموتي تلك المرة، تلك المرة؟ ليس مجددًا يا شيطانة أنتِ.
لقد ماتت آية و سيخرج الطبيب ليخبرني أن السرطان إنتصر، كل هذا حدث، كل هذا حدث من قبل.
سقطت على ركبتي باكيًا، لقد رحلوا جميعًا، لقد رحلوا بعد أن عجزني الكون بأسره، لماذا لم يكن الطريق خاليًا يومها، لماذا لم أمسك بيده عندما وقف، سحقًا لكِ ايتها العاهرة سأسحقك، كل هذا خيال، كل هذا حدث، لماذا لا يتبخر كل هذا الأن، أغمضت عيني بقوة، هذا خيال، هذا حدث، إنها تسخر مني تعبث بي.
فتحت عياني بقوة، آمال واقفة في آخرالصالة ترمقني، لكنها صنم ثابت
-آمال، أين هي؟ ماذا حدث آمال؟
لا يمكن لذات النقاب أن تتحكم بأحد هكذا، و هي لا تمسك شيئًا....
لقد أمسكت رأسي، كيف هذا؟ نظرت أمامي لأجد ما لم أتمنى أن أراه يومًا و لم أتوقع، إنها شذة، في عيدها الثالث و العشرين كيف لم ألحظ أنها تتعلق بهذا الرقم، كانت شذة تطير، تطير أمام الشرفة التي فتحت فجأة
-شذة؟
-ما رأيك يا عباس أليس هذا مثليًا؟
-هل..هل تحولتي؟
-كأمي؟ لا لم أتحول لشيطانة
-أمك؟ أمك من؟
حركت رأسها تحثني على النظر يميني، سحقًا.
-ذات النقاب أمك؟ زوجة خالي هي ذات النقاب
-نعم زوجة خالك التي قمعتوها هي و ابنتها
-كانت مشاكل في ميراث والدك، كنا سنحلها
-كذب
صرخت بها فاهتز البيت، بل اهتز الكون، كل شئ واضحًا، أم شذة ماتت فجأة و لم نعرف لها قبرًا، بعد أن ترك علي خطيب شذة و ذهب إلى آمال ليخطبها، و لم يعترض أحد من العائلة بل وافقوا، و علي تم قتله قبل زواجه من آمال، لهذا هي تنتقم من آمال أكثر
-شذة لكنه لم يحبك
-هي من خطفته
-لم تكن تبالي به، صدقيني لقد قالت لي أنها أحبته بعدما حاولت رفضه من أجلك
- تكذب، أنت وافقتها على هذا و دعمتها
- لم يردك
-بل تلاعبتم، لذا ذق لعبي و سحري
-سحر؟
إختفت شذة و ذات النقاب، مهلا هل تتحرك آمال؟ لم تتحرك هكذا نحوي؟
-آمال ما بكِ؟ لم تمشين كالعاهرات
تبًا إنها تخلع قميصها، ماذا تفعلين يا شذة، خلعت قميصها و ألقته جانبا، تبًا، كم أنت جميلة فعلًا يا آمال.
أمسكت الطاولة الخشية الصغيرة و ضربتها بها فسقطت فاقدةً الوعي، أسف يا عزيزتي لكن هذا كارثي.
بحثت عن الفأس، أمسكت به و كسرت النافذة المطلة على السلم المؤدي إلى سطح المنزل، استدرت لأحمل آمال.
وقعت أرضًا بعدما دفعني أحد، من أنت بحق الجحيم.... إنه رجل مفتول العضلات، إن عضلة ذراعه مثل سائر جسمي، لديه وشم على رقبته، إنه وشم ذات النقاب أعرفه، لقد رايته كثيرًا في الكتب التي تتحدث عنها، إنه من جندها، تبًا ماذا أفعل معه؟
-هل يمكن أن نعيد الكرة مع آمال أقسم أنني سأفعل ما تشاء شذة
أمسك بي و رفعني، لكمني فهوى جسدي أرضًا، تبا لا استطيع الوقوف، الرؤية ضبابية مشوشة، ماذا أفعل؟ هل يبحث عن الفأس، اللعنة لقد أمسكه، إنه يبتجه نحو آمال، القاعدة الأولى جسم الإنسان خير شئ يمكن أن تضحي به في العراك، قمت و ألقيت نفسه عليه، بكل قوتي دفعته فسقط كلانا، قام و جثم فوقي و بدأ يلكمني، إذًا يا عزيزي أنا أسف، ضربته بيدي و أنا على علم أن أي رجل لن يتحمل... لم يشعر.
استجمعت قوتي و قبل أن يلكمني دفعته و قفزت فوق واقفا على صدره، تألم كثيرًا، هرعت نحو المطبخ فتحت الأدراج، ها هو السكين.
عدت إليه، اين هو، لا يوجد سوى آمال النصف عارية ملقاة على الأرض، أسرعت نحوها
-آمال، آمال أفيقي ، أفيقي يا فتاة
بدأت تفتح عينيها أخيرًا، نظرت إلي نفسها ثم رمقتني بصدمة
-ليس وقته
-خلفك
صرخت آمال و أنا ألقى أرضًا،اللعنة لقد نال مني
أنت تقرأ
متلازمة الرقم ٢٣
Humorفي تلك اللحظة أمسك شئ برقبتي و إعتصرها كبرتقالة قديمة عند أم مصرية، إنه يحملني، إن كنت ستلقيني أسرع رقبتي ليست رقبة فيل، لم لا يرفعني من قدمي من يدي، من كتفي، إنه يصر على رفعي ببطئ، أشعر به ولا أستطيع مسكه، رقبتي خالية،رفعني حتى سلمت على النجوم، و أ...