العودة..؟

121 6 2
                                    

ترتفِعُ لأعلى..
بعكسِ ما توقَّعْتَ وتوقَّعْتُه، أنتَ فِعلًا ترتفِع.. لا جِدال في هذا..
ترى كُل شيءٍ يَتقزَّم، يتَضاءل..
فتتضاءَل هُمومك معه..
بعينٍ مِن خيالٍ يمكنك الجزمَ بأنَّ الزمن يتساقطُ بِكَ إلى الخلف..
تَتَّسِعُ عَينَيْكَ كفمٍ ظمآنٍ، دَقَّ الأرضَ فانشَقَّت عنِ الماء..
تسترجِع ذكرياتِك كأنها موغِلة في القِدَم، رُغم حداثتها..!
لطالمَا رافقتكَ الموسيقى يا عزيزي.. لم تغِب عنك لحظة..
حتى في أحلامِك - تلك الأحلام البسيطة المملة - لم تتركك أبدًا..
«شوبرت» جلس بجانِبِك بألحانِه بينما تأملت أنتَ في ظلال كهوف عقلك..
وابتسم «شوبان» لابتسامتك لها.. تِلك التي لم تعرفها قط..
وعلى ضرباتِ «موزارت» تراقَصْتَ مع أفكارِكَ في نشوةٍ لم تعرفها من قبل.

استمع لآخرِ الأنباء! اقترب يا هذا!
انسحبَ الوعي من معركتهِ..!
انسحب! تارِكًا لِجام خيول الواقع الممل لِفراسَةِ خيالك الجامح، آبيًا ألَّا يُضرِم النار في هشيم ذلك الملل ليشعله قاتلًا إيَّاه..!
ارتفِع يا صديقي.. ارتفِع..
فلن تجِد بالأعلى ما تخافه، ولن تجد بالأسفل ما أُرهِقْتَ بحثًا عنهُ..

مَا لا يُمكِنُنِي كِتابتُه.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن