الرابـــــــــــع
كان عهد يجلس مع الرجل العجوز في مكتبته و الباب مغلق غير سامح لأي من الزبائن بالولوج. فهو لم يشأ أن يذهب لمنزله كما قال لرنا و طلب منه اللقاء في مكتبته حتى لا يعلم مختار بذهابه لمنزلهم و افتعال المشاكل خاصة أنه يكرهه. قال له بجدية " أريدك أن تقنعني فقط بوجهة نظرك في قبولك لمختار زوج لرنا و أنتِ تعلم أنه يسيء معاملتها "
صمت صبحي لبعض الوقت يعلم ماذا يقصد عهد بيسيء معاملتها ذلك الوغد علم أنه مد يده عليها و لم تخبره لولا أن رأى وجهها المكدوم " ماذا تريد منى فعله عهد هل أطلقها منه و أستمع لألسنة الناس تلوك سيرتها التي سيشوهها بأكاذيبه من سيقبل بالزواج بها بعد ذلك "
" يا عم صبحي هل تقول أنك تقبل أن تهان على أن يقول الناس كلام غير صحيح عنها هل ترضى لها العذاب مع وغد حقير مثل هذا فقط خشية ثرثرة الناس الفارغة "
قال صبحي يجيب عهد الغاضب من موقفه و لكنه لا يقدر شعوره و لا يعرف بما سيشعر عندما يتحدث أحدهم عن ابنته بسوء . " يا بني لدي فتيات أخريات و ما يمس شقيقتهم يمسهم فماذا أفعل هل أضرب بحياة الجميع عرض الحائط ثم من قال لك أني سأمرر ما فعله مع ابنتي بل سينال عقابه على يدي حتى لا يتجرأ و يفعلها مرة أخرى و عندما ستكون في بيته سيتغير بالتأكيد لقد كنا شباب من قبل و تهورنا و ها نحن عقلنا "
قال عهد بروية و هو يمسك بيد صبحي " أنظر عمي سأخبرك شيء عنا نحن الرجال. نحن لسنا مثل بعضنا أعني أن مختار ليس مثلك و ليس مثلي لو ظننت من تعامل مع زوجته بإهانة و قلل من كرامتها برفع يده عليها و هى في منزل والدها لن يتورع فيما بعد برفع حذاءه عليها بل و تكسير رأسها و معاملتها كالجارية و هى عليها أن تقبل بذلك بصمت ليس بسببها هى بل بسببك أنت و والدتها أنتم من جعلتموها ضعيفة مهدورة الكرامة فقط لخوفكم أن لا تتزوج أو يتحدث عنها الناس بالسوء. ناس من يا عم صبحي أي بشر هؤلاء الذي تصنع لهم كيان و اعتبار ليكونوا حكما على أخلاق ابنتك التي ربيتها بيديك و تعبك و ترضى لها الهوان مع شبه رجل فقط كونهم سيلوكون سيرتها سيرتها الطيبة و التي لا تشوبها شائبة و كل مشكلتها أنكم اخترتم شخص خطأ و فرضتموه عليها. هل عليها أن تتحمل غلطتكم أنتم في اختيار زوجها طوال حياتها هل هذا عدل برأيك "
كانت ملامح الرجل تشع بالبؤس و الحزن فهو يعلم أن عهد معه حق و لكن المجتمع حولهم لا يرحم و لن يبحث أحد عن صدق و كذب مختار إذا شوه سمعتها بل سيظنون بها الظنون فقط و من يتحمل هذا غير أخواتها و هى من قبلهم. لن تجد زوج محترم يقبل بها. " ماذا تريد أن أفعل بني هل أتحمل نتائج غلطتي مع باقي عائلتي "
" و هل من العدل تتحمل هى وحدها غلطتك "
" سأتفاهم معه و لن يمسها مجدداً "
" و ما الذي يضمن لك ذلك و قد فعلها في عقر دارك "
" يا بني أنت ليس لديك أولاد لتعرف شعور القلق عليهم "
" لدي أم رأيت في عيناها مدى قلقها علي يا عم صبحي "
ثم أضاف باسما " و لدي أخوات أعرف شعور القلق عليهم و على صالحهم رنا و أخواتها أخوتي يا عمي و كل ما أريده هو صالحها أختي تستحق رجل يصونها و يعززها لا يقلل من كرامتها و يهينها "
قال صبحي بحزن " سأتحدث معها أولاً ربما تحبه و لا تقبل تركه فأكون ظلمتها للمرة الثانية "
قال عهد بثقة " المرأة لا تحب الرجل الذي يهينها و يقلل من شأنها أو يخونها أنا أكثر من يعرف بذلك و لدي المثال "
علم صبحي لمن يشير فقال بإذعان " حسنا سأتحدث مع مختار "
" هل تسمح لي بفعل ذلك لأجنبك الحرج "
هز صبحي رأسه نافيا بقوة " لا. إذا أخطأت فعلي تصحيح هذا الخطأ بنفسي و ليس الهرب من ذلك و التواكل "
ابتسم عهد براحة " لن تندم يا عمي عندما تري ابنتك سعيدة و تتزوج رجل صالح يصونها "
تنهد الرجل بحزن " لا يهم يا بني المهم أن تكون سعيدة في منزلي و الزواج هذا قسمة و نصيب ما يكتبه الله يكون "
أنت تقرأ
الشــــ3ــــــرير من سلسلة كانت له فجراً
ChickLitأخذتني يوماً عهداً أقسمت أن توفيه فكانت لي نجاة مما يمكن أن الاقيه