أناديها جنتي الفصل الأول

17 7 12
                                    

يسير في ذلك الشارع الهادئ بمعطفه السميك فقد حل الشتاء و زينت السماء بتلك الغيوم السوداء و قطرات الندي تتابع منهمرة بقوه علها تخفف بعض الالام عن قلب ملأ بالهموم الصمت يلف ذلك الشارع يزيده رتابة وكآبة علي رتابة ذلك الفصل سار عائدا إلي بيته الذي يزيد شعوره بالاكتئاب بسبب خلوه من السكان عداه قد تتساءلون لم اسمحوا لي أن أجيبكم هذا عدي صقر الدين ابن رجل الأعمال المشهور سيف صقر الدين لقد توفي والداه في حادث سيارة مفتعل من قبل عمه أيمن صقر الدين فقد عطل مكابح سيارة أخيه كل هذا من أجل الثروة والمال والشهرة وما يتعلق بها من مصطلحات تدل علي الفناء والزوال والسطحية في العلاقات فلم يفكر المدعو أيمن أن هذا المال زائل فالدنيا دوارة يوم لنا ويوم علينا ومن يعرف أوليس من الممكن أن يضيع كل المال قبل أن يستمتع به لم يفكر المدعو أيمن أن الناس يعزون من يحترم أهله قائلين: والله إن فلانا كان خير عون لأهله ونعم السند لقد كان يفعل كذا وكذا وكذا
ولكن بعض الناس في هذا الزمن يهتمون بأنفسهم ويفضلون أنفسهم على من حولهم ويغرقون أنفسهم في الماديات لدرجة نسيان القيم المعنوية النفيسة التي لا تقدر بكل كنوز الأرض إلي أن ينسوا إنسانيتهم ويصبحون عبيد ملاذهم ورغباتهم الدنيوية الفاسده ناسين أبسط الأفعال والتصرفات التي تؤدي إلي رضا الله عنا فنصيحة مني يا إخوتي
"لا تسمحوا للمال والسلطة أن تلهيكم عن عبادة الله وشكره فإن في الصلاة راحة للنفس وهداية وإرشادا إلي الطريق الصواب للقلب والروح وإبعادا للشيطان وأهم شئ إرضاءا لله عز وجل وطاعة لرسوله صلي الله عليه وسلم يا إخوتي إن في الصلاة خيرا كثيرا لا يعد ولا يحصى فواظبوا عليها فقد تجدون في ذلك راحة في أبدانكم وشفاءا لأمراضكم أو يفتح لكم باب من الرزق من حيث لا تحتسبون "
لم يكتف ذلك الشيطان المدعو أيمن بما فعل بل رمي عدي في الميتم وقد كان وقتئذ طفلا صغيرا لم يتجاوز عمره العشر سنوات طفلا بريئا لم يتخط صدمة وفاة أغلي الناس في حياته بل زاد الأمر سوءا وزاد الطين بلة عندما أعلن في مؤتمر صحفي أن ابن أخيه قد فقد وعثر علي جثته مرمية علي الطريق العام مستخدما بذلك دموع التماسيح الكاذبة خاصته التي جعلت الناس جميعا تتعاطف معه وتصدقه من المؤكد أنكم تتساءلون أين القانون في الأمر برمته سأجيبكم من فرط خبث ذلك الرجل المدعو أيمن رشا الضباط جميعهم الذين يحققون في القضية ورشا الأطباء المسئولين بمبلع مالي ضخم جعلهم يطمعون فيه بقوة قبلو أن يبيعوا الحقيقة بثمن زهيد جدا بالنسبة لقيمتها الحقيقية القيمة الحقيقية عندما كان عدي سيأخذ حقه كاملا وعندما يرمي ذلك الشيطان هو ومن عاونوه علي فعلته النكراء فعلا أولائك الذين اشتروا الضلالة بالهدي
ولكن الله عادل ولن يضيع حق أحد ولو بعد زمن فقد حرم الله أيمن نعمة الأطفال فلم يصبح له وريث يحمل عن كاهليه عبئ إدارة تلك الإمبراطورية الشاسعة الموسعة بسبب ما نهبه نهبا من أخيه ولكن ابن أحد الضباط شك في الموضوع فكيف تغلق القضية الصعبة بتلك السهولة هناك شئ في الأمر هذا غريب جداً بحث وتحري جيدا فهو ضابط حتي أنه أعاد فتح القضية "عبد الرحمن حكيم الناصر" البطل الشهم ابن الضابط الفاسد جاهد في إيجاد الحقيقة حتي اقتلعها اقتلاعا من والده شعر بالصدمه هل والده الذي رباه علي المبادئ والقيم الأخلاقية الحميدة فعل هذا ولكنه وضع ملحا علي قلبه وادخل أيمن ووالده والأطباء الفاسدين السجن وعثر عبد الرحمن علي عدي وكفله عامين كاملين كأنما بذلك يعوضه عما جري له بسبب والده سامحه الله
خلع عدي حذاءه دالفا للمنزل بعدما نفض تلك الذكريات المؤلمة عن رأسه بدل ثيابه وصنع لنفسه كوبا من القهوة علها تدفئه من ذلك البرد القارس التي ينخر في عظامه أو من برد الوحده الذي ينهش روحه يتذكر طفولته السعيدة
مع والدته المحبة بابتسامتها الدافئة ووالده الذي كان يقسو عليه حتي يعلمه الصواب من الخطأ ولكنه يأخده في حضنه ويحضر له أجمل لعب
نظر إلي تلك الصورة الكبيرة المعلقة علي الحائط حيث يتواجد هو ووالده ووالدته فيها والإبتسامة تزين وجوههم من كان يتخيل أن تلك العائلة السعيدة لن تعود موجودة
ابتسم بألم قائلا:
"وحشتوني أوي أنا إمتي هاجيلكو"
                                                                        
السلام عليكم
أخباركم أحواكم
عرفوني عليكم  
والله بصو يا جماعة هي الفصول الأولانية مملة شويه فاستحملوها من فضلكم عشان بعد كده هيبدا الحماس والأكشن الحقيقي.                                         A.M.K

أناديها جنتيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن