4-في أعماق نفسي

264 24 27
                                    

جاء لقاؤه بسو يول منذ عدة أشهر فحسب، عندما قرر بأن يتقدم باستقالته من الجامعة، و ينشئ لنفسه مكتبا هندسيا استشارياً، و ذهب للتفاوض مع والدها المقاول الكبير، لشراء احدي الشقق في مبناه، التابع لمنطقة الشركات في سيوول، ليجعل منها ذلك المكتب..

فطرح عليه الرجل سعراً مبالغاً فيه، و رفض تخفيضه الي الحد الذي يناسب امكانياته، مما جعله يغادر مكتبه غاضباً، حتي أنه لم يحاول الاعتذار للفتاة التي اصطدم بها في خروجه، فأسرعت هي خلفه، هاتفة:

- ألا تعتذر علي الاقل لمن ترتطم بهن؟

التفت إليها في مزيج من الدهشة و الغضب، و هو يقف بانتظار المصعد، ثم لم يلبث أن غمغم:

- معذرة.. لقد كنت منفعلاً بعض الشيء، و لم اشعر عند خروجي من المكتب، و...

بتر عبارته بهتةً، و تطلع إليها في دهشة، و كأنما يراها للمرة الأولى، و هو يهتف:

- و لكن .. ألست...؟

رفعت سبابتها أمام وجهه، و هي تبتسم:

- أياك أن تكون قد نسيتني.

انفرجت اساريره، و هو يقول:

- سو يول!! .. أهذا معقول؟

ضحكت قائلة:

- لم لا؟ .. أن عالمنا يكتظ بالمصادفات.

كانت زميلته ايام دراسته، و كان يسبقها بعاميين دراسيين، و لكنها كانت مثله، عضواً في جماعة الرحلات، و كانا يشرفنا علي تنظيم رحلات الكلية، حتي نشأت بينهما صداقة عمل لم تبلغ مستوي الصداقة الحميمة، بما تعنيه الكلمة، لذا فقدت انقطعت صلتهما بعد تخرجهما، و تفرغه لدراساته العليا، حتي التقيا بتلك المصادفة..

سألها مبتسماً:

- و لكن ما الذي أتى بك الي هنا؟

سألته في مرح:

- هل لي أن أطرح عليك نفس السؤال؟

أجاب محبطاً:

- جئت في طلب شقة.

سألته و هي تغمز بعينها:

- شقة للزواج؟!

قبل أن يجيبها وصل المصعد، و غادره بعض الاشخاص، فسألها في حرج:

- هل ستهبطين، ام لديك ما يستبقيك هنا؟

And We Meet Again || KNJحيث تعيش القصص. اكتشف الآن