جاء لقاؤه بسو يول منذ عدة أشهر فحسب، عندما قرر بأن يتقدم باستقالته من الجامعة، و ينشئ لنفسه مكتبا هندسيا استشارياً، و ذهب للتفاوض مع والدها المقاول الكبير، لشراء احدي الشقق في مبناه، التابع لمنطقة الشركات في سيوول، ليجعل منها ذلك المكتب..
فطرح عليه الرجل سعراً مبالغاً فيه، و رفض تخفيضه الي الحد الذي يناسب امكانياته، مما جعله يغادر مكتبه غاضباً، حتي أنه لم يحاول الاعتذار للفتاة التي اصطدم بها في خروجه، فأسرعت هي خلفه، هاتفة:
- ألا تعتذر علي الاقل لمن ترتطم بهن؟
التفت إليها في مزيج من الدهشة و الغضب، و هو يقف بانتظار المصعد، ثم لم يلبث أن غمغم:
- معذرة.. لقد كنت منفعلاً بعض الشيء، و لم اشعر عند خروجي من المكتب، و...
بتر عبارته بهتةً، و تطلع إليها في دهشة، و كأنما يراها للمرة الأولى، و هو يهتف:
- و لكن .. ألست...؟
رفعت سبابتها أمام وجهه، و هي تبتسم:
- أياك أن تكون قد نسيتني.
انفرجت اساريره، و هو يقول:
- سو يول!! .. أهذا معقول؟
ضحكت قائلة:
- لم لا؟ .. أن عالمنا يكتظ بالمصادفات.
كانت زميلته ايام دراسته، و كان يسبقها بعاميين دراسيين، و لكنها كانت مثله، عضواً في جماعة الرحلات، و كانا يشرفنا علي تنظيم رحلات الكلية، حتي نشأت بينهما صداقة عمل لم تبلغ مستوي الصداقة الحميمة، بما تعنيه الكلمة، لذا فقدت انقطعت صلتهما بعد تخرجهما، و تفرغه لدراساته العليا، حتي التقيا بتلك المصادفة..
سألها مبتسماً:
- و لكن ما الذي أتى بك الي هنا؟
سألته في مرح:
- هل لي أن أطرح عليك نفس السؤال؟
أجاب محبطاً:
- جئت في طلب شقة.
سألته و هي تغمز بعينها:
- شقة للزواج؟!
قبل أن يجيبها وصل المصعد، و غادره بعض الاشخاص، فسألها في حرج:
- هل ستهبطين، ام لديك ما يستبقيك هنا؟
أنت تقرأ
And We Meet Again || KNJ
Romanceفي حياة كل منا مشاعر عظيمة، يظنها قوية كالجبال، لا يمكن لقوةٍ في الأرض زعزتها، و لكن كثيراً ما تؤذي الأكاذيب و الهفوات الصغيرة الي زعزعة تلك الجبال، و تفتيتها تفتيتاً.. كيم نامجون مين يونهي Started: 20th of May 2021. Ended: 4th of July 2021