عادت يونهي الي منزلها متوترة، تحاول جمع مشاعرها المضطربة، و بدا وجهها شاحباً، بعد أن أثار لقاؤها بنامجون كل لواذع الماضي، و الذكريات التي حاولت نسيانها، و ادهشها أن تلتقي به في هذه الليلة بالذات، التي قررت أن تتخذ منها بداية لنسيانه..
يالها من ترتيبات للقدر!!
كيف يمكنها أن تلتقي برجل كان يوماً حبيبها و زوجها، و هو برفقة مرأة اخري، يدعوها بخطيبته، دون أن يشعر قلبها، الذي لم يُخلص أو يحب سواه، بطعنة مؤلمة؟
رآها والدها علي هذه الحالة من الاضطراب و الشحوب، فسألها في قلق:
- ما بك يا بنيتي؟ .. أأنت بخير؟
اجابته، و هي تعجز عن رسم ابتسامة علي وجهها الشاحب:
- نعم يا ابي.. انني بخير حال.
- و لكن مظهرك لا يوحي بذلك أبداً.. هل ذهبتِ الي الحفل؟
- نعم.
- و لماذا عدتِ مبكراً اذن؟
بذلت جهداً للعثور علي جواب، و هي تغمغم:
- لقد .. لقد قلقت بشانك، فلم أعتد تركك وحدك ليلاً.
ابتسم في اشفاق، و هو يقول:
- تركي وحدي؟! .. لا يونهي .. أخبريني ماذا حدث حقاً؟ .. انت لا تبدين طبيعية علي الاطلاق.
عجزت هذه المرة عن مقاومة مشاعرها، فألقت نفسها بين ذراعي والدها، و تركت دموعها تبلل كتفه، و هي تقول:
- لقد رأيته أبي .. رأيته في الحفل .. كان هناك.
شعر والدها بالقلق، فمسح علي شعرها في حنان، و هو يسألها:
- من الذي رأيته يا بنيتي؟
هتفت و دموعها تنهمر من مقلتيها في غزارة:
- نامجون يا ابي .. كان هناك ..
خفق قلب الاب، و قد أدرك سر ما أصاب ابنته، فربت علي ظهرها في اشفاق، و هو يقول:
- هل تحدثتي إليه؟
- نعم.
- مسكينة يا بنيتي .. إنك مازلت تحبينه .. لقد أيقنت هذا من الآن..
تحبه؟! ..
بدت لها هذه الكلمة و كأنها قد مسّت وتراً حساساً في قلبها، فانتفضت في شدة، و هي تبعد رأسها عن كتف ابيها، و قد ارتد إليها كبرياء المرأة، و قالت:
أنت تقرأ
And We Meet Again || KNJ
Romanceفي حياة كل منا مشاعر عظيمة، يظنها قوية كالجبال، لا يمكن لقوةٍ في الأرض زعزتها، و لكن كثيراً ما تؤذي الأكاذيب و الهفوات الصغيرة الي زعزعة تلك الجبال، و تفتيتها تفتيتاً.. كيم نامجون مين يونهي Started: 20th of May 2021. Ended: 4th of July 2021