5-الضائعة

244 21 47
                                    

عادت يونهي الي منزلها متوترة، تحاول جمع مشاعرها المضطربة، و بدا وجهها شاحباً، بعد أن أثار لقاؤها بنامجون كل لواذع الماضي، و الذكريات التي حاولت نسيانها، و ادهشها أن تلتقي به في هذه الليلة بالذات، التي قررت أن تتخذ منها بداية لنسيانه..

يالها من ترتيبات للقدر!!

كيف يمكنها أن تلتقي برجل كان يوماً حبيبها و زوجها، و هو برفقة مرأة اخري، يدعوها بخطيبته، دون أن يشعر قلبها، الذي لم يُخلص أو يحب سواه، بطعنة مؤلمة؟

رآها والدها علي هذه الحالة من الاضطراب و الشحوب، فسألها في قلق:

- ما بك يا بنيتي؟ .. أأنت بخير؟

اجابته، و هي تعجز عن رسم ابتسامة علي وجهها الشاحب:

- نعم يا ابي.. انني بخير حال.

- و لكن مظهرك لا يوحي بذلك أبداً.. هل ذهبتِ الي الحفل؟

- نعم.

- و لماذا عدتِ مبكراً اذن؟

بذلت جهداً للعثور علي جواب، و هي تغمغم:

- لقد .. لقد قلقت بشانك، فلم أعتد تركك وحدك ليلاً.

ابتسم في اشفاق، و هو يقول:

- تركي وحدي؟! .. لا يونهي .. أخبريني ماذا حدث حقاً؟ .. انت لا تبدين طبيعية علي الاطلاق.

عجزت هذه المرة عن مقاومة مشاعرها، فألقت نفسها بين ذراعي والدها، و تركت دموعها تبلل كتفه، و هي تقول:

- لقد رأيته أبي .. رأيته في الحفل .. كان هناك.

شعر والدها بالقلق، فمسح علي شعرها في حنان، و هو يسألها:

- من الذي رأيته يا بنيتي؟

هتفت و دموعها تنهمر من مقلتيها في غزارة:

- نامجون يا ابي .. كان هناك ..

خفق قلب الاب، و قد أدرك سر ما أصاب ابنته، فربت علي ظهرها في اشفاق، و هو يقول:

- هل تحدثتي إليه؟

- نعم.

- مسكينة يا بنيتي .. إنك مازلت تحبينه .. لقد أيقنت هذا من الآن..

تحبه؟! ..

بدت لها هذه الكلمة و كأنها قد مسّت وتراً حساساً في قلبها، فانتفضت في شدة، و هي تبعد رأسها عن كتف ابيها، و قد ارتد إليها كبرياء المرأة، و قالت:

And We Meet Again || KNJحيث تعيش القصص. اكتشف الآن