منبع الوهم (منتهيَّ)

إلىٰ الطريق الصحيح.

"قصة إلىٰ الطريق الصحيح"

: يارب يارب إحنا داخلين علىٰ شهرك الكريم يارب أهدينا يارب وأجعلني من المواظبين علىٰ الصلاة.

"أنا نسرين أو سيرين زي ما كل أصحابي بيقولولي عندي 16 سنة، لسه بحارب الشيطان عشان أنتظم علىٰ الصلاة، أنا محجبة، وبلبس واسع، بس بحس بيني، وبين الصلاة دايمًا عائق، بس بحاول أكسر العائق دا بكل الطُرق".

دخلت والدتي، و أنا مازلت علىٰ المصلاه لتقول،
: كل دا بتصلي يا نسرين يلا يا ماما عندنا شغل كتير.
أنهت نسرين صلاتها بعد إلحاح شديد علىٰ ربها بأن يهديها، و يساعدها علىٰ مجاهدة الشيطان، و نظرت لأمها: هو من أمتىٰ بنظبط عشان رمضان يا ماما.
والدتها: من أنهارده، وبعدين أنتِ مالك، ما تقومي تشتغلي معايا، و أنتِ ساكته، و لا أنا مخلفتش بنات بقىٰ.
وخرجت لتنزع نسرين الإسدال، و هي تقول: مخلفتش بنات مخلفتش بنات،  لأ هي مخلفتش بنات اعاااا.
والدة نسرين من الخارج: بطلي صريخ يا زفتة، و يلاااا.
نسرين: حااااضر.

انتهت نسرين من مسح الصالة، و تنظيف الحمام، وكانت الساعة العاشرة مساءً.
والدة نسرين: اليوم كله يا نيلة في مسح الصالة والحمام.
نسرين: معلش ما أنتم إللي عيلة مش نضيفة.
والدة نسرين: بتتت أتلمي.
نسرين: لمؤاخذة يا مامي يا عسل أنتِ، أنا هاخد دش يُفك جسمي، وهنام تكير.

مرَّ يومين علىٰ ذلك الحال من تنظيف المنزل، والغرف، و كأن أمي ستعزم أشخاصٍ ما، حلَّ أول يوم بذلك الشهر الكريم.
: سيريييين.
نسرين: أي يا نرمين أي يا ماما أنا جمبك و الله.
نرمين: طب يلا يا أختي عشان نوزع فوانيس، وسبح، وتمر وكده.
نسرين بكسل: هو لازم يعني انهارده يا نرمين، أنا جعانة قوي.
نرمين: يلا يا ح... أستغفر الله العظيم، هتخليني أشتم وأنا صايمة.
لتضحك نسرين، و تنزل هي و صديقتها يوزعون تلك الأشياء الصغيرة، والتي أسعدت الجميع، ويعودان قبل أذان المغرب بنصف ساعة، وتعود كلٌ منهم لمنزلها.

: أنا فطرت دلوقتي يا نرمين وشويه وهصلي العشا وبصي من الآخر مش نازلة، أنا تعبانه وهنام.
نرمين: والترويح يا روح ماما أنتِ.
نسرين: ااا لمَا أصحىٰ.
نرمين: ماشي يا سيرسن يا حبيبتي، عارفة بقى يا زفتة لو نمتِ هعلقك لمَّ العشا تأذّن هجيلك نصلي مع بعض، سلام.

من ساعة ما ربنا رزقني بـ نرمين، و أنا تقريبًا مبسبش فرض أو هي مش بتسمحلي بكده، بس هي مش معايا علىٰ طول، وبيحصل مني تقصير برضوا، و دا شيء مضايقني.
أنا انتظمت يجي يومين تلاته في أول أسبوع، و مرة واحدة وقفت، و اليوم دا لا صليت و لا قرأت الوَرّد، و دا شيء محزن جدًا حسيت أن ربنا زعلان مني، وبسبب تقصيري ده حقيقي بقت بتحصل حاجات غريبة جدًا أنا مش عارفة استوعبها نرمين سافرت وأنا مازلت مُقصرة يارب أهديني بقى.

نسرين وهي تتحدث في موبايلها لتتحدث مع صديقتها نرمين،
وتقول: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يا حبيبتي عامله أي وحشتيني.
:والله وأنتي وحشاني عامله أي أنتي طمنيني عليكي.
_ أهو ماشي حالي بس أنتي ادعيلي، بقولك صح.
:والله بدعيلك بس أنتي قربي من ربنا اكتر، اتفضلي يا روحي سمعاكِ.
_ عارفه الواد اياد.
:اه عارفاه مالو
_ مش جيه كلمني وارتبط بيه.
نرمين ضاحكا: بقولك أي يا سيرين أنا لسه صاحيه ومش فايقه لمقالبك دي.
نسرين: علفكره أنا مش بهزر أنا فعلا ارتبط بيه.
:قولي بالله أنك بتهزري أنتي هبله يا نسرين انتي لي مصممة تخليني أفطر عليكِ يعني.
_ فيه أي يا نرمين مهو أنتي عارفه أن أنا بحبه فا فيها أي بقى.
:حبتك عقربه يا شيخه، أنتي بتقولي أي أنتي أنا نفسي أعرف نسرين اعنتي كويسه.
_ لا، مش كويسه يا نرمين وأقفلي بقى عشان أنا مش طايقة نفسي.
:سيرين يا حبيبتي قربي من ربنا أكتر مينفعش كده وإلي بتعمليه ده حرام، وأصبري أن الله كان من الصابرين.
_ أن شاء الله، سلام.
:ربنا يهديكِ يارب، سلام.