النجاح.

26 3 0
                                    

"النجاح"
في إحدى القُرى الصغيرة، التي يعيشُ بها الشابُ خالد الذي أرادَ أن يكونَ مُهندسًا؛ لكي يقوم ببناء بيوت لأهلِ قَريتهِ؛ ليعيشوا بنعيم.
ولكن كانت عائلة خالد وكُل من حولهِ يقفون ضِدهُ، وكانوا يقولون له "كن مثل شباب قريتك، إعمل بِجد وإجتهاد؛ لتحصل على المال الوفير".
لكن خالد لم تَكن هذه الكبمات تُحبطه؛ بل كانت تجعلهُ أكثر إصرارًا على تحقيق حلمه، كانت عائلة خالد أيضاً دائمًا تُحبطه ولكنهم لم ينجحوا بذلك وبدأ خالد بتحقيق حلمه.
شقيق خالد: أنت عايز تبقى مهندس؟ ده أنت آخرك ترسم باب عشان يتركِب.
خالد: بكرا هيجي يوم وأبقى مهندس كبير وهتشوف.
وبعد أن تشاجر خالد وأخيه جاء والد خالد.
والد خالد: تعال يخالد عايزك فموضوع.
ذهب خالد مع أبيه إلى رأس الجبل وبدأ خالد وأبيه بالنقاش.
والد خالد: بص يا خالد إحنا هنا في القرية عايشين كل واحد مننا بيخلص المرحلة الإعدادية وبعدين بيتجوز وبيخلف عيال وبيكمل حياته طبيعي إنما إنك تُدخل كلية الهندسة عشان تبقى مهندس ف دي صعبة جدًا ده غير المصاريف.
خالد: بس يبابا أنا عايز أكمل في دراستي وبالنسبة للمصاريف أنا ممكن أروح المدينة وأشتغل هناك وأكمل تعليمي وأصرف على نفسي وأخلص كليتي وبعدين أبدأ أحقق المشروع بتاعي وإلي هو إني أبني بيوت للقرية دي.
والد خالد: طب بص يحبيبي أنا هفكر وهشوف وبعد هردلك خبر.
عاد خالد وأبيه إلى المنزل وتمنى خالد لو أن أبيه يُوافق على طلبه وهو أن يذهب للمدينة؛ ليدخل كلية الهندسة.
بعد مرور أسبوع.
_خالد! خالد! إنت فين يبني.
=أنا أهو يبابا! إتفضل يبابا قولي.
_بص يخالد إنت راجل وجدع وهتقدر تعيش في المدينة لوحدك وأنا وافقت إنك تروح المدينة.
=بجد؟! طب أنا هجهز نفسي وأرتب حاجتي عشان ألحق أسجل في الكلية والاقي شغل.
فَرِحَ خالد جدًا وبدأ يودع أصدقائه في القرية، ودعته والدته والدموع تَذرفُ من عيناها ولكنها كانت تَعلم بأن إبنها سيعُود وهو مهندسٌ كبير وسيحقق حلمه.
وبعد أن ودعَ خالد عائلته وأهل قريته ذهب إلى المدينة وبدأ يبحث عن عمل؛ ليبدأ به وبدأ تسجيل في كلية الهندسة. تم قُبول خالد في الكُلية ووجد عمل وهو أن يعمل في إحدى البقالات الكبيرة في المدينة بمرتب قدره خمسة آلاف جُنيهًا، وبعد مرور شهر بدأ الدوام في الكلية وذهب خالد وهو متحمسٌ جدًا ولكن لسوء الحظ قد كان هُناكَ إحدى طُلاب الكلية أساء لخالد في الكلام.
علي: إنت من فين يولا.
_أنا من قرية المحمدية وجاي هنا عشان أبقى مُهندس.
=إنت هتبقى مهندس ده أنت آخرك عامل نظافة بتاع الكلية.
وذهب على وأصدقائه وهم يضحكون على خالد.
شعرَ خالد بالأسف على نفسه ولكنه لم يتوقف وبعد أن ذهب للسكن الشبابي الخاص بالكلية إرتاح لمدة ساعة وذهب للعمل وكان يعود يذاكر واجباته ودروسه.
قد تمسك خالد كثيرًا بحلمِه و لكن تأتي الرياحُ بما لا تشتهيه السُفن، جاء معاد لإحدى امتحانات الشهر و كان يود أن يدرس لكن كثرة الأشغال عطلته كان يدرس نصف ساعة و يعمل على المشروع ساعتين و ينام خمس ساعات و باقي الساعات بالعمل أو الجامعة كثرة المهام ليذهب للجامعة بدون نوم.
_ها يا خالود ذاكرت.
_مش أوي يا وائل.
_يا أختاي يعني إيه إن شاء الله!
_كنت مشغول في الشغل الصباحي و سهرت في المساءِ.
_أنتَ غبي يا خالد و بقيت طماع.
_أنا يا وائل؟
_آه طمعت يا خالد حبيت تكون زي علي و اشتغلت كتير و فوق طاقتك
أنهى كلماته و أخذ خالد و رحلان للسكن ليقول وائل: فكك من ثائر إحنا إللِ زينا عنده حلم و بيعافر عشانه لكن دولا داخلين هندسة عشان أهلهم يترسموا بيهم لكن إحنا بنجري ورى حلم طفولتنا.
_أنتَ عندك حق في كل حاجة أنا غلط لمّا كترت الشُغل على نفسي مُقابل وقت دراستي و إن شاء الله درجتي متأثرش على مجموعي.
مرت الأيام و نجح خالد بفارق درجة واحدة عن السقوط ليحمد ربه كثيرًا و يترك العمل الليلي حتى يضع تركيزه بالعمل.
مرت سنتين قد عمل خالد فيهم جميع أنواع العمل ليجني المال لإكمال دراسته ذهب خالد إلى القرية إجازة ليرى عائلته وأهل قريته ولم تُصدق والدته أنه قد نجح في الأربع الأعوام الماضية  بتقدير امتياز، وأعدت له أشهى الأكلات التي يُحبها خالد.
_بص ياحبيبي أنا عملتلك كل إلى أنت بتحبو هتاكل وهتشبع وهتاخد معاك هناك.
=ايه! ده انا مش هلحق آكل كل ده أنا كدا هقلب دُب.
والد خالد: يابني كُل واشبع أمك قعدت يومين وهي بتعمل في الأكل عشان البيه خالد جاي هنا.
قضت العائلة الغداء والبسمة والضحكة لا تفارق وجوههم وكانوا سعيدين جدًا و صدقوا عزيمة خالد في أن يكون مهندسًا.
عاد خالد إلى المدينة وهو سعيد برؤية عائلته.
ومر عام بعد أن تخرجَ خالد وعاد لقريته واحتفلت به القرية وكان أولَ شاب في قريته يصل للكلية ويتخرج، وبعد مرور أعوام ليست بالكثيرة بدأ خالد بتنفيذ مشروعه الذي حلم به منذ أن كان صغيرًا وهو أن يبني بيوت للقرية واجتهد أبناء القرية معه وبدأ الجميع بالعمل مع خالد لبناء تلك البيوت وبعد الإنتهاء فرِح خالد بما قدمته يداه للقرية وأنه إجتهدَ في حياتهِ ليصل لهذا الحال، أصبحت عائلة خالد فخورة به وأصبح جميع شباب القرية يستميرونَ بالتعليم؛ ليقدمون كل ما تعلموه لقريتهم لكي تبقى أجمل قرية.

والآن هل ستكون أنت مثل خالد أم ستكمل حياتك في العمل دون أن تتعلم وتُكمل مرحلة تعليمك؟

لـِ‌شهد حديدة "إيلودر".
لـِ‌رُؤىٰ جمال.
#النجاح.

منبع الوهم (منتهيَّ) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن