الفصل الأول| القمر والنُجوم

5K 195 18
                                    

إنه لأمر رائع أن يُحبك أحدهم وأنت تضحك بطريقة غريبة وأنت تقلق ، تخاف أيضاً و تهتم بأدق التفاصيل

وتعتريك فجأة رغبة بالإبتعاد عن الناس، أن يُحبك أحدهم بمزاجك المُتبدل بِوُجوهك المتعبة ، بأخطائك وبعاديتك المفرطة ،أن يُحبك أحدهم وأنتَ أنت ..

لأنكَ أنت !

..

لرُبما تصِف جميع القِصص و الروايات الخيالِية الحُب على أنهُ هدِية لكِن الأمر معكُوس عِند زُويا إيفانُوف و التِي تراه على أنه لعنة

لطَالما كَانت تمسِك بين يديها كِتاب ما و تجلس أمام البحر بعد إنتهاء فترة عملِها و ثُمّ مُشاهدة و تأمل السماء ، القمر و النُجوم، كان هذا رُوتينها الإعتيادِي وهذا مكانُها السِري المُفضل

لم تكُن من الناس الإجتماعِيين و لا المُحبين التقرب و التعرف على الناس ، لطَالما قَدست لحظاتها التِي تدُور بينها و نفسها

ومَا زاد الطِين بَلةً هُو موت والِديها فِي سنواتِ مُراهقتِها ، فقدَت الكثير ، لا أحد يعرِف كِمية بالفعل الصِراعات التِي خاضتها يوماً ذاتَها لِتبدُو بِكل هذا الهُدوء


إستقامت مِن مكانِها بعد أن عَلقت أنظارها بالساعَة التِي تتَوسط رِسغها، لقد جلسَت بِما فِيه الكِفاية اليوم

و بينمَا تُلقِي آخِر نظرة على المَكان ، أخدت أغراضَها وأدوات المَائِدة ، بينمَا يقفُ الحُراس الشخصِيين بالخلف مُنتظِرين إنتهاء فترة راحتِها

"لَقد تأكَدنا مِن نظافة المكانِ سيِدة إيفانُوف ! "

فحصَت المكان بِناظِريها بعد إنتهاء كلامِ أحدِ المُرافِقين ، هَزت رأسها ثُمّ صعدت السيارة بِراحة واضِعةً الكِتاب بِحقِيبة اليد السودَاء

لطَالما كرهت من لا يُنظف المكان بعد جُلوسه بِه ، إبتسمت بِراحة بعد إستنشاق الهواء النقِي للبحر للمرة الأخيرة لِهذا اليوم

"حسناً شُكراً لكم "

إِنطلقت السيارَة بينَما سيارات الحُراس المُرافقين تُحاوطُ خاصَتها مِن الجِهات الأربع تَحسُباً لِأَي هُجوم غَير مُتوقع

وكانت قَد مرت دقَائِق قلِيلة حيثُ توقَفت سيارتها دَاخل الباحة الأمامية للقصر بعد المُرور من البوابة الرئيسية و الحديقة

كَانت رئِيسة الخدَم تنتظِرها مع بقِية المُوضفين بالقصر ، يقِفُون عَلى شكلِ صَف مِن اليمين و الشِمال أَمام الباب لِتحيتها يومِياً !


"مرحباً بعودتك سيدتِي "

رفعتُ زوايَا فمِها فِي إبتسامة تُحييهم أيضاً ثُم رفعتُ يدها كتَحية صغيرة مُتوجهة ناحية غُرفتها بالطابق الثاني و المُنظمة بِشكل مُخيف ، مُبالغ بِه

بعد حمامٍ سريع كانت قد جَلست بِمكتبها تُراجع ما يلزم من المُستندات الخاصة بِعملها ، مُنتظرة رِسالة ما ،هِي التي لم تُفكر أنها ستنتظر شيءً مِن أحد يوم ما ، غرِيب !

لكِن لرُبما مُنذ البداية كان مُختلف عن أي أحد أو شيء آخر ، على أي حال رُبما الإختلاف هُو الحل الأمثل أحياناً

"لقد وَصلت الرِسالة الآن سيِدتي "

توسَعت إبتسامتها فِي سعادة على عكسِ عادتها بعد كلامِ كبِير الخدم و الذِي لا تقِل صدمته عن قِطتها مِرفين

لم و لن تكُون شخصاً يُضيع وقته المُهم و الثمين مع الأشخاص الذين لا تهتم بِهم ، بدلاً من ذلك لطالما إقتربت فقط مِمن إهتمت به

..

دُمتم سالمين

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

دُمتم سالمين

My Romeo | رُومـيو الخـاص بِـيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن