الفصل الثالث عشر |حُمى

1K 93 7
                                    

أردتُ أن أختفِي مثل غُروب الشمس لكِنني وجدتُني أُشرق مرة أُخرى من جدِيد ، جعلتنِي أريد أن أبدا حياتي من جديد و شعرت برفقة في إنهائها بالكامل معك أنت فقط

أيقنتُ الآن أن فقط فِكرة فُقدان شخص عزيز عليك يجتلُك تشعر بالكآبة بِوسط يومك تتذكر وجُوده معك و تتذكر جميع لحظاته معك ، كيف يمكن الذكريات أن تستنزف رُوحك و دمُوعك يوماً بعد يوم و تطفئ ملامحك و تسرق سعادتك منك ، الفقد يفعل كل هذا و أكثر

..

بمُلاحظتِها لِآريس و الدُون ألكسندر و بعض مُقربِين رفاييل تأكدت زُويا من أن الأمر حقِيقة و أن شيءً ما أصابه حقاً ، بعد مُرور كُل تلك المُدة بعيدة عنه و عن جميع أصدقائها شعرت بالحنين الشديد لهم و أرادت العودة بسرعة بعد الإنتقام لِنفسها و للعراب و أحِبائها

لكِن و بعد تحقِيق الإنتقام إستوعبت أنها أضاعت الكثير من الوقت الذِي كان من المُفترض قضائه مع أحِبائها ! تقدمت بِخطوات ثابِتة عكس مشاعِرها الداخِلية نحو غُرفته أين إقترب الجميع منها فِي مُفاجأة من حُضورها بهذه السُرعة

بعد تبادل التحِيات السريعة إنطلقت داخِل الغُرفة و لم تسألهُم حتّى عن سببِ إنهيارِه ، كان قلقُها كبير للغاية مِن أن تُفكر بِعقلانِية ، عكس عادتِها تماماً فلم تستخدم عقلها و تحكمت بِها العاطِفة !

الطبِيب الذي وقت أمام السرِير الكبِير أحنّى رأسهُ بإحترام ناحِيتها سُرعان لمحِه لها تدخُل ثُمّ إبتعد عن السرير أين ركعَت على رُكبتيها أرضاً ثُمّ مسكت يداه بِنظر مُتؤلِمة ، جسدهُ الشاحِب المُختبئ أسفل الألحِفة الحرِيرية السوداء ما جعل قلقُها يتفاقم أكثر و أكثر

"ما خطبُه ؟ لما لا يستيقض ؟"

بِسماع الطبيب لِصوتِ السيدة المُرتجف على عكس العادة ، إرتجف بدنُه من التفكير فقط بالذِي تستطيع فعله السيدة بِه إن لم يستطع مُعالجته الآن ، لكن سُرعان ما نفضَ أفكاره ثُمّ إقترب ناحية السرير فسيدته لا تُؤدي مُوضفيها كان ذلك تفكير وقح منه بالفعل

"إنه الإجهاد فقط ، تخطَى وجباته أيضاً و أدويته مِما أدَى إلى تفاقُم حالته ، بدأ الأمر على أنهُ حُمّى فقط و الآن يُصارع المرض ، لكنهُ سيشفى لا تقلقِ سيدتي !"

تنهدت بِحنق و تعب من الحياة التِي تعلب معها بالفعل الآن و تُحاول سحب مُقربِيها منه ، يدهُ الساخِنة كانت كفِيلة بجعلها تشعُر بالحُمى التِي أصابته ليس بِهيِنة

..

"مر أسبُوع بالفعل و لم يستيقظ ، ما الذِي علينا فِعله يا آريس ؟"

رفع المعنِي بالأمر نظرهُ نحوها تضع تعابِير وجه مُتؤلمة على غير عادتِها ، لم يستطيع إراحتها أو إراحة نفسِه بأي شكل مِن الأشكال مهما حاول التفكير بشيء ما

بعد عدم سماع أي صوت يصدُر من آريس ، رفعت ناظِريها نحو السماء المُزينة بالنُجوم بِغياب القمر ، تماماً كغِياب قمرِها أيضاً ، يبدُو الأمر كما لو أن السماء تعاطفت مع حالِهم حِين بدأ تساقُط الغيث من السماء

قطراتُ المطر التِي بدأت في الهطُول جعلت منهُم يُحدقُون في السماء السوداء بِغياب القمر و بالرُغم من ضوء النجُوم إلا أن وجُود القمر مُهم للغاية ، كانت أفكارُها مُشتتة للغاية و بِتحديقها بالسماء رُغم هطُول المطر تذكرت فقط كيفِية شرحِه عن النجُوم و الكواكب لها و لأصدقائهم و حُبه لإستكشاف المزيد عن المجرات

"إن لم يستيقظ سأقتُله !"

..

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.







دُمتم سالمين

My Romeo | رُومـيو الخـاص بِـيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن