الفصل التاسِع | سُوء فهم

1.2K 102 26
                                    

"تلك الالتفاتة ، بحثك عنِي رغم جميع ذلك الزحام، لمعة عينيك عند تلاقي نظراتنا ، تلك أمور فعلتَها من غير إدراك مِنك ولكن دفئها لا يزال سبباً فِي إبتساماتي"

..

يمُر الوقت بِسرعة ، كان قد مر أسبُوع مُنذ إستيقاظ زُويا و اليوم كان يوم عودة زُويا للعمل ، بالطبع أرادت العودة فور إستيقاظها لكن إحتجاج رفاييل و الآخرين ما جعلها تُعيد التفكير

"أنا متأكدة من أنني سأكون مساعدة كبيرة لك بالمستقبل و كما وعدتنِي أنت ، أنا أيضاً سأحميك و أُوفي وعدي لك !"

نبرتها الجادة بينما يسيران بِحديقة قصرها كان ما جعله ينظُر ناحيتها بِقليل من القلق مِن ان تُعرض نفسها الطرق مُجدداً ، لا يُريد أن يتسبب بأي خطر لها

"هل تُفكرين في رمي نفسك بالخطر مرة أُخرى ؟!"

"ولِما لا إن كان من أجلك !"

تجمد جسده لِسماع نبرتها المُتأكدة ، تذكر عندما لمس جسدها البارِد حيثُ بدَى العالم و كأنه ينهارُ أمامه لِذلك لم يرغب في توريطها بِشيء كهذا مُجدداً ،لم يستطع رُؤيتها هكذا مُجدداً لِذا لم يكُن أمامه سِوى الرفض

"لا تحتاجِين تقدِيم أي مُساعدة يا زُويا "

إعتقدت زُويا أنه حتى لو لم يكُن سعيداً بالأمر ،ظنت أنه سيُهنئها على الأقل بِما أنها وجدت الجاسُوس و أبعدته عن الخطر

"إنه فعل مُتهور للغاية ، أعلم أنكِ قوية و مع ذلك كان هُناك متسع كبير التفكير بِحلول أُخرى !"

سماعه يُوبخها جعل شيء ما يتحرك بِداخلها ، لرُبما حُزن ، أرادتهُ أن يشكُرها على الأقل بدلاً من التوبيخ ،تفكير غير منطقي منها !

"كُنت المسؤولة بِذلك الوقت بِما أنك بِأرضي , ذلك كان القرار الأفضل !"

جاء الجواب بسرعة مِنه ، حيثُ وضع يده على جبينه بِتعب من المُحادثة التِي ستنتهي بِصفق الأبواب و الدُموع

"أعلم أنكِ قوية بِشكل عظيم و سُرعة بديهتكِ قوية لكن في بعض الأحيان عليكِ إعطاء الأولوية لِحياتك !"

"لقد كُنت فِي خطر ، لِذلك جازفت بِحياتي !"

صرخت بِعصبية حِين فقدت كُل حِس بالمنطق ، علِمت أنهُ يُفكر بالأمر بِإستخدام مشاعِره و هذا ما لا يجِب فِعله بِعالم الجريمة

"لكنني لستُ بحاجة لأي مُساعدة منك من هذا القبيل ..!"

سماعُ عِبارته مع نظرته الباردة و أنه لا يُريد مُساعداتِها جعل ملامِح وجهها تتجَمد ، لم تستطع التحكُم بِمشاعرها و ملامحها بعد الآن و خاصةً أمامه

"إذا أزعجتُك بأي شكل يجبُ عليك أن تتحدث بِشكل صحيح ، لا أن تسخر منِي ،أُفضِل أن تغضب على طريقتك هذه !"

كانت الدُموع التي تتدحرج ما جعلت عيناه يتوسعان مِن كلامها ، أدرك أنهُ تحدث بِشكل خاطئ و أنها فهمت كلامه بِشكل خاطئ

رفائيل الذِي إستمع لِشكواها وقف هُناك بِلا حِراك حيثُ لم يستطع فعل أي شيء ، إقترب ناحِيتها إلا أنها تهربت من لمسته و غادرت ركضاً

"إنه ليس كما فهمتِيه يا زُويا !"

إنتحب بِصمت يُدلك جبينه بِتعب ثُم تبِعها بسُرعة حيثُ وقف خلف باب غرفة مكتبِها بعد أن كان سيدخُل لولا سماعه لِصوتِ آريس بالداخل

وكان بالداخل صوت تساؤُلات آريس القلق الذي لم يتمكن مِن تهدئتها داخل الغرفة و جلس فقط بِجانِبٍ على الأريكة مُوالياً ضهره لها بينما هِي إستمرت في النحيب و البُكاء بِلا إنقطاع

"فقط إذهب حيثُ كُنت مُغادر ، لِماذا تجلس هنا؟ "

إستدار آريس بعد سُؤالها له حيثُ كان وجهُها آخِد في التصبُغ بالأحمر من البُكاء ، تنهد بِخفة من المشهد يدري من السبب

"كيف يُمكنني تركُك و المُغادرة بينما أراكِ هربتِ لمكتبك للإختباء و البُكاء و للمرة الأولى أيضاً ، إذاً هُو الدُوق رفائيل ، لقد كان هُو السبب أليس كذلك ؟"

أتى الجواب على سُؤاله بِسرعة عِند هزِها لرأسِها بِنعم ، لم يدرِي ما سببُ المشكل بينهم و الذي قد يصِل إلى بُكاء الصخرة أمامه ، صديقة عُمره

"هل تشعُرين و كأنهُ عبئ ؟"

رفاييل ليس عبئًا ، بدلاً من ذلك ما تشعُر به تجاهه هُو شيء آخر ، مع مُرور الأيام قلبها يُريده أكثر و أكثـر ، لِذا إذا سألها إذا كان هذا عِبئًـا

"نعم إنه كذلك !"

رفاييل الذِي وقف خلف الباب ، بعد سماعِه لِعبارتِها عبَست ملامِحه بِحُزن ، تحطم شيء ما بِداخله ، لقد كان قلبه مِن سماع كلامها و كأنها لا تُريده ، جمع ما تبقَى له مِن جهد ثُمّ غادر

..

دُمتم سالمين

My Romeo | رُومـيو الخـاص بِـيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن