على تلك الأصوات القاتلة ...
أجبر على الاستيقاظ في الصباح الباكر...
قبل خروج الشمس من مخبأها المجهول ...
خلف الجبال التي تشبه السكاكين لحدة قمتها ...
كنت فضولية أود معرفة كيف ستكون حدتها إن
قبل ظهور خيوطها السميكة ...
ويسكب لي كوب من الشاي الساخن..
يسكب لي من تحت أيادي خشنة الملمس .....
ليست خشنة في شكلها ...
بل بما تفعله!...
الأفعال الممتعة بالنسبة لها ...
والظالمة بالنسبة لي ..
وأنفرد عن الجميع وأذهب إلى نافذة غرفتي ...
غرفتي المظلمة...
أفتح الشباك بعناية ...
محاولة أن أجعلها مشرقة ..
ولكني أفشل ...
تكون الشمس في تلك اللحظة ...
تحاول أن تبرز خيوطها الأولى...
أحاول أن أبرز خيوطي أنا أيضا ..
ولكنها تنقطع ...
ليس السبب في أن خيوطي ضعيفة ...
أو أنها رفيعة كخيوط شبكة العنكبوت المهترئة ....
بل السبب ...
أني لا أحاول ...
لا أستطيع المحاولة وهناك أمور أخرى تشغل بالي ....
فأبقى أراقب تلك الشمس وأنا ...
أشرب كوبا من الشاي الساخن ....
فيعود بي الزمن إلى ذاك الماضي ..
الماضي الذي دفن في أعماق ذاكرتي لجماله .....
ماضي الطفولة ...
الذي لم أكن أعرف فيه ماهي المشاكل ...
أو ما معنى المشاكل ..
كنت أتجاهلها تماما..
عندما ألعب مع أبناء عمتي ...
وخالتي ...
وعندما يسألني الكبار ماذا سأصبح عندما أكبر ..
كنت أقول طبيبة ..
معلمة ...
مهندسة ..
والكثير من الطموح ...
فينكسر كوب الشاي منصدما مما كنت أحلم به...
فأقول ..
"ليت الزمن يعود بي للوراء ...
إلى الطفولة ....
وعندما يسألني الكبار ماذا أريد أن أكون ...
سأقول ...
أريد أن أبقى سعيدة ...
هذا ما أطمح إليه عندما أكبر..."
فندمت على عدم قولها سابقا ..
وكانت تلك الأفكار لا تأتيني ..
إلى عندما ....
أشرب كوبا من الشاي الساخن ...
لذا لم أشربه ثانيةً ..
حتى لا يمتلئ قلبي حقدا عليه...
فهو لا يريد الموت فينكسر...
ويلقى حتفه ....
ولن تكون له فائدة ...
وأنا ..
أبحث عن الموت فلا يأتي..
أنت تقرأ
خواطر فانية
General Fiction" إذا كان الماء يتلاشى في قبضة يد ...فكيف سأتلاشى أنا ؟!..." أحد البحار التي سأنشر أعماقها ومياها ... بحار المشاعر الهائجة ... {مشتركة في مسابقة ببالي خاطرة ...}