خواطر فانية

حفلة منتصف الليل

ترتدي رداءها الأسود بصمت ..

 تغلق جيوب ياقته ببرود.. 

ترتدي تاج ظلامها بفخر.. 

تمشي من بين سطرين من الشموع..

 سيدتي الاحتفال سيبدأ بعد خمس دقائق..

 المصابيح الزجاجية منطفئة.. 

الشموع الخافتة احترقت.. 

بندقيتاها معدومتان من البريق..

 يداها باردتان بشكل لا يطاق..

 تحيطها هالة ممتلئة بالكآبة..

 السواد تحت عيناها أشبه بالمساء بدون قمر أو نجوم .. 

يال الشموع المشعة .. 

صاحت بسخط أجبر الخدم على إطفاءها..

 هكذا أفضل ..

 قالتها ببرود..

 يا ظلامي و يا سمائي..

 يا مسائي و يا نهاري..

 أهلا بكم في حفلة متواضعة سوداء.. 

أهلا بالظلام المشع ... 

اهلا بالضياء المظلم ... 

مرحبا في العالم السفلي.. 

مرحبا بالشهقات المرعوبة.. 

مرحبا بالدموع الفانية.. 

وأهلا بالحلم التعيس.. 

اهلا وسهلا بكم في حفلتي التعيسة ..

 حين تنام الشمس وينام القمر..

 حين تنام الطيور وتنام الزهور..

 حين تستيقظ الهموم وتنام الابتسامات.. 

حين ينام الجميع يبقى ضيوف الحفلة... 

ضيوف حفلتي الحزينة..

 حفلة منتصف الليل..