في أحد ضواحي مدينة ميل فينيا حيث تراصت المباني العالية بجانب بعض والحدائق بأشكالها المختلفة حولها وما زاد المنظر روعة حبات المطر التي تنساب بسلاسة من السماء مصدرة نغمات كفنان يعزف الحانا عذبة فهذا هو فصل الخريف ومزاجه المتقلب
قصتنا لا تحكي عن جو هذا اليوم تحديدا بل عن الذي ولد بهذه اللحظات في مستشفى ميل فينيا العمومي سعادة والده مراد لا توصف رغم انه عاش هذا الجو من قبل مع ابنه الاول الذي أصبح في الرابعة من عمره منذ أشهر اكتست ملامح بيان الطفولية بعض الغيرة وكل العائلة ملتفة حول الرضيع الجديد متناسية أمره عدى والدته نرجس التي تربط على شعره بحنان مشجعة أياه على التقدم ورؤية أخيه الصغير كان جوا سعيدا بحق
مضت الايام لتتضح ملامح المولود الجديد ذو بشرة سمراء فاتحة ميزتها شامة سوداء بالجانب الايمن للعيون العسلية الواسعة وشعر بندقي ومع مضي سنتين ولدت روان أخته صغرى لتكتمل عائلته
عاش بأحد العمارات بحي بسيط لم يتميز بالكثير من الاشياء لكن كان حي من المنازل مختلفة العلو بجانب العمارات والفاصل بينهما مجرد طريق عبور لمدرسة ابتدائية يدرس صغار كلا الحيين فيها
لطالما كان بطلنا المشاغب الذي لا يهدا له بال حتى يحقق ما برأسه كثير الكلام مشاغب متهور فضولي لأبعد حد وتلك الأسئلة التي لم يتوقعها أحد من صغير في الرابعة من عمره كانت أكثر ما يميزه ففي احد الايام اجتمعت العائلة بحديقة لتنزه لا تبعد عن حيهم كثيرا اما الصغير ففي عالم آخر يحدق باستغراب للسماء ما هي الا لحظات حتى نطق :
_بيان من اين تاتي الغيوم؟
_لا اعرف لم ندرس ذلك بعدقالها اخوه بصراحة الذي كان بثاني سنة من التعليم الابتدائي فالتفت الصغير لوالده عله يجيبه :
_بابا
_تتبخر مياه البحار وتصعد للسماء فتتشكل الغيوم
_كيف يتبخر الماء؟
_بسبب حرارة الشمس
_وكيف وصلت الشمس للسماء حتى تفعل ذلك؟ ماذا تبخر ليصبح شمسا؟ضحك والده من الفكرة واخوه ايضا فاتجه الصغير بناظريه لوالدته :
_ماما
فقالت ببعض الصرام :
_مازال صغيرا توقفا عن الضحك
لكنه اراد جوابا وليس دفاعا عنه ومع ذلك مازالت اسئلته متواصلة :
_ان كانت الشمس فلمَ توجد غيوم ليلا ؟ اصلا أين تذهب الشمس وقتها؟
اوقفته والدته بعدها ليتناولوا طعامهم فقط هو هكذا لن يتوقف حديثه مهما قالوا لن يقتنع بسهولة مر الوقت ليعودوا لمنزلهم لكن ما في الطريق اشعل فضوله مجددا :
_بابا من اين تأتي كل هذه المنازل ؟
_لا تأتي بل تبنى
_كيف ؟
_توجد ادوات بناء كثيرا كطوب والاسمنت ..
_ماهو الاسمنت؟
أنت تقرأ
هذه طريقي
Historical Fictionهكذا كانت بدايتي من قعر المجتمع وهكذا ساواصل طريقي للوصول لمبتغاي قبل هذا ساجد تلك الطريق اولا