هذه طريقي

قطتين

حان وقت اللقاء حيث وقف عماد متفاجئا من منظر مازن الذي كان يعمل بجد يحاول اسناد بعض الالواح على الحائط في جهة خالية من المكان فسأل مباشرة

_مازن ما الذي تفعل هناك ؟

_ اخيرا اتيت ساعدني

ابتسم من تفاؤله كأن شيئا لم يحدث بالمدرسة صباحا، أسرع نحوه ليحمل معه تلك الألواح قائلا:

_لن تخبرني ما تصنع

_ انتظر حتى ننتهي

لم يجد ما يرد به غير الابتسام وتنفيد ما يطلب حتى صنعا مايشبه منزلا خياليا بجدران من ألواح خشبية اما السقف كان صفيحة معدنية فحسب ظنهما ستحميهما من الامطار القادمة في فصل الشتاء، خيال مازن تجاوز ذلك ليفكر بطريقة تدفؤهما من البرد ليكونا مستعدان تماما، في النهاية جلسا يستريحان لا احد منهما فتح موضوع المدرسة فقط يحدقان بما صنعا حولهما فنطق مازن ليخرجهما من سلسلة الصمت:

_ اين الكتاب؟ لا تقل انك نسيته!

_ لا طبعا

تساءل في نفسه عن سبب صنع هذا المنزل لكنه قرر انتظار ان يخبره وحده ، اخرج الكتاب ليفتحه بينهما و يبدآ ما اعتادا عليه ليكتشفا قصة اخرى قد تشبع فضولهما ولو قليلا , المواد كان لب موضوعهما هذه المرة واخيرا سيجدان شرحا واضحا لمعنيين غريبين عنهما، الفيزياء والكيمياء

اول ما طلبه الكتاب لمعرفة تلك الخصائص هو جمع مايمكنهما من الاشياء حولهما ليجدا ان الفرق بينهم لا ينحصر في الشكل واللون وحسب , حاولا تصنيفها في جدول كما طلب الكتابة ليتعرفا على مفاهيم جديدة و وجود تلك المواد قربهما جعلت الشرح ابسط ليجربا بانفسهما ومازال ذلك الدفتر جاهزا من اجل حمل تلخيصهما فكتبا

المواد التي تكسر هشة و التي تشد وتثنى لينة وهناك من تكون صلبة سائلة او غازية، توجد المرنة ولزجة ايضا

وهكذا واصل الكتابة ليجيبهما فما سبب الاختلاف بين المواد؟ لكنهما يعرفان مسبقا فالاستاذة اخبرتهما أن الذرة هي السبب، تلك التي قرآ قصة اكتشافها رغم صعوبة اسماء مستكشفيها ويبقى التعريف صحيحا فهي اصغر جزء يشكل المادة وكلما اختلف تركيب الذرات اختلفت المواد ببساطة، 105 عنصرا موجودا في الارض او هذا ما توصل العلماء له، ببساطة معلومة كهذه جعلت آفاق تفكيرهما تتسع اكثر واكثر فكل ما حولهما يتكون من تلك العناصر وحسب

استمرا بتقليب الاوراق ليصلا لجدول يحتوي على كل العناصر وبطبيعة الحال كان كل اسمائهم بلغة اجنبية فلم يستطيعا قراءتها فتجاوزاها لما هو مهم

تركيبة الذرة كما عرفا من قبل نواة حولها عدد من الالكترونات تدور في مدارات واضحة لها والآن فهما ان لكل ذرة عدد خاص من الالكثرونات