دق الجرس اخيرا ولا يبدو ان لعماد نية بالخروج وتلك المجموعة تنتظر هذه الفرصة ليكملوا ما فعلوا صباحا فبقي مازن بين قرارين اكمال جلوسه بصمت ليرى ما سيحدث او يخرج ويتركه خلفه
طال الوقت يحاول ايجاد ماهو مناسب ليفعله فمَل الآخرون الوضع ليقول احدهم :
_يبدو انه ملتصق به .. حسنا سنكمل بوقت لاحق لنعلمك معنى الاختباء خلف المعلمة وبعض الاغبياء
طبعا قد وجه كلامه لعماد وقصده مفهوم لكنه لم يقل شيئا حتى خرجوا ليخاطب الصامت الذي بجانبه :
_انا لا استغلك .. اصلا المعلمة من جعلتني اجلس قربك .. لا دخل لي بكلامهم
انتظر ردا ما لكن لا شيء يذكر فوقف مكانه ليجتمع كل انزعاجه بغصة في حلقه ومازن مندهش مكانه لكن لحظة قرر عماد الخروج فوقف بوجهه
_لا تخرج
_لا دخل لك بما افعلقالها وقد ابتعد ليغير طريقه للجهة الاخرى فاصر عليه :
_سيضربونك مجددا
_لا شأن لك بذلك سأحل مشاكلي وحدي اكمل صمتكواصل طريقه بعيدا منزعجا كليا ، لم يجد مازن ما يفعل غير الاعتذار على الاخر يغير رأيه فالمؤكد ان لا مجال له لردهم :
_ حسنا اسف .. بالكاد تحسنت علاقتي مع والدي بعد ان رسبت .. لو كان الوضع عاديا لما سمحت لهم
اوضح سبب صمته ببساطة ما فكر به عماد خاطئ فالاخر لم يتجنبه بسببهم كما يفعل الاخرين بل فقط شعر بالذنب لعدم مساعدته تنهد اخيرا رادا عليه بهدوء :
_ انا لم اطلب مساعدتك
_ لكنك كنت تبكي
_ لا .. لم افعلفقط لانه ولد سيكابر بعض الشيء لكن من يقابله ضحك ممازحا :
_ لا داعي للكذب يا صغير
عاد انزعاجه تلقائيا ليحدق بعينيه بعد ان استدار ناحيته والفاصل بينهما بضعة خطوات :
_لا تنادني بذلك
_لكنك اصغر مني حقاتلك حقيقة واضحة لكن قرر بنفسه قول ما يجري فقد تقبل مسبقا ان كل صداقاته تنتهي بالفشل وسخرية على حاله حدق بالفراغ بجانبه قائلا :
_بل واصغر من الجميع ايضا وهذا ما يغضبهم فلست السبب اصلا فلا تلم نفسك
_انت لا تمزح .. كيف؟دائما نفس الاستفسار كأن الوضع مستحيل :
_والدي اصرا على ادخالي مبكرا بما انهما درساني كثيرا من قبل لذلك فكرا في استغلال الفرصة حتى اتقدم بسنة عن من بعمري .. يوجد قانون يسمح لابناء المعلمين بادخالهم المدرسة بسنة الخامسة بدل السادسة
_فكرة جيدة بما أنك تفهم كل شيء ليس ..كاد يكمل لكن تمعن بالفكرة مجددا فما قال عماد يعني انه اقل بسنتين ويجيد كل ذلك عكس من اعاد سنة ولا يفقه شيئا ، ابعد وجهه ببعض الحرج من نفسه وامنيته بأن يكون كشخص اقل منه بسنتين شخص بعمر اخته الصغرى ، الآن ربما فهم اصرار والديه على تدريسه لكن اوقف كل ما يجول بداخله ليسأل :
أنت تقرأ
هذه طريقي
Historische Romaneهكذا كانت بدايتي من قعر المجتمع وهكذا ساواصل طريقي للوصول لمبتغاي قبل هذا ساجد تلك الطريق اولا