اكبر

212 28 17
                                    

لم يستطع النوم مجددا فليس من المريح تغيير مكان نوم الذي إعتاده منذ سنوات لكن بيان مصر على قراره

أنير مصباح احدى الغرف ،تظاهر بيان بالنوم حتى لا يفضح نفسه و مجددا مازن استيقظ لليلة ثالثة على توالي والأكبر لا يفهم ما يصيب الاخر يستيقظ خائفا يذهب للمطبخ يشرب بعض الماء ثم يعود لسريره ، لم يحتمل ما يحدث معه هذه المرة ليقول ما لم يستطع البوح به لأحد :

_ فقط ليكونا بخير ، وقتها لن اتركهما مجددا

كان بيان يتابع ما يحدث من خلف الباب يختلس النظر لمازن ففهم ان قصة القطتين لم تغادر ذهنه بعد بل لن يتوقف حتى يجدهما ،كتم مازن دموعه بما يكفي حتى تفيض ومن يمكنه ان يسمعه او يساعده ليكمل  :

_ لو لم امرض لو لم اجبر على الباق في المنزل لو ...

فجأة علا صوت اذان الفجر ليتدارك شيئا مهما

_ الله اكبر ، الله اكبر

نهض بسرعة نحو النافذة المطلة على الشارع ، رأى بعض الرجال والشيوخ متجهين نحو المسجد ليردد مجددا

_الله اكبر ، يعني انه اكبر من كل المشاكل أليس كذلك

لا يعرف حقا ما عليه فعله كما انه ليس معتادا على طلب مساعدة اي احد لكن الوضع بات مختلفا لن يطلب ذلك من اي شخص بل من الله وحده ، فقال ببراءة :

_ اسف لاني لا اعرفك جيد وربما انا صغير على ذلك كما يقول الجميع  ..

رفع عينيه محدقا للسماء فواصل :

_ ارجوك لا اريد ان يموتا و اريد ان اشفى تماما وقتها سابحث عنهما بكل مكان ، اريد ان اعود لمدرستي حيث عماد وهذه المرة لن اسمح لاحد ان يسخر منه  ، انت تعرف كل ما اريده صحيح؟  لكني لم اطلب لذلك لو تحقق كل هذا وقتها لن اهتم لكلامهم ساعرفك اكثر اعدك

مسح دموعه بتفاؤل كأنه متأكد ان كل ما قاله سيحدث ، كاد بيان يعود مكانه بعد اختلاسه النظر من خلف الباب لكن مازن واصل بلهفة كأنه نسي شيئا مهما لم يقله :

_ لا اريده ان يشاجرني مجددا ولن اطلب شيئا آخر

عاد مازن لنومه سريعا اما بيان فتجه ليتوضأ بهدوء وصلى كذلك ايضا منتظرا ان يستيقظ والديه بسرعة لتحقيق بعض مما يتمناه اخوه فلكل شيء سبب وربما نقطة التغيير التي كان ينتظرها الجميع من مازن قد وصلت

○○○○○○○○○○○○○○○

في ذلك المكان الذي تملأه فوضى الخردوات، تحديدا في البقعة التي جعلاها خالية تماما ليبنيا منزلهما الذي جدد لسبب مجهول ، كان صاحب العيون العسلية مندهشا يتذكر ما قاله امس وان كل ما اراده تحقق بهذه السرعة ليفهم السبب

_ انه الله
_ماذا؟!

وقف بحماس يريد ان يخبره ما حدث لكن سرعان ما اقفل فمه بيده ليقول في نفسه

هذه طريقيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن