.::.الأب.::.
سارت السيارات الأربع فى نفس الطريق الذى سلكوه وهم قادمون
الى هنا ..لم يستطع محمد الصبر ......أخذ يتنقل بين السيارات السائره ويسأل عن أسير مصرى يدعى ..السيد طه حسن الشرقاوى .....وزياد يسأل معه
لم يرد عليه أى فرد من السيارات الأربع ...ولم يحصل على اجابه لسؤاله
عندها تملكه يأس شديد وجلس فى احدى السيارات لا يستطيع النطق والدموع تملأ عينيه كمن أصابته صدمه... وزياد يجلس بجواره لا يدرى ماذا يقول له ولا كيف يخفف من ألمه
سمع محمد صوت السيد سليمان ينادى عليه :
محمد .........تعالى هنا حالا
قفز محمد من السياره وانطلق يجرى حتى وصل الى السياره التى يجلس فيها السيد سليمان وقفز بداخلها ومعه زياد
نظر للسيد سليمان ..فأشار دون كلام الى رجل فى العقد الرابع أشعث الشعر ..كث اللحيه والشارب كمن لم يحلق منذ سنين متسخ الثياب والجسم يجلس شاردا كأنما لا يدرى بمن حوله
تأمله محمد مليا وقال : حضرتك........السيد...طه...حسن...ا� �شرقاوى
لم يتلقى ردا بل لم ينظر الرجل اليه حتى
نظر الى السيد سليمان كأنما يطلب منه المساعده
أشار له السيد سليمان بالإيجاب
عاد يتأمل الرجل .....قرب وجهه منه وخلع لثامه الأسود ونظر فى عينيه مباشرة ودموعه تسيل على خديه
لكن الرجل كان ينظر باتجاه آخر مذهول عمن حوله
قال محمد بقوه وهو يمسكه من ذراعيه :
من 25 سنه استدعوك للتجنيد ...وسبت مراتك ..وهى لسه عروسه بعد ما اتجوزتها بشهرين؟؟
لم يتحرك الرجل أبدا
قال محمد بصوت متهدج ودموعه تغرق خديه وهو يهزه برفق : مراتك...الست حميده حسنين......خلفت ولد....ابنك
لأول مره تتحرك عينى الرجل لتلتقى بعينى محمد وأخذ يتأمل ملامح وجهه بصمت
محمد بأمل جارف وحنين بلا حدود وبصوت يخنقه البكاء :
أيوه ....أنا ..أنا يابا..محمد السيد طه حسن الشرقاوى
طالت لحظات الصمت وكأنها دهر
رفع السيد يده المرتعشه ببطء شديد وبدأ يتحسس وجه محمد
وبدأت عينيه تذرفان دمعات تحولت شيئا فشيئا الى أنهار من الدموع وبدأ جسده يرتعش بشده ومحمد يمسك ذراعيه بقوه
قال الرجل بصوت مرتعش و بنحيب يمزق القلوب : حا....حا...حميده ....ابنى ؟
ابنى ......أنا؟؟ محـ...مـ..د ؟؟ ثم صرخ بلوعه: محمد
أنت تقرأ
قلب اللهب .. للكاتبة سامية أحمد
Actionجميع الحقوق محفوظة للكاتبة ممنوع النقل والاقتباس انتابه شعور قوى أن هناك شئ خطأ ظل يرتب أوراقه وخرائطه وأعياه البحث عن أى علامات فى الطريق كان شعوره أن هناك شئ خطأ يزداد ويزداد حتى تأكد حدسه بما لا يدع مجالا للشك تأكد مع صوت سياره قادم يشق الصحراء...