تجلس مع احد اقاربها فى حديقة ما....
"عِشق" ، فتاة فى الرابعة و العشرون من عمرها ، رغم انها لا تمتلك جمالاً شديداً إلا أن ملامحها بريئة جعلتها تكتسب جمالاً ذو نوعٍ خاص ، تمتلك عيونناً عسلية اللون يسبح من يراها بجمالهما
قالت :
- انت ليه عايز تسمعنى يا شهاب ؟
رد عليها :
- عشان انا مش هشوفك بتتعذبى و انتِ بتكتمى جواكى و اقف ساكت !
- و ليه انا اتعبك معايا بحاجات مالهاش لازمة بالنسبالك ؟
- طالما حاجة ليها علاقة بيكى تبقى مهمة يا عِشق ، احكيلى
نظرت امامها تحاول ان تستجمع الكلمات ، كلمات لم تبوح بها لأحدٍ من قبل ويأتى هذا الشهاب الازرق و يريدها ان تتكلم ! لا تستطيع أن ترفض فالراحة التى تشعر بها من النظر بعينيه الزرقاء تبث بها الطمأنينة لتبوح بما فى قلبها ...
- انت اكيد عارف ان انا و إسلام ابن عمى قريبين من بعض
- اكيد العائلة كلها عارفة
تنهدت قبل ان تقول بتردد :
- شهاب هو لازم احكى ؟
- انا عايزك تحكى لو انتِ عايزة ده
- انا عايزة احكى بس مش عارفة ابدأ منين
- من اول حاجة حصلت
نظرت له و قالت بـ الم :
- اول حاجة حصلت ...عرفت انى بحبه !
الم لم يشعر به من قبل احتل قلبه ما ان نطقت بهذا الكلمات ، كان يعلم من نظرتها للمدعو بـ "اسلام" ولكنه لم يستطيع ان يصدق
خرجت الكلمات من فمه ببطئ ليقول :
- و بعد ما عرفتى ؟
ضحكت بـ الم قائلة :
- عرفت انه بيحب واحدة تانية
اخذت تضحك و تقول :
- بذمتك مش نكتة ؟ اعرف انى بحبه و فى نفس اليوم يقولى انه بيحب واحدة تانية
عادت بذاكرتها الى ذلك اليوم .......
كانت تجلس فى غرفتها و قلبها يبنض بسرعة غير طبيعية
" انا عارفة انى بتنيل بحبه ... غبية ازاى احبه ؟! و بعد ما تحبيه ؟ تفتكرى هو كمان بيحبك ؟ اكيد لا يعنى ... هو ينفع اقوله ...لالالالا اكيد لا ايه اللى انا بقوله ده هروح اقوله بحبك ! انا اكيد اتجننت "
زادت سرعة ضربات قلبها عندما اعلن هاتفها عن اتصال منه التقطت الهاتف بسرعة و هبت واقفة
- اعمل ايه انيل ايه فى ايييييييييه ! ، ردى يا غبية ردى
ردت و هى تحاول التقاط انفاسها
- ايوة يا اسلام
- بقولك انا جاى دلوقتى فى حاجة عايز اكلمك فيها
- ماشى
- ماشى ، سلام
- سلام
اغلقت و هى تحاول ان تتنفس
- فى ايه مش عارفة تتنفسى ليه هو بعبع ؟ اوووف انا هروح اغير هدومى
بدلت ملابسها و ارتدت حجابها و خرجت من غرفتها تنتظر قدومه حتى دق باب بيتهم لتفتح والدتها له و تستقبله
دخل هو و جلس امام "عشق"
- ها عايز تقول ايه ؟
- ايه الاسلوب ده مش تقوليلى تشرب ايه ولا تاكل ايه !
- انت هتستهبل ما انت لو عايز حاجة هتقوم تجيبها يعنى
- اقنعتينى بصراحة ، طيب تعالى نقعد فى البلكونة
- ماشى اما نشوف اخرتها .....
دخلا الى الشرفة و بعد ان جلسا
- ها بقى عايز تقول ايه
- هدى فضولك شوية
- لا هو على طول مشعلل كدة
- ماشى ياختى
- ها بقى ؟
اخذ نفس عميق ثم قال بسرعة :
- انا بحب لورين
و كأن دلواً من الثلج سُكِب فوق قلبها ليُطفئ نار و شغف حبها و يضع مكانه ألم بارد المشاعر !
تابع هو كلامه :
- انا مش عارف اعمل ايه ، خايف اقولها و مش هعرف ماقولهاش.....
بعد دقائق من حديثه الذى طال عن " لورين " استجمعت قواها لتقول له :
- قولها يا اسلام مش بعيد تكون بتحبك هى كمان
ارتسمت السعادة على وجهه و قال :
- بجد يعنى اقولها ؟
اومأت برأسها فهب واقفاً و هو يقول :
- انا هروح دلوقتى و اشوف هعرف اقابلها امتى عشان اقولها
لم يتحرك لـ "عشق" ساكناً
و راقبته و هو يخرج من البيت بصمت و ما ان اُغلِق الباب حتى انفجرت باكية لم تعلم ماذا تفعل الان !؟ فها هى ما ان اعترفت لنفسها بحبها له حتى اعترف لها بحبه و لكن لـ اخرى !
********
عودة لـ "عشق" بالوقت الحاضر ....
- ماكنتش عارفة اعمل ايه يا شهاب ! كنت دايما بقوله يعمل ايه و بساعده و هو كمان بيقولى اعمل ايه لما احتار ، كنت محتاجاه يقولى اعمل ايه ساعتها بس ماينفعش اقوله !
رفعت رأسها الى السماء و تنهدت و تركت العنان لدموعها
لم تبكى منذ وقتٍ طويل ، كانت تحاول ان تبدو بصورة الفتاة القوية امام الجميع و لكن ها هى تُظهِر لـ "شهاب" الجانب الضعيف بروحها ! اخبرته بسرها الذى اخفته عن حبيبها ....
آلمه قلبه لرؤية دموعها ، كان يشعر بألمها فها هو يتذوقه بهذه اللحظة
- و طلعت هى كمان بتحبه ... او زى ما هى قالتله
- يعنى ايه ؟
- كانت واخداه تسلية ! ماكانتش بتحبه هو كانت بتحب حياتها
- طيب و سابها ؟
- لا ماكانش شايف اى عيب فيها
- وبعدين ؟
ضحكت بسخرية و قالت :
- ولا قبلين كنت برده بقوله يعمل ايه .... بس عشان يرضيها ! كان بييجى يطلب مساعدتى عشان اقوله يخليها ماتضايقش منه ازاى
- طيب و ماتكلمتيش معاه فى انها مش بتحبه
- اتكلمت يا شهاب و ياريتنى ما اتكلمت
- ليه ؟
**************************
عادت الى ذلك اليوم ....
منذ ثلاث سنوات فى بيت عمها ، كانت تجلس مع "اسلام" يحكى لها عن "لورين" قاطعته ما ان نفذ صبرها ....
- اسلام انت بتحبها ليه ؟
- يعنى ايه بحبها ليه
- يعنى ازاى قادر تفضل تحبها و هى بتعاملك على انك لعبة
ظهرت علامات الغضب على وجهه و قال :
- قصدك ايه يا عشق ؟
- انت مش شايف يا اسلام هى بتعمل ايه ؟ دى عمرها ما اهتمت ليك ولا عمرها عاملتك عدل ولا فارق معاها وجودك فى حياتها اساسا !
- ايه الهبل اللى انتِ بتقوليه ده
- يا حبيبى اسمعنى انت مش شايف فيها عيب عشان انت بتحبها بس هى مش بتحبك يا اسلام دى مش بيهمها غير المظاهر و حياتها و بس ، اللى زيها مابتهتمش للى حواليها حتى لو كان اقرب الناس ليها
قال بحدة :
- و انتِ عايزانى ابعد عنها ليه هتستفادى انتِ ايه ؟
- انك ماتتجرحش
- عشق انتِ بتغيرى من لورين ؟
نظرت له و قد فغرت فاهها ، ماذا يقول هل علم بحبها له ام انه يهذى ؟
- نعم !
- ايوة انتِ اكيد بتغيرى منها
تكلم بنبرة هادئة قليلاً و قال :
- يا عشق انا عارف ان احنا الاتنين اكتر من الاخوات بس ده مش معناه انك تغيرى عليا من حبيبتى
كانت تقف صامتة لا تستطيع الكلام فبماذا ترد عليه ؟ بماذا تجيب على هذا الغبى الذى اعماه حبه عن الحقيقة ؟ اى غيرة هذه ! نعم هى تغار عليه ولكنها ليست بغيرة الاخت و انما هى بغيرة عاشقةٍ له ، تستطيع ان تتحمل رؤيته مع غيرها ما دام سعادته معها ولكنها لن تتحمل رؤيته فى عذاب بعد ان يُبصِر بعد حبه الاعمى
- انتِ مش قادرة تشوفى الجانب الحلو اللى فى لورين عشان انت بتغيرى منها ، يا عبيطة انتِ هتفضلى اختى اكيد مش هحبها اكتر من اختى ....
قاطعته قائلة بحدة :
- كفاية يا اسلام بقى كفاية انا ولا بغير منها ولا زفت انا خايفة عليك ، انا مش شايفة جانبها الحلو بس انت مش شايف فيها الوحش ، افهم انا بحذرك عشان مش عايزاك تتجرح ، مش عايزاك تتعذب عشان حد مايستهلش
- اول مرة ماتفهمينيش يا عشق !
- اول مرة انت ماتسمعش كلامى
- عشان هو غلط
- ده الصح بس مش هتعرف ده غير لما تاخد منها قلم يفوقك
تركته و ذهبت لتخفى دموعها بعيداً عن هذا الغبى الذى اعماه الحب
وضعت احدى السيدات يدها على كتف "عشق" فالتفتت لتجدها والدة "اسلام"
- هيفهم ده بس فى الوقت الغلط ، عارفه انه شبه مستحيل بس حاولى تنسيه يا عشق ، ابنى مايستهلكيش
نظرت لها بألم و ابتعدت عنها ، لن تستطيع ان تبقى بهذا البيت اكثر ....
*************************
اما عن "عشق" فى الوقت الحاضر .....
- اه كنت بغير عليه فيها ايه ؟ بس انا كنت بقوله كدة عشان هو مش قادر يستوعب انه غلط
- طيب انتِ كلمتيه تانى ؟
- ده كان اخر يوم اكلمه فيه
- انتِ مابتتكلميش معاه بقالك 3 سنين !
اومأت برأسها قائلة :
- مش هعرف اشوفه بيتعذب و مش هقدر اكون جمبه و هو مش عايز ده
- يعنى هو ماكانش عايزك جمبه ؟
- كلمنى بعدها بليل و.....
*******************************
قال بحزن واضح على نبرة صوته :
- عشق انا عارف انك مش هتفهمينى بس الاحسن ليا و ليكى اننا مانتكلمش تانى....