الفصل السابع

32 6 0
                                    


نظرت له للحظات بتأمل ... ماذا لو احبت شهابها و احبته ؟! كانت لتكون اسعد عِشق على وجه الارض ... ماذا لو عَرض عليها الزواج يوماً و وافقت هى ؟ ماذا لو عاشت حياتها معه ؟ ماذا لو ظلا على سعادتهم و راحتهم التى تحل ما ان يكونا سوياً ؟ ماذا سيحدث ؟!
نظر لها ببعضٍ من الاستغراب قائلاً :
- بتبصيلى كده ليه ؟!
استيقظت من تساؤلاتها لتقول ضاحكة :
- يلا يا برنس نتجوز و ماله
يتمنى لو كانت كلماتها صادقة ، يتمنى لو يأخذها ليهرب بها الى عالم بعيد عن اى حزن
قالها و لكن هذه المرة بنبرة جادة :
- توافقى تتجوزينى ؟ ... بجد
تفاجأت ... بل صُعِقت ، ماذا يقول ؟! هل تحلم ؟
قالت بصوت متهدج :
- انت بتهزر صح ؟!
- و ليه مانتجوزش ؟!
صمتت لحظات تحاول الاستيعاب و بعدها قالت :
- بس انت بتحب !
- و انتِ كمان بتحبى
- انت فاهم يعنى ايه انا اكون بحب واحد و انت بتحب واحدة تانية و نفضل ... مع بعض ؟
- هتتجوزى واحد تانى ؟
- يعنى ايه ؟
- يعنى بعد مدة لما اهلك يفضلوا يزنو عليكى و يجبولك عرسان ، هتتجوزى ؟
- لا .... مش هبقى خاينة يا شهاب
كانت كلماته تخرج من فمه بقمة برودها و لكنها بقلبه اقوى من النار ..
- تقصدى خاينة لحُبك ولا خاينة لجوزك ؟
- لجوزى ... حبى مش معايا عشان اخونه ، حبى حتى مابقاش ليه غلاوة زى زمان فى قلبى عشان اخونه ، انا هبقى بخون اللى وثق فيا
- طيب ادام مش شايفة ان لحبك مكان فى قلبك يبقى ازاى هتخونى جوزك ؟
صمتت تحاول استجماع نفسها ، هو على حق ولكنها مُشتتة !
- لو كنتى لسه بتحبيه يا عِشق فعلاً كانت اول حاجة هتفكرى فيها انك هتخونيه هو حتى لو هو مش عارف حبك ليه بس انتِ كنتى هتفكرى فى انك هتخونى حبك ليه .... كام سنة و هتحسى انك لوحدك ، شوية و هتتخنقى من طلبات الجواز و انا كمان اهلى هيزنو عليا عشان اتجوز ... و انا مش عايز اتجوز ولا ابص لواحدة غير اللى قلبى اختارها ...
نظرت له بـ استغراب ، فكيف يطلب منها الزواج و هو يخبرها انه لن يكون إلا لحبيبته !
تنهد بألم و حب و عِشق و مشاعر مضطربة و قال بعينين دامعتين و صوت متهدج :
- انتِ اللى قلبى اختارها ، عِشق انا بحبك ! .... انا مش بس بحبك يا عِشق انا بعشقك
هربت دموعها تلقائياً ما ان اعترف لها بحبه ...
ارتبكت مشاعرها ... من صدمة الى خوف الى حزنٍ له الى جزء مخفى فى قلبها من السعادة بهذا الاعتراف ...
- اه بحبك و تعبت من انى اخبى ... بحبك بقالى سنين يا عِشق و مش قادر اسكت اكتر بتعذب كل لما ابقى هموت و اقولك بحبك .. بعشقك .. وحشتينى ... و اسكت ! .... بس عارفة ايه بيعذبنى اكتر ؟ كل لما اشوف الدموع فى عينيكى و ابقى مش عارف اخدك فى حضنى ! ، انتِ اسم على مُسمى ... انتِ عِشق
نهض من مكانه ليجلس على ركبتيه اسفل قدمها ، امسك يديها و رفع رأسه لينظر لها بعينيه التى سمح لها بـ اطلاق سراح دموعها :
- انا مش عايز اكتر من انك تبقى معايا ، نظرة واحدة منك كافية انى اعيش ! بس اللى بيموتنى من الرعب كل يوم ان انتِ تبقى لـغيرى ، اتجوزينى ... انتِ مش هتبقى بتخونينى ولا حاجة انا عارف و فاهم انتِ حاسة بـ ايه ، مش عايزانى اقرب منك صدقينى مش هقرب انا بس كفاية عليا تبقى معايا ، صدقينى كل اللى هيتغير اننا نبقى عايشين مع بعض بس ، هعمل كل اللى انتِ عايزاه .... تتجوزينى يا عِشق ؟
نظرت له و هى مازالت تبكى قائلة :
- ايه اللى يخليك تعيش فى العذاب ده يا شهاب !
فـ رد و هو يضحك من بين بكائه :
- عذاب ! انك تبقى معايا و لو حتى بعقلك بس ده عذاب ! انى اصحى كل يوم و انا متطمن انك فى حياتى عذاب ؟ انى اشوفك فى كل لحظة و انك تبقى مشاركانى كل تفاصيل حياتى عذاب ؟ انك تبقى ليا و لو حتى بالاسم بس عذاب ؟ ان عِشق اللى حبتها و عِشقتها و بقت ملكة قلبى تبقى مراتى ... ده بالنسبالك عذاب ؟!!! .... اهو اللى بتسميه عذاب ده بالنسبة لقلبى حلم و حياة
ارتجف قلبها من كلماته الصادقة ، من صدق الحب فى نبرته ، كانت هناك رغبة عارمة بداخلها تدفعها لتقول له انها تريد ان تكون معه
- تتجوزينى يا عِشق ؟
ظلت على صمتها لا تعلم بماذا تجيبه ، تريد حياتها معه و لكنها خائفة و لا تعلم من ماذا ، و لحظات صمتها تمر عليه و كأنها عُمر فوق عُمره لتقتله ببطئ
تنهدت و قالت بصوت اخرجته بصعوبة :
- حاول تفهم اللى هقوله ، انا مش فاهمة ليه بس انا فعلاً عايزة ابقى معاك فى حاجة جوايا عايزانى اوافق بس انا خايفة ... انا مش هعرف ابقى معاك زى ما انت بتتمنى ، مش هكون مراتك فعلا ...
رغم ان رغبتها ليست كاملة ، رغم انه يريد اكثر من هذا ولكن تلك الكلمات كانت كفيلة لينبض قلبه من جديد ، ليجد امل جديد ان عِشقه ستكون له ...
- بجد عايزة تبقى معايا ؟
هزت رأسها بالموافقة فقال بـ ابتسامة احتلت وجهه العاشق من جديد ...
- و انا مش عايز حاجة غير انك تبقى معايا بس يا عِشق ، خدى الوقت اللى تحبيه عشان تقررى ... اللحظة اللى خوفك يختفى فيها و تتأكدى من اللى انتِ عايزاه انا هستناها ... لـ اخر عمرى هستناكى يا عِشقى
ابتسمت تلقائياً ما ان سمعت " عِشقى " منه ليبتسم بدوره لرؤيتها
انحنى قليلا برأسه و اخذ يدها ليطبع قُبلة صافية كحبه عليها
ارتجفت ما ان لمست شفتبه يدها ، ارتجف قلبها ما ان لمسه حبه لها ...
اما عنه فهو يكاد يجزم انه لم يكن بتلك السعادة من قبل ، لا يريد سوى ان تكون بجانبه لا شئ اكثر فهذا له حياة و لقلبه نفس و لعينيه ادمان ....
اوصلها لمنزلها دون كلمة اخرى فقد تولت اعينهما الحديث
ابتسمت له ما ان وصلا و قالت كعادتها :
- ابقى طمنى لما توصل
اومأ برأسه و هو يبتسم ابتسامته الخفيفة الساحرة
صعدت لمنزلها لتستلقى على فراشها غارقة بنظرته ... نبرته ... كلامه ... حبه ...
استيقظت على رسالة منه بوصوله الى المنزل
تنهدت براحة ثم اغمضت عينيها مستسلمة للنوم .....

عِشقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن