عشرة ايام .... بعد عشرة ايام سعيدان بكل لحظة بهم
يستيقظ بينما تداعب خصلات شعرها وجهه الوسيم ، ابتسم وابتعد قليلاً ليقبل جبينها ثم ابتعد و نهض من الفراش ، وقف امام الشرفة و نظر إلى البحر الذى اصبح هوسه منذ احب عِشقه ، سفرهما المفاجئ بالنسبة إليها إلى اليونان لم يُحدث فارق سوى زيادتها سعادة ، لقد أتى بها إلى هنا ليحقق شئ ما تمناه منذ مده " السفر مع عِشقه إلى كل بلدٍ مميزة " ....التفت و نادى عليها بصوتٍ عالٍ :
- عِشق ، اصحى بقى عايز انزل
- اوف بقى ما تسيبنى انام و انزل يا عم
- عِشق لو ماقومتيش هعمل حاجة انتِ مش هتحبيها
- اعمل اللى تعمله بس سيبنى بقااااااااااااااا
ابتسم بخبث و هو يرفع حاجبه ثم استلقى بجانبها على الفراش و طبع قبلة على جبينها ثم وجنتها فاستيقظت و هى تنظر له بعينين متسعتين :
- انت بتعمل ايه !؟
- مش قولتيلى اعمل اللى تعمله ! بعمل اهو
- بتعمل ايه ياخويا !
- ببوس !
- والله !؟
- اه والله ، و اسكتى بقى خلينى اكمل اللى بعمله
- اسكت ! ابعد يا شهاااااب
زفر بضيق مصطنع و قال :
- ده انتِ فصيلة الواحد مايعرفش يبقى رومانتيكى معاكى ابداً
- هو لازم تبقى رومانتيكى بقلة الادب دى ! عيب كده
فغر فاهه قائلاً :
- قلة ادب ! عيب!
وقف ثم اتى بقسيمة زواجهما و وضعها امام وجهها فقالت باستغراب :
- مالها يعنى !
- انا جوزك لو حضرتك نسيتى يعنى
- ايوة فين المشكلة
- يعنى قلة الادب اللى بتتكلمى عنها دى مش عيب يا حبيبتى العيب انى ماعملهاش انتِ فاهمة الموضوع غلط
قالت باحتجاج متوتر :
- انت قليل الادب ايه اللى بتتكلم فيه ده امشى امشى
نهضت و دخلت بسرعة الى المرحاض فضحك عليها و حرك رأسه يميناً و يساراً بيأس
قال بصوتٍ عالٍ حتى تسمعه :
- بسرعة مش هتفضلى مكسوفة كتير عايز اخرج مش هفضل مقضى السفرية كلها نوم زيك
******************************************
كانت رحلتهم ممتعة من قضاء اوقاتهم على الشواطئ ذات الرمال السوداء
و زيارة بعض الاماكن التى تتميز بالمناظر الجميلة بها و مشاهدة الغروب عند البحر و اضافة "شهاب" الرومانسية لهذه اللحظات
فى شرفة غرفتهما بالفندق .....
نظرت له "عِشق" و هى تقول مازحة :
- احنا هنفضل كل لما نسافر لازم تودينا مكان فى بحر كده !
ابتسم و قال بحب :
- مش مهم نروح اى مكان مافيهوش بحر ، كده كده انتِ موجودة
ابتسمت و قالت :
- بس انا عِشق مش بحر
- و البحر ايه ؟ ما البحر عِشق
اقتربت منه و قالت :
- بس انا عايزاك تعشقنى انا مش البحر
- مش هينفع
عقدت حاجبيها و قالت بعد ان تسارعت ضربات قلبها بخوف :
- ليه !؟
- عشان انا استهلكت كل العِشق اللى فى قلبى لعِشقك ! ماينفعش اعشقك عشان انا اصلا بعشقك !
نظرت له و قلبها يتألم لا تعرف هل يتألم له ام أنه يشفق علي حاله ام أنه يدق له ، لن تكذب بأنه حاز على مكانٍ بقلبها إلا أنها لم تستطع أن تحبه كما يريد هو او بالاحري كما يستحق
ردت بصوتٍ باكى :
- شهاب ... انا اسفة
نظر لها باستغراب و سألها :
- على ايه ؟!
- عشان انا ظالماك معايا ، انا انانية ... انا محتاجاك جمبى عشان كدة مش عارفة اقولك ابعد ! لما بتبقى بعيد عنى بحس ان خلاص حياتى مابقاش فيها حد ، بحس ان حياتى خلصت اصلا ...وجودك جمبى هو اللى مخلينى قادرة اعيش ، انت بتحبنى لدرجة انى بستحقر نفسى عشان مش عارفة احبك .... انت تستاهل واحدة تحبك وتقدر حبك ده ليها مش انا !
نظر لها بحب كعادته و اقترب منها و امسك كفيها الصغيرين بين يديه و قال :
- كفاية عليا اسمع منك ده يا عِشق ، كفاية عليا تكونى جمبى و انا مش عايز حاجة غير كدة صدقينى
نظرت بضع لحظات لعينيه اللتان تلمعان بحبه لها و من ثم ارتمت بين ذراعيه ، لم يستوعب هو ما حدث فى بادئ الامر إلا أن بسمة تلقائية اعتلت وجهه لمجرد فكرة انها بين ذراعيه ! ضمها إليه ، لو كان بيده لـ جعلها تبقى بين احضانه طوال عمره و لكن يكفيه الان هذا
كانت دموعها تنساب على وجنتيها بغزارة ، تشبثت بملابسه بشدة ولأول مرة منذ زمن عاد إليها هذا الشعور ... انها تشعر بالحياة ! تشعر بالامان ، تشعر بأن قلبها عاد لينبض مرة اخرى ، تستطيع سماعه ينبض بـ اسم هذا الشهاب بخفوت
ابعدها عنه قليلا و مسح دموعها ، طبع قبلة على جبينها و قال :
- مش عايزك تعتذرى تانى ولا تفكرى فى الموضوع ده ، كفاية عليا انتِ !
اومأت برأسها فـ ابتسم و احتضنها مرة اخرى
قال مازحاً و هو يدفن وجهه بين خصلات شعرها :
- مسم لو اعرف ان الكئابة تخليكى فى حضنى كنت نكدت عليكى عيشتك من زمااان
ضحكت من بين بكائها و هى تضربه بكتفه
- اااااى ايدك بتوجع
- ماتنشف كده
- نعم !
- احم اقصد سورى يا قلبى ماكنتش اقصد
- اهاااا ماشى
- شهاب
قال بحب :
- عيون شهاب
- انا جعانة
قال بمنتهى الرومانسية :
- يخربيت فصلانك يا حبيبتى
ابتعد عنها قليلاً و قال :
- تطفحى ايه يا عمرى ؟
- بيتزا يا روحى
- يلا ياختى عشان تاكلى
- ممكن توسع شوية يا اخينا ؟
- لا ماتحلميش انتِ هتفضلى اليوم كله فى حضنى انتِ فاهمة ؟ و الا مش هأكلك 3 ايام اشطا ؟ اشطا
- انت بتغنى و ترد على نفسك ؟
- اه عندك مانع ؟
- لا انا كنت بسأل بس اصلا
ضحك ثم ضمها اليه و قال :
- بحبك
- و انا كمان
ابتسم رغم انه يعلم انها لا تحبه كما يحبها هو و لكن مجرد كلمتها انها تحبه كافية ....
*****************************************************
و بعد أن عادا الى الارض حيث ولِد حُبهما .....