الفصل الخامس

48 7 1
                                    


ابتسم "إسلام" و وقف ليذهب تاركاً هذا المكان الذى يملأه الحب فلا يجب ان يبقى بمكان و هو يعلم ان قلبها من الممكن ان يتأثر بوجوده فيه ، فهو يحبها كـ اخ و لكنه يعلم انها لا تكن له مشاعر مماثلة
نعم فهو يعلم انها تحبه ، يعلم منذ حطم قلبها ظناً منه انه من الافضل لها و لكنه لم يكن يعلم انه يؤذى نفسه و يؤذيها معه .....

***********
عودة لذلك اليوم الذى تحطم فيه العِشق و الثقة في من تحب ....

- اول مرة ماتفهمينيش يا عشق !
- اول مرة انت ماتسمعش كلامى
- عشان هو غلط
- ده الصح بس مش هتعرف ده غير لما تاخد منها قلم يفوقك
تركته و ذهبت لتخفى دموعها بعيداً عن هذا الغبى الذى اعماه الحب
وضعت احدى السيدات يدها على كتف "عشق" فالتفتت لتجدها والدة "اسلام"
- هيفهم ده بس فى الوقت الغلط ، عارفه انه شبه مستحيل بس حاولى تنسيه يا عشق ، ابنى مايستهلكيش
نظرت لها بألم و ابتعدت عنها ، لن تستطيع ان تبقى بهذا البيت اكثر ....

دخلت والدته الى غرفته لتجده يجلس على حافة فراشه واضعاً وجهه بين يديه
- هتفضل اعمى لغاية امتى ؟
نظر لها بعينيه التى تلمع اثر امتلائها بالدموع
- عن ايه ؟
- عن حبها ليك
- هى مين دى ؟
- عِشق ، هتفضل غبى لغاية امتى ؟! المفروض تكون اكتر واحد فاهمها بس ازاى هتفهمها و انت غبى ، بس ازاى غبائك وصل لدرجة انك مش شايف كل الحب ده فى عينيها ليك ! دى بتعشقك مش بتحبك بس ، دى مستحملة كلامك و حبك ل لورين كل ده من غير ما تتكلم نص كلمة و لما اتكلمت كان عشان خايفة عليك و بس ، خايفة تتجرح و تتعذب زى ما هى بتتعذب بحبها ليك
- عشق بتحبنى ! انا كنت فاكرها بتحبنى زى اخوها
- لا يا اسلام مش بتحبك زى اخوها ، عِشق بقالها كتير بتتعذب من ساعة ما قولتلها على لورين ، بتتعذب لما بتحكيلها عنها ، بتتعذب و هى شايفاك مع واحدة مش مقدراك ولا بتهتم ليك و هتسيبك فى الاخر و انت اللى هتتضر ،افهم بقى عِشق بتعمل كل ده عشانك ، هى شايفة اللى انت مش شايفه عشان بتحب ، ماتعذبهاش اكتر من كدة ارجوك و سيبها فى حالها بقى
تركته و ذهبت لتتركه غارقاً فى بحر من الهم قد القته والدته فيه لتوها ...
اخذ التفكير ينهش راحة باله و عقله فماذا يفعل الان و قد علم بحبها له و عذابها بسببه ، هو لا يريد العذاب لصغيرته المحبوبة هو يريد راحتها فقط فكيف يحققها لها ، يعلم جيداً انه لن يحبها يوماً الا كـ اختاً له ... ماذا يفعل
اتخذ قراره و استعاد بعض من الثبات الزائف و التقط هاتفه و اتصل بها ....

ما ان سمع صوتها كاد ان يبكى و يرجع عن هذا القرار الغبى و لكن لا مفر منه
- ايوة يا ... عِشق
- مال صوتك ؟ انت كويس ؟
- اه
تنهد و قال بحزن واضح على نبرة صوته :
- عشق انا عارف انك مش هتفهمينى بس الاحسن ليا و ليكى اننا مانتكلمش تانى
- ممكن تقولى ليه ؟
- عشان احنا لو فضلنا مع بعض حياتنا هتفضل مرتبطة ببعض و ولا انا هكمل حياتى ولا انتِ هتكملى حياتك
- ليه يعنى انا مش فاهمة حاجة !
- قولتلك مش هتفهمينى يا عشق بس ده اللى لازم يحصل ، لازم نبقى قرايب و بس ، لازم كل واحد يشوف حياته مش هينفع نفضل مع بعض على طول
- ايه اللى حصل لـ ده و ازاى اساسا هو انت موقف حياتك عشانى او انا موقفة حياتى عشانك ؟
قال بتردد و هو يلعن نفسه و ما يتفوه به :
- بصراحة لورين مش حابة علاقتنا ببعض
- راحت فين وعودك بـ انك مش هتسيبنى و هتفضل جمبى
- احنا هنفضل مع بعض برده يا عشق لما تحتاجينى هتلاقينى
- هتسيبنى يا اسلام عشانها ؟
- احنا قرايب يعنى اكيد هنفضل مع بعض يعنى
تجاهلت ما قاله و تابعت :
- هتبعد عنى عشان هى مش عاجباها علاقتنا ببعض ؟
صمت قليلا قبل ان يقول :
- اه
- ده اختيارك يا اسلام و انت اللى هتستحمل نتيجته ، هتعرف انك مالكش غيرى لما هى تسيبك و هتيجى تقولى اعمل ايه ؟ بس ساعتها ممكن ماتلاقينيش ، دى حياتك و انا مش هقدر اخليك تفضل معايا ! انا عملت اللى عليا و زيادة يا اسلام و حذرتك بدل المرة ألف بس انا اسفة انى مش هقدر اعمل حاجة بعد كدة بما انك قررت اننا نبعد عن بعض
صمتت قليلا قبل ان تقول بألم :
- بحبك ....
لم تستطع منع نفسها من البوح له بحبها و لم تستطع منع بكائها و هى تلفظ اخر كلماتها له ..
- هتوحشنى ....
تابعت بسخرية :
- يا اخويا
قال بصوت يحاول ان يمنع البكاء :
- و انا كمان بحبك و هتوحشينى ...

عِشقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن