٣. تهويدة ما قبل الموت

101 21 26
                                    

الخيارات ورغم توافرها في أغلب المواقف التي مرت بحياة ريڤين فهي مُنحصرة الآن، إما أن تهرب خوفًا أو تشارك في فتح ندوب قديمة لم تعد ترغب بها بعد الآن.

«كيف حالك؟» بالطبع سيدعي وكأن شيئًا لم يكن، للآن.
«ما الذي جاء بك إلى هنا؟» قهقه باستفزاز قبل أن يجيبها
«أحتفل» خطت أقرب إليه قبل أن تهمس بغيظ
«لمَ عدت زاك؟ لا شيء لك هنا لتعود له»
«إنكِ محقة لا شيء في تلك المدينة قد أرغب به على كل حال»
«إذن لمَ عدت؟» اقترب منها بدوره حتى تبين لها ما تحويه عيناه من عواصف ستسحقها بلا رحمة، ابتسم بهدوء قبل أن يستكمل

«كي أحرق كل إنش بها، ولن تغمض لي عين قبل أن أرى رمادها يتناثر أمامي.»

ابتعدت عنه بخطى وئيدة قبل أن توليه ظهرها وتعود حيث كان من المفترض أن تبقي طوال الليل.

«ريڤين» صرخت إيمي ثم حاولت اللحاق بها لكن بعد وهلة فضلت أن تتركها وحدها لبعض الوقت.

أما عنه فلهيب الحقد يحرق مُقلتيه، يعلم أنه لن يعود إلى حيث كان قبل أن يتأكد أنها نالت ما تستحقه.

***

الهمهمات أول ما طرق أذنها لحظة وصولها إلى القاعة الرئيسية بالمدرسة، تشعر بشيء غريب بالهواء، الأجواء غير طبيعية. كأن هناك جلبة غريبة بين الطلاب.
وقعت عيناها الخضراوان عليه، كان يتجه ناحيتها بملامح مُرهقة بعض الشيء لكنها لم تُعيقه عن الابتسام لها
«كيف الحال كول؟»
«أنا بخير ماذا عنك؟»
«بخير»
«ألم تُصادف روزي؟» أومأ بالإيجاب
«إنها بالمرحاض» أومأت كشكر وقبل أن تذهب لرؤية صديقتها أوقفتها قبضته على ذراعها
«لم أكن لأفعل»
«ماذا؟!» قطبت حاجبيها بعدم فهم، بعد تردد دام
طويلًا لم يجد سوى طريقة واحدة لصياغة الأمر

«عثروا على فتاة مقتولة من صفنا هذا الصباح» اقشعر بدنها من تخيل وجود قاتل متسلسل بينهم قتل فتاة مراهقة لم تتعدى السادسة عشر.
«من؟»
«لا أعلم من لك..» لم تسمح له بإكمال حديثه لأنها كانت عصفت نحو المرحاض بالفعل

لاقى أنفها رائحة بشعة قبل أن تدلف إلى المرحاض حتى، وجدت روزي تخرج سريعًا قبل أن تخنقها الرائحة قبل المنظر
«روز، هل حقًا..؟!» 
«أجل، لا تجادليني مجددًا حينما أخبرك أن تلك المرة الأخيرة التي ستريني بها في تلك المدرسة اللعينة المشؤومة»
بدت غاضبة ومتوترة وخائفة في آنٍ واحد لكن بالطبع روزي هي روزي ستدع الغضب يتغلب كي لا يظهر خوفها.

سحبت داڤينا الهواء النقي داخل رئتيها قبل أن تتسحب بهدوء داخل المرحاض، أول مشهد قوبلت به هو الأرضية الدامية، هناك جسد مُستلقى وأسفله تلك البركة المريعة من الدماء لكنها لا ترى سوى نصفه فقط. جميع أعضاء الإدارة منشغلين بالبلوة التي وقعت على عاتقهم والبعض منهم يبكي خوفًا. تسحبت بهدوء أكثر كي لا ينتبه أفراد الإدراة لها أو لفزعها مما قد تراه، ربما.
استجمعت شجاعة كافية لتقترب من زاوية تمكنها من رؤية وجه الجثة.
وهنا كان الأسوء
الفتاة تم تشويه عنقها بآداة حادة خلفت عدة ندوب على بشرتها الذهبية. الوجه كان مألوفًا بشدة لداڤينا، لكن من؟

إحذر إنعكاسك ¦ متوقفة مؤقتًاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن