١٦َ. تميمة الحظ خاصتك.

39 9 9
                                    

«ريڤ» نادى والدها فقاطع صراعها الحاد مع ليليث، دلف إلى الغرفة لتختفي ليليث كليًا من المرآة وتبقى ريڤين حاملة أعمدة الشمع التي أنزلتها سريعًا كي لا يلحظ والدها أنها كانت تحاول كسر هديته.

«لا تغضبي من والدتك ريڤين، أنتِ تعلمين أنها قلقة لا أكثر.» مسد ذراعها بحنان.
«هي من تحاول إثارة المشاكل وتتجنب تصديقي. وكنت أتساءل لمَ أملك مشاكل بالثقة؟! بالتأكيد وراثة.» تنهد والدها بيأس

«تعلمين أن والدتك صارمة بعض الشيء فلم تجد تفسيرًا آخر لوجود المُخدر بجسدك، أعنى حتى أنا لم أفكر باحتمالية أن هناك من يضعه لكِ في القهوة.»

«وها أنت علمت، لمَ هي مُرتابة للغاية؟»
«لأنها تخاف أن يتمكن منكِ الإدمان فتعودين إلى ما كنتِ عليه.» قهقت ريڤين بسخرية

«إدمان؟ إن كنت أعاني من الإدمان فهو إدماني للقهوة أبي، مفهوم أمي عن الإدمان خاطئ أنت تسلك الطريق بنفسك كي تصبح مُدمنًا، أنت ترغب في التعاطي فتفعل، أنا لم أرغب في أي من هذا أبي، لم أرغب به فالإقلاع عنه ليس مُعقدًا للغاية.» أومأ والدها مُتفهمًا وحاول تغيير موضوع الحديث ب

«هيا، ننتظرك للغذاء.» كانت على وشك الإعتراض لولا أنه قاطعها
«ولن أقبل بالرفض، إن لم تأكلي لن آكل أنا أيضًا.» فلم يكن باليد حيلة سوى أن تصاحبه الأسفل.

***

كانت تتصفح هاتفها بملل، أو في الواقع بتربص فهي تراقب صفحة أيان مرة أخرى لكن تلك المرة من حساب مُزيف فهي بالتأكيد حظرته.
إنه حي يرزق يستمتع مع أصدقائه، وهي هنا تعاني بسببه، ليس هو وحده لكنه أكبر سبب.

الحفلات لا تكتمل سوى بدونه ومعارفه تمتد على حدود المدينة، الجميع يهتف حبًا لهذا الشيطان الصغير، لمَ قد يحبه أحدهم بينما هو بهذه البشاعة؟! أجل علمت
لأنه بهذه البشاعة.
الآية انعكست فأصبح الناس يتلذذون برؤية غيرهم يعاني ويكللون كل فرد ساهم في هذه المُعاناة، لهذا السبب هو محبوب للغاية.

أغلقت هاتفها بينما الغضب يأكلها ومعدتها تؤلمها بعدما تناولت الغذاء رغم أنها لم تُكثر من الأكل، لا أحد بالمنزل فوالداها غادرا لزيارة أحدهم وإيلينا نائمة بإرهاق في غرفتها.

أخذت تراقب اللاشيء لعدة لحظات حتى خطر في بالها فكرة ربما تساعدها على الشعور بالتحسن.
نهضت ورفعت مرآتها العتيقة عن الأرض بكامل قوتها، لحسن الحظ ليليث لم تظهر منذ محاولة ريڤين لكسر المرآة
يبدو أنها خافت بحق.

توجهت بمرآتها نحو الأسفل وفتحت باب المنزل ليستقبلها ظلام الساعة العاشرة مساءً وهواء مُلطف يلفح وجهها، رفعت المرآة مرة أخرى بعدما ارتاحت لعدة دقائق.. وأخذت تفكر كيف ستتخلص منها.

ظهر لها رجل متسول من السماء يسير بسلام مُتدبرًا شؤونه الخاصة..
إن كان هذا ما خرج في صنارتها فليكن كذلك.

إحذر إنعكاسك ¦ متوقفة مؤقتًاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن