١٣. أنا الضحية

39 7 1
                                    

أخذت بيد أخيها الأصغر «توم» هو أخاها الغير شقيق للدقة، اقترح والدها بعدما حدث أن يتجول كلاهما معًا ربما تشعر داڤينا أنها أفضل، فحسب أقواله هو ظريف للغاية ويمكنه تغيير مزاجها، في الواقع داڤينا لا تكترث كثيرًا هي فقط انصاعت لرغبته كي لا يزعجها بالأمر من حين لآخر.

«إذن، أين تريد الذهاب توم؟» توقعت إجابات مُتعددة كمدينة الملاهي، محل المُثلجات، حديقة الحيوان، لكنها لم تتوقع
«المكتبة.» عقدت حاجبيها بغرابة لكنها فضلت الصمت بينما تقوده نحو المكتبة

تركته يختار الكتاب الذي يروق له من قسم الأطفال وأرشدته إلى طاولته الممنوع منعًا باتًا الإبتعاد عنها لأي سبب وأخذت تتجول في قسم الروايات، ربما هذا ما سيسبح بها بعيدًا عن الواقع كما قال والدها
إنتقت رواية «العاصفة» ل «ويليام شيكسبير» وأخذت مقعدًا بجانب الصبي، هو يقرأ قصص الأطفال المصورة وهي عالقة بالستينات مع أبطال الرواية.

لم يمر الكثير من الوقت بينما عيناها تتجول بين أسطر الصفحة العاشرة فقط لتُقابل واحدة من أشهر جمل شيكسبير

«الجحيم فارغ وكل الشياطين هنا.»

حتى في عالم الروايات لازلت تجد مُجسمًا من الواقع، أخذت تتأمل تلك الجملة مطولًا
غالبية الجمل التي قابلت داڤينا نصت على عدم وجود الشياطين في مكانها الصحيح، والشياطين بالطبع كناية عن البشر، لكن فلنفترض أن هناك شيطانًا هاربًا من الجحيم بالفعل، كيف نُعيده لها؟

***

كانت تعبث بخصلات شعرها على أمل أن تصلح مظهرها المُريب لكنها حتى لا تعلم ما إن كانت أصلحته أم زادته سوءًا
أمامها تتربع الشقراء المعروفة سابقًا بالهلوسة اللعينة وحاليًا بانعكاس مرآتها المُخيف الذي ليس هلوسة كما ظنته، وهذا لأنه فات يومان وتأثير المُخدر يتراوح بين ١٢ ل ١٤ ساعة فقط.

«هلا ابتعدتِ عن مرآتي؟» أخذت الانعكاس تحدق بها بلا ملامح قبل أن تتنهد بكسل وتتحدث بجفاء

«لا داعي حتى وإن رحلت لازلتِ ستبدين مُثيرة.» عقدت ريڤين حاجبيها بعدم راحة لتستأنف الأخرى بلا اكتراث
«للشفقة.»

تنهدت ريڤين بقلة حيلة وقررت أنها لن تفعل ذلك اليوم وستتركها تُحادث نفسها
«أنتِ متوترة.» لم تستشعر من نبرتها ذرة من الإهتمام فلم تجيبها
«أهذا بسبب عودتك للمدرسة بعد كل ما حدث؟» تلك المرة ارتفع ثغرها ببسمة استهزائية

«وكيف تعلمين ما حدث؟» هزت كتفيها قائلة
«لا أعلم، لكنكِ ستخبرينني.» قهقهت ريڤين بسخرية
«أحقًا؟ ولمَ سأفعل ذلك؟» ظلت من بالانعكاس شاردة بها لوهلات كأنها تقرأها قبل أن تُجيب وكأنه أكثر شيء بديهي في الكون.

«لأنكِ لا تملكين أحدًا سواي ريڤين.»

أزعجتها إجابتها كثيرًا لكنها حافظت على ملامحها الثابتة قبل أن تسخر
«لا تقلقي حينما يفيض بي الكيل سأفضل مُحادثة الجدران.» ثم سحبت حقيبتها عن الأرض تحت قهقهات الأخرى المُستمتعة كما لو أنها لم ترفضها منذ قليل.

إحذر إنعكاسك ¦ متوقفة مؤقتًاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن