المَـنـيـة.

224 60 16
                                    


«أنتظري حتى أدخل الخيول الأسطبل واتى معك لكي ألقي على جدتك السلام.»

«تعالي بعدي، يجب أن أذهب الان.»

تركتها سمية ورفعت جلبابها بكلتا يديها وبدأت تركض بسرعة حتى أن طرحتها أنزلقت من فوق رأسها ولم تعيرها أدنى أهتمام، وعند وصولها وجدت الباب مفتوح مما زاد قلقها.

«جدتي، جدتي أجبيني الان، جدتي أين أنت؟»

كانت تتحدث وهي تصرخ، كان قلبها ينبض أسرع من نبضه الطبيعي بكثير، العرق كان يتدفق من جبينها ويدها بدأت تـرتعش.
بدأت تتفحص الطابق السفلى حيث كانت تمضي الجدة أغلب وقتها، دخلت المطبخ أول شيء ووجدت رأس ثوم تم تقشيرها، وحلة فوق الموقد كان ما بها يحترق وسكين ذو مقبض خشبي تلمع كأنها لم تستخدم من قبل، شكلها أثار دهشة الاخرى لتقرب وجهها منها وتشتمها لتجد أنها لا تحمل رائحة الثوم.

رجفة يدها أزادت لتركض للطابق الأعلى لتدخل أول غرفة ولا تجد بها شيء، لتهرع للٱخرى التي كانت مخصصة للخزين وتلاحظ تغير في أماكن الصناديق حيثوا كانوا مكدسين بشكل لا يسمح لأحدهم بالعبور، لذا هي بدأت تبعدهم وهي تدعو بكل ثناياها أن يخيب الله ظنها، وأن تكون الجدة بخير على الرغم من أنها غير مؤمنة بدين ما ولكنها تعلم أنه يوجد أله عظيم يدير تلك الحياة بكل حب.

وبينما هي تبعد الصناديق تعثرت بشيء ما والذي كان جسد الجدة، تلك السيدة العجوز التي بدأت تشعر نحوها بالألفة والمودة في الٱونة الأخيرة.

بدأت تبكي بهدوء كانت واثقة أنها ماتت ولكن بالرغم من ذلك توجست نبضها وتنفسها، وبينما هي تتوجس نبضها الذي في رقبتها وجدت دماء جامدة ليزداد بكائها وتعلو أصوات شهقاتها، كل شيء أشار لأنها قد قُتلت بالفِعل.

«ما الذي يحدث ه..»
كانت تلك جميلة التي لحقت بها ولم تكمل جملتها من هول ما رأته.

«يجب أن ننادي أحدهم من الخارج.»
كانت جميلة مازالت متمسكة برباطة جأشها لذا خرجت للخارج لتحاول أن تطلب مساعدة أحدهم، ولم يمضي الكثير حتى جاء بعض سكان القرية وأقتحموا الغرفة وتقدمت أحدهم لتبعد العجوز التي كانت بين ذراعي سمية التي كانت تحتضنها وهي تبكي.

«أبتعدي قليلا، قد يكون هناك أمل ما.»
أبعدتها بقوة لتبدأ في توجس نبضها كما فعلت سمية منذ قليل، ولتصدم مما رأت.

«أنها طعنت، لم تتوفى لقد قتلها أحدهم.»
تلك العبارة أدمت فؤاد هاريس، كانت وقعها على مسمعها مؤلم للغاية بالرغم من معرفتها السابقة.

«سأتكفل بتكفينها، أنا فرد من عائلتها.»

نبست سيدة أخرى كانت عجوز وهزيلة ولكن عينيها كانت تشع بالقوة والحكمة، كانت تلك النظرة التي على وجهها مميزة جدا لهاريس حتى في خضم هذا كله، كانت حزينة ولكنها لازالت تبدو قوية بشكل ما.

الثالثْ والعِـشرُون ✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن