الـرِيـف.

269 71 37
                                    

خارج المدينة، في منتصف النهار.

«هل شارفنا على الوصول؟»
تسائلت أيڤلين وهي تتأفأف.

«كلا، ليس بعد.»
كانت تلك أجابة محمد الهادئ للمرة الألف على ذات السؤال.

«لما الجمل بطيء هكذا، ألا يستطيع أن يركض؟»
كانت تلك التي تحاول فتح حوار بينها وبين ذلك الفتى التي وجدته جذاب وذو شخصية لطيفة بأي طريقة، قهقه الأخر وهز رأسه لكلتا الجانبين.

«الجمال لا تركض يا سمية، أأول مرة تركبين جمل؟»

ليست أول مرة ولكنه بطيء حقا والجو حر ومتعب.»

«قليلا بعد وسنصل يكفى تذمر.»

ساد الصمت بينهما قليلاً، فَـبينما كان الفتى مركز على الطريق، كانت هاريس تطلع في وجهه وتتغزل به سراً، مع أبتسامة بلهاء على محياها، حتى أنه لاحظ الأمر.

«لما أنت مبتسمة؟»
حول وجهه نحوها بينما يسألها.

«لأنني سعيدة.»
نبست بذات الأبتسامة البلهاء.

«هل لأنك ستذهبين الي جدتك؟»
تحدث وهو يحاول تخمين سبب أبتسامتها التي شقت وجهها.

«أصَبت.»
«لابد أنكِ أشتقت لها.»
«أجل، لقد أشتقت لها كثيراً.»
«حتى أنا أشتقت لها أتمنى أن تتعافى قريبا.»
«وأنا أيضا أتمنى أن تتعافى.»

بينما كان الجمال تسير كان يتفقد حالها من وقتٍ لٱخر وكلما تفقدها وجدها لازالت مبتسمة ببلاهة.
«ألم يؤلمك فكك من كثرة الأبتسام؟»

«على الأطلاق، أتعلم يا محمد أشعر أن اليوم مميز حقا أشعر أن السعادة تغمرني بشكل غريب.»
تحدثت وهي تتأمل في وجهه المنحوت، وملامحه الحادة من عينيه إلي أنفه المرتفع وذقنه المدبب

«ليجعل الله كل أيامك هناء وسعادة.»
«وأنت أيضا.»

نبست بها وساد الصمت مجددا حتى وصلوا لوجهتهم، أناخ الفتى الجملين ومن ثم نزلت هاريس من على الجمل، وحملت أشيائها وتوجههت مع محمد نحو منزل الجدة.
طرقوا الباب ولم يحصلوا على رد لذا طرقوا الباب مجدداً وفي تلك المرة فتحت لهم سيدة في منتصف العمر.
"السلام عليكم، الحمدلله أنكم أتيتم سريعا أن جدتكم مريضة للغاية."
تحدثت تلك السيدة وسمحت لهم بالخول للداخل، ليركض محمد للداخل نحو الجدة التي كانت طريحة في الفراش.

«وعليكم السلام، منذ متى وهي مريضة؟ وهل أخذت دواء؟»
نبست هاريس بهدوء لتحاول معرفة حال تلك العجوز.

«منذ أمس، لم أعطيها دواء ولكنني أعطيتيها حساء خضروات.»

«شكراً لكِ،
سأتولى أمرها الٱن.»
أبتسمت تلك السيدة وربتت على كتفها.

الثالثْ والعِـشرُون ✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن