رمي الأذن.

368 70 68
                                    

«جيد ثريا، أنقليني للمنزل الٱن.»
أبتسمت بوسعٍ والحماس كان يغمر عيناها.

«ما اللذي تخططين لفعله؟ حماسك المفاجئ ذلك لا يريحني.»

«لن أفعل شيء، على الأقل للٱن.»
تحدثت بهدوء وهي تقلب الأسورة في يديها.

«رباه، أنتِ متقلبة أكثر من الجو.»
أخذت تهز رأسها للجانبين بتعجب.

«يجب أن تكونِ شاكرة لتقلبي فلولاه كنتَ لازالت غاضبة للٱن، إذاً أنقليني هيا للمنزل قبل أن أغير رأي.»

«سأنقلك عند مدخل الحارة؛ لكي لا يبدو الأمر مُـريباً، إن منزل تِلك السيدة هو ثالث واحد على يدكِ اليمنىٰ.»

«حسنًـا فهمت.»

سحبتَ بيضاء الشعر يد الأصغرَ وأخذت تُـتَمتم  عدة غير مفهومة وهم مغمضين الأعين.

«ألن نصل؟»
تأفأفأت العجوز من أسئلة هاريس الكثيرة، لتُجيبها بنفاذ صبر.

«ليس بعد، كفى كلام إيڤيلين، إذا ظللتِ تثرثرين قد أخطأ في تحديد مكان الحارة، وقد نعلق ههنا في اللامكان للأبد.»
صمتت الٱخرى بخوف بعض الشيء، وبعد عشر دقائق تقريباً، كانا في زقاق مظلم لا يوجد بهِ أحد.

«لقد وصلنا.»
همست ثريا لها لتفتحَ بعدها عيونها.

«لقد خُـفت حقاً.»

قهقهت العجوز بعدها بضحكتها البطيئة المتقطعة تِلك، بسبب خوف الفتاة من كذبتها الصغيرة.

«أنظرِ، المنزل هو ثالث واحد على يدكِ اليمنىٰ، لا تنسي.»
أومأت لها الٱخرى وشدت على غطاء شعرها، ومن ثم أرتجلت نحو مدخل الحارة.

كان مدخل الحارة عبارة عن قوس حجري يَصل بين المنازل التى في اليمين والمنازل التي في اليسار.
وتِلك الأبنية كانت مبنية من حجارة صفراء اللون ومكونة من طابقين أو ثلاثة بما في ذلك الطابق السفلي.
وكان الدور السفلي به مداخل على شكل أقواس وبعضها كان يستخدم كمحلات والبعض الٱخر كان يعد مدخل المنزل.
أكملت هاريس مسيرتها حتى وصلت لثالث منزل، وبعدها دلفت من الباب الذي كان موارب، وبعدما دخلت وجدت سجاد بسيط مفروش وبعض الوسائد التي كانت في الأرض للجلوس عليها.
وكانت الجدران لونها أبيض وبها نقشات زرقاء وفي المنتصف كان هناك خِـوان -ما يؤكل عليه- وفوقه أبريق شاي نحاسي،
لم يطل تأملها للمكان لأن أمرأة ذو شعر بني يتخلله بعض الشُعيرات البيضاء، قَد جائت من الداخل وهي تحمل مغرفة خشبية في أحدى يداها وأحتضنتها بقوة ومن ثم نبست.

«ما كل هذا النور، لقد زارتنا الشمس، ما كل تِلك الغيبة يا سُـمية؟ هل نسيتِ أمك؟ لقد أشتقت لكِ كثيراً.»

أخذت تلك المرأة التي تقريباً في ٱواخر عقدها الرابع بالترحيب بسمية بحرارة، والٱخرى خمنت أنها والدتها لتشابه الملامح بينهما لذا قامت بمجارتها، وربتت على كتفها بودٍ وبادلتها العناق.

الثالثْ والعِـشرُون ✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن