الفصل الرابِع

186 42 13
                                    

بِعُنف نفضتُ يداي من كفّهِ و توقفتُ عن السير، رتبتُ خصلات شَعري التي صارت في حالةِ فوضى ثم عبّرتُ عن انزعاجي من الذي مازَال يُقابلني بظَهرِه:
- ما كان ذلِك التصرف هيون! لماذا خاطَبت الرجل بتِلك الطريقة الفضّة؟ لم تسمَح لي حتى بفهمِ ما كان يَقولُه

لم يُعطني جَوابا لعِدّة ثوانٍ ثم إستَدار نَحوي و على وجهِه إبتسَامتُه المرِحة المُعتَادة و قال:
- ما هذا! هذا بدَل شُكري على انقاذِك من مُتحرِش قذر! كما أنّه من الواضِح أن كلاَمه مُجرّد هُراء، كيفَ يُمكن أن يَكون هذا المكان منزِلك؟! أنتِ لستِ بهذا الغباء أليسَ كذلك؟

"ماذا عن عملِنا؟ لقد سَحبتَني من هُناك قبل أن يتسنّى لنا فهم ما يَحصل"

لمعَت عَيناه و توسّعت إبتِسامتُه ثم بعثَر شعري بينما يقول بسَعادة:
- ما هذا! أرى أنكِ أصبحتِ متَحمسَة للعمل فجأة، هل صار لديّ منافس الآن؟

"منافِس ماذا! ألسنا فرِيقا واحِدا هُنا؟ كما أنني لستُ مُتحمسة إنّما أتعجب من برودِك المُفاجئ بعد أن كنتَ تأبى التزَحزح"

أبعَدتُ يده عن شعري فلفَّها حول كتِفاي و هَتف بمَرح:
- أنا أمزَح معكِ أيتُها المُملة.. على أيّ حال لا شيء مثِير في ولادَة إمرأة، النِساء يلِدن كل يوم

لا أعرِف إن كان هيون يتَصرف بغرابة فِعلا أم أنني فقط أتوهّم..

أيقضَني من شرُودي عِندما خطِف الكامِيرا التي كانت حول عُنقي و طلَب رُؤية الصور و مقَاطع الفيديو التي قُمتُ بتَصويرها و هاهو صوتُ صُراخه المزعِج يكاد يصمُّ أُذُناي

"بربكِ هيمي! هل هذِه صور تم إلتقاطها من طرفِ صُحفي!! حتى من لم يَلمِس كاميرا في حياته سيَقوم بعمل أفضَل.. ألم نتعلّم طريقة التصوير الصَحيحة عِندما كنا في كليّة الصحافة؟ لم أنتِ بهذا السُوء؟"

لم أجِبه و لم أقم بأي ردَّة فِعل، فقط هَززتُ كتِفاي بعدم مُبالاة، أليس هو من أصرّ على إحضاري إلى هذا المَكان المعزول! إذا فليتَحمل مسؤولية طيشِه

لم يتَوقف هيون عن توبِيخي بينما نَتمشى عائدين إلى القريَة بعد أن ابتَعدنا عَنها قليلا لكنني لم أعِره أيّ إهتِمام و اكتفيتُ بجَمع باقة من الزهور التي كانَت تنبتُ على طَرفي الطريق

"هيمي هل تسمعِينَني؟"

لم هو مزعِج جدا؟ أليس من الواضِح أن لا رَغبة لديّ في خوضِ أي حوار مَعه؟ لأنني إن فَعلت سوف أصرُخ في وجهِه و أوبخه حتى يُشفى غليلي.. لقد نسي أنّه السبب في كل هذا

رفعتُ رأسي عن الزهور و كنت سأطلبُ منه التوقّف عن الكلام، لكن عيناي رصَدتا شخصا مؤلوفاً لهُما

رسمتُ إبتِسامة مُزيفة على وجهي و مَددت باقة الزهور نحو هيون و قلت:
- اعتَبرها اعتذارا لا تستحِقُه، أو رشوة لتعفيني من محاضَرتك المُزعجة و التي لستُ بحاجة إليها

00:00 || صرخة ذِئبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن