الفصل السادِس

180 45 16
                                    

أركُض وسَط الغابَة قُرب الشَلال، تُحيط بي الأزهار المُلونة من كل إتجاه، أشعُر بسعادة شديدة دون سبب مَعلوم، انحنيتُ لأقطِف وردة حمراء بدت في غاية الجمال و فجأة صوت نادى خلفي
"هيمي! إياك أن تلمسي تلك الورود إنه فخ"

إلتفتتُ أبحثُ عن مصدرِ الصوت فلم أعثُر على أحد، عُدتُ لأنظُر جِهة الشلال ليتبايَن لي ظل إمرأة و كأنمَا إجتمع جمَالُ العالم بأسره ليتجلى في وجهها، بيضاء ناصعة، ذات شعر شديد السوادِ و عيون حوْراء، أنف حاد لطيف و شِفاه رقيقة مرسومة بدقّة، ترتدي ثوب أبيض يبرز قوامها الرشيق و تقف قرب الشلال بينما تنظر لي.. بحزن

خطوتُ خطوة نحوها فرفعَت يدها تثنيني عن التقدُم و صرخت:
- لا، لا تقتربي هيمي! غادري هذا المكان هيمي، أهربي و لا تعودي أبدا

دوى صوتُ عواء فنزَلت دمعةٌ من عينيها و إختفت وسط الشلال، فإقتربتُ أناديها

"أيتُها السيدة! عودي إلى هنا و أخبرِيني ماذا تقصدِين"

"أيتُها السيدة!..."

"هيمي! إستيقضي"

صدَر صوتُ روزا في الأرجاء لأفتَح عينايَ فزِعة و أنظُر حولي، إنني في غرفتي و في سريري نائمة.. لقد كان حُلما

نظرتُ نحو روزا فإبتسمت قائلة:
- هل راودكِ كابوس؟ لقد كنتِ تصرخين أثناء نومك!

عُدتُ لأستلقي في فراشي و أجبتها:
- لقد كان حلما غريبا

أنا لم أعتَد بعد على مُشاركة الغُرفة مع شخصٍ آخر، لذلك مازلتُ أتعجّب كلما رأيتُها حولي مع أنها غرفتها و لذلِك صرتُ قليلة النوم و إن نمتُ أحلم بالكوابيس

نظرتُ نحو الفراغ قليلا ثم سألتُ روزا سؤالا كان يخطر على بالي مُنذ مجيئي:
- روزا أريد أن أسألكِ عن شخص من سكانِ قريتكم قد لفت إنتباهي مُنذ مجيئي

هزّت روزا رأسها تحُثني على المواصلة فقُلت:
- إنه شاب أسمر البشرة، أسود الشعر و ذو عينين فضيتين

قطبت حاجبيها و هتفت مُباشرة:
- تقصدين كاي؟ ما بِه؟ هل تعرّض لكِ؟

رمشتُ مرتين بسبَب إنفعالِها المفاجِئ و قلت:
- كلا، لقد قام بإنقاذي مرة من هجوم أفعى سامة و عندما ذهبتُ لشُكره تصرف معي ببرود، سألتكِ لأن كل سكان القرية لُطفاء لكنه لا يبدو كذلِك

إبتسمت روزا بعد أن خلدت إلى فراشِها و قالت:
- بل على العكس، إنه شاب طيب لكنه خجول بعض الشيء و لا يُحب الإختِلاط بالناس، يعيشُ وحيدا في آخِر القرية منذُ وفاة عمته و يعمل بجد طوال الوقت

شرَدت قليلا نحو السَقف دون أن تُمحى الإبتسامة من على وجهها و أضافت:
- هل تعلمين؟ معظم فتيات القرية واقعات في حبه لكنه لا يُلقي بالا لأيّ منهنّ، لقد شهدتُ بنفسي إعتِراف عدد من صديقاتي له منذ قدومِه إلى القرية لكنه قام برفضِهنّ جميعا

00:00 || صرخة ذِئبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن