الفصل الخامس

179 43 12
                                    

شيء غرِيب يَحدُث في هذِه القَرية، لا شَيء يَبدو طبِيعيا بِداية من جَمال الفتَيات الفائِق وصُولا لما حَدث أمَام عينايَ قبل قلِيل، ما الذي كانُوا يفعَلونَه بِفتاة لم يَمضي سِوى بضع ساعات على وِلادتها؟

العُمدة أيضا كانَ هُناك يُشارِك في تِلك الأحداث الغرِيبة مما يَجعلني غَير مُرتاحة بالنوم في بَيته

عواء الذِئاب لم يَهدأ هذِه الليلة، ألِأنَّ القمَر بدر؟
كلاَّ تِلك مجرّد أساطِير و خُرافات، يَبدو أن بقائِي مع هيُون جعَل أفكارَه الغرِيبة تنتقِل إلى رأسي

وضَعت وِسادةً على رأسي و أغمَضتُ عينايَ أحَاول النوم لكن سُرعان ما تعالى صوتُ صِياح الديُوك في الأرجاء، هدأ العُواء، غادَر القمر و أشرقَت الشمس مُعلنة عن نِهاية ليلةٍ عصيبَة

طُرق باب الغُرفة التي صِرت وحِيدة بها بعد مُغادرة روزا فخَرجت ألبي ندَاء هيون، وقف كِلانا أمام المحرر لي ليبدأ هذا الأخير بتَوبيخِنا:

- يومَان كامِلان مرَّا على وصُولِنا لهذِه القرية لكِن لم أرَى أيَّ تَقدم في التَحقيق، ما الذي كنتُما تفعلانِه؟ أيْن الحِوار الذي أجريتُماه معَ القرَويين؟ أينَ الصُور؟ أنتُما لم تقُوما بتَجهيزِه حتى الآن! هل هكَذا ستَعملان مَعي؟

نَظر نحو هيون و واصَل:
- ماذا عَنك؟ لقد كُنت تَشتعِل حَماسا قبل مجِيئنا فما الذي حَصل؟ هل أصابَتكَ عدِيمة الفائِدة هذه بالعَدوى؟

أخفَض هيون رأسَه و قال بِحزم:
- نَحن فقط كُنا بِحاجة لبَعض الوقتِ كي نَعتاد على المَكان لكِنَّنا سَنعمل بِجد أكبَر سيِّدي

تنهَّد المُحرر لي و هزَّ رأسَه يُوافق على مَنحنا فُرصة أُخرى ثم نظَر نحوي لأُخفِض يَدي التي كُنت أُغطي بها فَمي بَينما أتثاءَب لكِن الأوَان كان قد فَات فقد رآني أفتَحُ فمِي على وسعِه، فكشَّر عن أسنانِه بعصبيّة ثم خرَج مُهروِلا

ما خطبُه؟ هل توقَّع أن أتَوسلَه أو ماذا؟ كل كلامِه لا يعنِيني

جرَّني هيون خلفَه لنَبدأ بطَرح أسئِلة مُختلفة بخصوصِ جرائِم قتلِ الفَتيات على كلِّ من يعتَرض طرِيقَنا لكنّ الناس هُنا بدوا كأنّهم يتَجنبُوننَا و حتى ردُودِهم مُقتَضبة جدا و مُبهمة

"لا فائِدة من هذا، يَبدو أنهُم لن يُعطونا أيّ جَواب، إنّهم يَنظرُون إلينا كمخلُوقات فضائِيَّة"

قُلت بِملل فتَجاهلنِي هيون و أشَار نحو مجمُوعة النِسوة اللاتي يَقُمن بتَجفيف السَمك قائِلا:
- لنَسأل أولائِك النِسوة إنهنَّ كبِيرات في السن و بالتَأكيد يَعرِفن شيئًا

نظَرت لهنَّ ثم أردَفت:
- لقَد سألتُ إثنَتين منهنَّ أمس عن الحادِثة الأخِيرة لكِنَّ أجوبَتهُما كانَت بأنَهُما لم يَسمعا عَنها البتَّة

00:00 || صرخة ذِئبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن