الفصل السابِع

454 57 51
                                    

"لقد أخبرتُكِ أننا هنا للعمل لكنكِ لا تنفكِين تعصِين أوامري و تُمضين وقتَكِ في اللهو، و هذِه هي النتِيجة، من سيتَحمل عواقِب ما حلَّ بِك الآن؟ كيفَ سنتجاوز هذِه المُصيبة؟"

تذمّر المُحرِر لي للمرّة الألف بينما يسِير جيئةً و ذهابا أمامها لكنّها بالكاد تستمِعُ إليه و كلّ تركِيزها مع المرآة أمامها، كيفَ ليَد إنسان أن تُحدِث مثل هذا الجُرح

"هل أنتِ مُتأكِدة أن ذِئبا هو ما هاجَمك؟"

و للمرّة الخامِسة سألها العمدة لترد عليه أخيرا بإنفعال:
- و هل تظُن أنني أكذِب، لقد أخبرتُكم أنني كنتُ أمارِس الرياضةَ في الغابَة و إذا بذِئب أسود قامَ بمُهاجمتي

"خدشَ وجهكِ و هرب؟ بهذِه البساطة؟!"

تساءل العُمدة بشك لتنظُر إليه بِطرف عينها فتنهّد و أضاف بِكل ثِقة:
- لا أقصِد التشكيك بِكلامِك يا ابنتي و لكِن... الذِئاب هُنا لا تُهاجم البشر مُطلقا، رُبما أخطأتِ في تمييز الحيوان

لم يتلقى مِنها أي جواب فخَرج و لحِقه المُحرر لي مُتذمِرا، عِندها فقط خرج ذلِك المُنزوي في رُكن الغُرفة عن سكُونِه و إقترب مِنها

جَلس بِجانِبها على السرير و أبعد المرآة من يَدِها لتستفيق من شرُودِها و تنظُر إليه

مسَح على خدِها من فوق الضِمادة ثم قال:
- الأمرُ ليس بذلِك السوء، يُمكِنك التخلص من الندب بعمليّة تجميليّةٍ بسيطة عندما نعود إلى المدينة

حرّكت رأسَها تُبعِد يده و قالت:
- الوقتُ ليس مناسِبا لسُخريتِك هيون، لقد شوّه ذئب وجهي

إبتسم هيون بجانبيّة ثم رد عليها:
- توقفِ عن الكذِب، ليسَ هُناك غيرُنا هنا، لقد سمِعت العمدة منذ قليل، الذئاب لا تُهاجِم البشر، أخبريني الحقيقَة هيمي

قطبت حاجبيها و وقفت من مجلِسها لتصرخ بإنفعال:
- و ما أدراك أنت؟ كيفَ لكَ أن تُصدِق رجُلا غريباً؟ ما أدراكَ بطِباع الذِئاب و هي أكثرُ المخلوقاتِ خطورة و غدرًا، لماذا لا أحدَ يُصدِقني؟

"حسنا إهدئي، خُذِ قِسطا من الراحة الآن و إن قررتي البوح فكُلي آذان صاغِية"

ربّت عل كتِفها ثم خرَج من الغُرفة

نظرت في المِرآة مرة أخِيرة قبل أن تُلقي بِها على الأرض و تتحطم، عادت لتستلقي فوق سريرها و شرَدت في السقف، ما حدث لا يغيبُ عن ذِهنِها و لا تجِد لهُ تفسيرًا، لماذا كذَبت على الجَميع؟ هي أيضا لا تعرِف.
أغمضت عينيها و سافرت لعالم الأحلام






تِلك السيدة الفاتِنة ذاتُها، بفُستانِها الأبيض و شعرِها الأسود الطويل، تقطِف الزهزر قُرب الشلال و الفراشات البيضاء ترفرِف حولَها كزهرةٍ فواحة، صوت خرير المياه و زقزقة العصافير جعل المشهد ساحِر و فجأة.. إكفهَرَّ وجهُ السماء و سقطت كلُّ الفراشات ميّتة

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jun 05, 2021 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

00:00 || صرخة ذِئبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن