ها هو اليوم الجديد اليوم الذي كنت أقول في الأمس بأنه اليوم الذي سيغير كل شيء ولكنه يشبه الأمس واليوم الذي قبله أيضاً لا شيء سيتغير اهلي سيبقون نفسهم وسيبقى فكرهم ولن يتغير فيهم شيء وحتى أنا لن اتغير أبداً.
خرجت من غرفتي عند العاشرة صباحاً لا أملك وظيفة على الأقل لا أملك وظيفة داخل وطني حاولت كثيراً أن اقنع اهلي واجعلهم يوافقون على هجرتي إلى ألمانيا ربما أو هولندا ولكنهم رفضوا ذلك،
قبل سنة كنت أعمل في معمل الاسمنت في محافظة السليمانية ولكن خلال أحد الأشهر التي كنت أخذ فيها استراحتي ذهبت لكي أمارس هوايتي الحقيقية ذهب لالعب كرة القدم ولكن للأسف تعرضت لاصابة في الكتف منعتني من العمل وتم طردي من المعمل مباشرةً وهذا ما ازعج عائلتي فأنا لا اجني المال ولكني اصرفه على الملعب ولشراء أغراض الاركيلة أحاول أن اغير من نفسي ولكن عائلتي لا تساعد في ذلك
فيصل
صباح الخير
أمي
الوالدة
صباح النور حبيبي
فيصل
أمي أحتاج إلى مساعدتك في أمر مهم
الوالدة
خير يا ابني
فيصل
أنت تعرفين بشأن حبيبتي وهي تسكن في مخيم شاريا يعني ليست بعيدة
الوالدة
أي
فيصل
لقد طلبت مني أن أذهب لرؤيتها وأنتِ أيضاً تعلمين بأني ذهبت إليها مرتين أنا وجمال بسيارة جمال وأريد أن أذهب إليها بسيارتنا ولكن والدي سيرفض فأريد منكِ أن تقنعيه
الوالدة
سوف أحاول
عندما دخل والدي إلى المطبخ أنا خرجت وبقيت على الباب أستمع إلى حديثهم
أنه يكرهني ولن يقبل أن أدخل السيارة إلى الكراج فكيف سيسمح لي بأخذها إلى مخيم شاريا
الوالد
ماذا قلتي؟
الوالدة
فيصل عنده شغل بمخيم شاريا يريد أن يذهب إلى هناك بالسيارة
الوالد
فيصل نفسه الذي يأكل ويشرب دون أن يشتغل أليس كذلك؟ أم أنه فيصل آخر
الوالدة
ولكنه لا يستطيع أن يعمل
الوالد
ومن طلب منه أن يذهب إلى الملعب تم ينهي مستقبله كله
لا تفتحي الموضوع مرة ثانية على الأقل ليس على طاولة الطعام لأنه يتير اشمئزازي
لن يتغيروا أبداً و والدتي هي الشخص الوحيد الذي يملك إنسانية ومتفهم أما البقية فهم لا شيء ولكن لا أستطيع أن اتحمل أكثر إلى متى سيعاملونني بهذا الشكل وإلى متى سأطلب من جمال أن يأخذني إلى هناك ونحن نملك سيارة آخر موديل
لقد خرجت من المنزل لاتمشى قليلاً ولكن أثناء السير أحمد اتصل بيَّ قال بأن والده سقط وربما إصابه نزيف داخلي طلب مني أن أذهب بسيارتنا لنقله إلى المستشفى لأن جمال كان قد ذهب إلى منزل عمه في شيخان منذ أسبوع ولكن لا شيء بيدي
اعتذرت منه وقلت سيارتنا ليست في البيت لأن
والدي أيضاً فجأة شعر بالدوار واخذه اخي إلى مستشفى أزادي في دهوك
أغلقت الهاتف وذهبت أفكر بأنه لا نفع من وجودي فوالدي كما قال أنا لا اجني المال فقط أكل واشرب دون أن أعمل
وحبيبتي كوثر طلبت أن أذهب إلى رؤيتها ولكن مهلاً ماذا لو تزوجت في الغد كيف سأعيش زوجتي واطفالي دون أن أذهب إلى ألمانيا لاجراء العملية وأيضاً أهلي لا يعترفون بي
علينا أن نكون اقوياء أمام كل ما يواجهنا ولكن ليس أن نتحمل أكثر من قدرتنا
كنت أتمنى أن نتزوج ويكون لدينا أطفال يحملون اسمي ولكني لا أستطيع أن أتحمل وأن اصبر أكثر
عيشي حياتكِ ولا تتركي غيابي يؤثر عليكِ
وداعاً........
ارسلتها إلى كوثر
ومن ثم رميت بنفسي إلى الشارع
لقد مات فيصل بعد يومين
ولكن معاناته لازالت مستمرة فغيره الكثير قد انتحر بسبب اهمال أهله ومنهم من انتحر بسبب منعهم من فعل ما يحبون كهواية مثلاً أو الزواج من من يحبون
