للتو رجعت من المدرسة
أخذت درساً عن كيفية الغناء
الغناء كانت الهواية التي اعشقها كثيراً وأكثر من دراستي ولكنه كان حلماً صعب المنال لأنني أعيش في مجتمعٍ مرَّ مجتمعٍ لا يرحب بفتاةٍ تغني بفتاةٍ تقود السيارة بالمختصر كنت أعيش في مجتمعٍ ينبذ المرأة
ولكن بعد ما حدث في الموصل سنة 2014 والغزو الذي قاده جماعة رسول الله على المحافظات السنية اجبرت مجتمعي على تقبل فكرة أن المرأة نصف المجتمع
لم يتقبلوها حقاً ولكن بعد أن قامت عصابات داعش بسبي النساء اعطوا للمرأة القليل من حرياتها وحقوقها من باب الشفقة وأنا قمت باستغلال ذلك لأجل موهبتي
في سنة 2015 قاموا بفتح برنامج غنائي في مخيم شاريا
اخي قرر المشاركة فيه دون اخباري، ما أن عرفت بأمر البرنامج حتى ذهبت لأخبر اخي بأني ساذهب معه في البداية رفض ذلك فبكيت كثيراً حتى قرر أخيراً اصطحابي معه كنت متأكدة من أنهم سيختاروني فأنا أملك موهبة الغناء فطرية ولم تكن مكتسبة ولكن واجهتنا عقبة أخرى لأننا وصلنا في وقت متأخر قالوا بأنه لم يعد بحقنا المشاركة لأنه قد شارك بالفعل العدد المطلوب
بعد أن حاولت كثيراً قرر أحد المدربين أن أقوم له ببروفة على الغناء قرر أن يعطي لي فرصة غنيت له وعرف بأني فنانة بحق لذلك اختارني لممشاركة في البرنامج قائلاً ستشاريكن حتى وأن لم يقبل أحد
فدخلت البرنامج وفزت بالمركز الأول
اهملت الدراسة في نفس السنة لأجل موهبتي فأصبحت رويداً رويدا اشتهر بين أبناء مجتمعي وبعد ذلك بسنتين تركت الدراسة لكي أتابع موهبة الغناء وصلت لدرجة التي كان كل الفنانين المعروفين في مجتمعي يطلبون مني مشاركتهم في الغناء وصلت لمرحلة التي لم اتخيلها يوماً وتحققت الكثير من الأحلام التي كنت أحلم بها وربما أكثر مما كنت أحلم
بعد فترة دخلت موهبتي في خطر وحتى الشفقة التي قاموا بأعطاها للمرأة أصبحت تتلاشى وبدأ النقد يصل لي والكلمات التي كانت كافية لأجل أن اترك موهبتي خوفاً على سمعتي وسمعة العائلة
تركت دراستي لأجل الفن وها أنا اترك الفن أيضاً بسبب جهل مجتمعي تركت الساحة لهم لكي يتابعوا الغرباء ويرفعونهم إلى القمة
