اقتباس من نوڨيلا العيد 🔥🔥🔥❤️❤️❤️
- الحـــــــقـــــــونـــي!!!!!
كانت صرخة قوية جلجلت جميع من بالشارع ولكن هيهات ان يلحق احد بالسارق ، ركض بعض الشباب خلفه و بقت هى تندب حظها و تبكي بقوة و حولها بعض النساء يواسونها..
- معلش يا بنتى ، اهم حاجة ان انتِ سليمة و بخير
- الفلوس بتروح و تيجي يا حبيبتي أهم حاجة البني آدمظلت تستمع لذلك الكلام المعتاد و كل ما ببالها هو ذلك المبلغ الذي حصلت عليه من عملها بعد عذاب و مشقة فقد ذهب هباءً ، بكت اكثر وهي تتذكر انها لن تستطيع أن تجلب لوالدتها العلاج فضربت وجنتيها وهى تصرخ ، ملّ بعض الناس و رحلوا و تبقى معها سيدتان اجلسوها فوق إحدى الأرصفة و جلبوا لها زجاجة مياه لتهدأ قليلاً ، انتظرت حتى عاد الشباب ولكن كما توقعت لم يلحقوا بذلك اللعين فحبست دموعها بأعينها و شكرتهم بضعف ثم بدأت تسير بشرود وهى تفكر ماذا سيحدث لها و لوالدتها فقاطعها صوت سيارة أجرة تقف أمامها لتعيق تحركها..
- تعالى يا بنتى اركبى ، انتى شكل مشوارك طويل
أجابت بوهن و دموعها تتغلغل من أعينها..
-لا يا حج تسلم ، انا اتسرقت مش هلاقي فلوس ادفعلك
ابتسم وهو يجيب بحنان..
- خير ان شاء الله ، متقلقيش انا كنت حاضر اللى حصلك و روحت اجيب التاكسي من الجراش و جيت الحمدلله لحقتك
ابتسمت بمجاملة ثم صعدت بتردد فالبفعل هى تسكن بعيداً عن تلك المنطقة بكثير و لن تستطيع أن تسير كل تلك المسافة ، حمدت الله و بدأت تنتبه لذلك الرجل البشوش الذى يحاول ان يحادثها كى يخفف عنها..
-وانتِ بقا بتشتغلي ايه؟
- انا شغالة محاسبة فى مصنع نور للملابس
- اه بس ده بعيد عن هنا ، كنتِ بتعملي ايه هنا
أجابت بحزن و هى تسند رأسها على زجاج السيارة..
- كنت بنضف بيت المديرة عشان ترضى تدينى السلفة بتاعت علاج أمى ، لكن حصل اللى حصل ، الحمدلله على كل شئ-لا حول ولا قوة الا بالله ، انتِ محتاجة كام طيب
امتعض وجهها بسرعة و تجمعت دموع عزة النفس بأعينها فنظرت له بقوة و كبرياء وهى تجيب:
- على فكرة انا مش شحاتة ، مش عايزة صدقة من حد
اجابها بوجه بشوش وهو يبتسم بهدوء:
- خلاص متزعليش نفسك ، حطى الحزام بقا عشان داخلين على لجنة
اومأت بهدوء و دموعها تهبط مرة أخرى ، لا تستطيع السيطرة عليها فزفرت بقوة وهى تضع حزام الأمان و تستند برأسها على زجاج السيارة..
- رخصك و بطايقكم!
تحدث السائق بنبرة خلوقة وهو يبحث عن بطاقته الشخصية :
-معلش يا ابني شنطتها لسة مسروقة و كان فيها كل ورقها و حاجتها
أجاب بسخرية وهو يتأمل تلك التى تغمض أعينها بإرتخاء و تستند برأسها على زجاج السيارة :
- لا والله ، ولا عليها حاجة و خايفين تتمسك
جحظت بأعينها ثم نظرت له بسرعة و غضب فوجدت أعين حادة مصوبة بإتجاهها ، لا تعلم لما اقشعر بدنها من نظرات الصقر خاصته فهى تشعر انها مخنوقة الآن و متلجم لسانها ، حاولت الحديث اكثر من مرة لكن لسانها منعقد تماماً تحت تأثير نظراته المثلجة ، فاقت من شرودها على اشارته لها بيده وهو يتحدث بتعالي..
- انزليلى يختي ، خدوها
شهقت بعنف وهي تشعر بذلك العسكري يفتح باب سيارة الأجرة و يجذبها بعنف ليتحرك بها إلى سيارة الشرطة تحت نظراتها المذهولة..تحدثت بغضب وهي تتملص من بين يديه :
- وسع ايدك ، هو ايه الهبل اللي بيحصل ده ، انا اتسرقت بيقولك ، هو انتي تمسكوا المسروقة و تسيبوا اللي سارقهاتحدث السائق بخوف و خشية من ذلك الضابط الذى يتابع الحوار بنظرة غامضة:
- يا باشا والله بطاقتها اتسرقت و كل حاجتها اتسرقت ، ده احنا حتى كنا رايحين نعمل محضر ، صح يا بنتي؟
أجابت بعناد وهي تعدل ملابسها و تقف بجانب باب سيارة الأجرة مرة أخرى :
- لا مش صح يا عم الحج ، انت كنت هتوصلنى بيتي ، ما انا و انت عارفين اللي بيتسرق في البلد دي يبقا خلاص ينسى حاجته ، محدش بيجيب حاجته
ابتسم الضابط بشر وهو يقترب منها ليقف أمامها و آآ..تفاعل جامد بقا عشان تنزل كاملة 💃🏻❤️🔥🔥🔥
أنت تقرأ
إشارة مرور.. بقلم/ ملك مصطفى
Romansaتوجد بالحياة صدف كثيرة ، لكن هذه الصدفة تختلف تماماً عن سابقتها ، فهل ستكون هذه الصدفة بـ إشارة مرور؟