البارت 2 🚦

3K 116 14
                                    

البارت 2
بالمصنع..

عادت لعملها وهي تشعر بالرهبة الشديدة تتملكها فهي تعلم ربة عملها عندما يخبرها نجلها انها هي من تسببت بإتساخ قميصه ستطردها لا محالة ، ظلت تلقى عليه نظراتها بين الحين و الآخر لتطمئن من عدم ذهابه لمكتب والدته ليخبرها بما فعلته ولكن بلحظة تغير كل شئ ، وجدته يصعد الدرج المعدني للطابق العلوي المخصص لمكتب والدته فقط فكادت ان تضرب وجنتيها من الخوف لكنها ركضت خلفه بسرعة..
صرخت بأسمه بصوت عالي وهي تصعد خلفه بسرعة :
- كابتن فادي ، لحظة بس!!
توقف فجأة وهو يستدير لها و علامات الذهول مرتسمة فوق وجهه فأجاب بنبرة رخيمة:
- انا ظابط مش كابتن!! ولا مش باين اللبس الشرطى اللي لابسه؟؟ يمكن القهوة اللي قلبتيها عليا تكون مدارياه ولا حاجة
أجابت بإحراج وهي تخفض بصرها بخجل:
- لا انا عارفة انك ظابط بس آآ ما علينا ، هو حضرتك هتقول لمدام نجلاء عليا؟ يعني هتقولها اني قلبت عليك القهوة عشان تمشيني
لم يستطع ان يتحمل توترها و خجلها ذاك فضحك بقوة وهو يعود برأسه للخلف ، انتبهت لعلو ضحكته فرفعت رأسها تلقائياً لترى آية من الجمال تقف أمامها ، حبست أنفاسها لثواني وهي تتأمله بجرأة شديدة عليها لتحفظ ملامحه بذاكرتها لأكبر قدر ممكن..
تحدث بهدوء بعد أن لاحظ نظراتها له:
- لا متقلقيش و بعدين ماما مش شريرة اوي كدة عشان تمشي واحدة لمجرد انها دلقت القهوة على ابنها ، ولا ايه؟
أجابت بكذب وهي تخفض بصرها بإحترام:
- اه طبعا صح ، ماشي عن اذنك
استدارت كي تغادر بسرعة لكنه اوقفها وهو يمسك معصمها فتعالت ضربات قلبها و ألتفت له ببطئ و أعينها جاحظة خجلة ، حمحم بتوتر وهو يبعد يده و يحك شعره و يتحدث..
- هو انتِ اسمك ايه؟
تحدثت بخجل وهي تفرك كفيها بتوتر:
- اسمي ندى
اومأ لها ثم صعد الدرج بسرعة فغادرت وهي تبتسم كالبلهاء و نبضات قلبها مازالت تضرب قفصها الصدري بعنف ، نادتها صديقتها وهي تلوح لها فلم تنتبه إليها و اكملت سيرها وهي مغيبة تماماً ، ضحكت جنة و ركضت خلفها ثم ضربتها فوق رأسها لتعود لرشدها سريعاً وهي تتآوه بألم و تحك رأسها..
جنة بغضب مصتنع وهي تجذبها من معصمها:
- انتي مسطولة يا بت ، عمالة اقول يا زفتة يا ندى وانتي ولا هنا
أجابت ندي بهيام وهي تحتضنها :
- يا خرابي يا جنة على ريحته ايه ده ، ده بيستحمى كل 3 دقايق ده ولا ايه ؟؟ ولا عينه وهي بصالى كدة كنت هقع من طولي والله

- ندى!!!!!!  ، ايه التهريج ده انتي و هي يلا على شغلكم
انتفض اثنتيهم على أثر صوت ربة عملهم فأبتعدوا عن بعضهم البعض سريعاً و ركضت كل منهم الي عملها..

انتهاء الفلاش باك..

تنفست بعمق محاولة منع دموعها من الهبوط بغزارة فأغمضت اعينها مستسلمة لغفوتها  ،  لا تعلم أن ذكرياتها ستضارب في الحلم لتجسد لنا ذلك اليوم الذي أتى بعد اول لقاء بينهم..

بالحلم..
كانت تعمل بجهد و الإرهاق يظهر على ملامح وجهها الطفولية ، زفرت بتعب وهي تغلق ماكينتها فنظرت حولها لم تجد أحد..
ندى بغضب وهي تركل الأرض :
- انا مش فاهمة الولية دي معندهاش عيال ، بقا تجازيني يومين و تسيبني النهاردة اشتغل طول اليوم لوحدي لحد الساعة 11 بليل ، هو فيه كدة بجد!! ملعون الحوجة اللي تذل الواحد كدة بجد ، يا رب ارزقني بقا عشان اخلص من الولية دي

إشارة مرور.. بقلم/ ملك مصطفىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن