البارت 1 🚦

2.9K 130 19
                                    

البارت 1

- الحـــــــقـــــــونـــي!!!!!

كانت صرخة قوية جلجلت جميع من بالشارع ولكن هيهات ان يلحق احد بالسارق ، ركض بعض الشباب خلفه و بقت هى تندب حظها و تبكي بقوة و حولها بعض النساء يواسونها..

- معلش يا بنتى ، اهم حاجة ان انتِ سليمة و بخير

- الفلوس بتروح و تيجي يا حبيبتي أهم حاجة البني آدم

ظلت تستمع لذلك الكلام المعتاد و كل ما ببالها هو ذلك المبلغ الذي حصلت عليه من عملها بعد عذاب و مشقة فقد ذهب هباءً ، بكت اكثر وهي تتذكر انها لن تستطيع أن تجلب لوالدتها العلاج فضربت وجنتيها وهى تصرخ ، ملّ بعض الناس و رحلوا و تبقى معها سيدتان اجلسوها فوق إحدى الأرصفة و جلبوا لها زجاجة مياه لتهدأ قليلاً ، انتظرت حتى عاد الشباب ولكن كما توقعت لم يلحقوا بذلك اللعين فحبست دموعها بأعينها و شكرتهم بضعف ثم بدأت تسير بشرود وهى تفكر ماذا سيحدث لها و لوالدتها..
قاطعها صوت سيارة أجرة تقف أمامها لتعيق تحركها:
- تعالى يا بنتى اركبى ، انتى شكل مشوارك طويل

أجابت بوهن و دموعها تتغلغل من أعينها..
-لا يا حج تسلم ، انا اتسرقت مش هلاقي فلوس ادفعلك

ابتسم وهو يجيب بحنان..
- خير ان شاء الله ، متقلقيش انا كنت حاضر اللى حصلك و روحت اجيب التاكسي من الجراش و جيت الحمدلله لحقتك

ابتسمت بمجاملة ثم صعدت بتردد فالبفعل هى تسكن بعيداً عن تلك المنطقة بكثير و لن تستطيع أن تسير كل تلك المسافة ، حمدت الله و بدأت تنتبه لذلك الرجل البشوش الذى يحاول ان يحادثها كى يخفف عنها..

-وانتِ بقا بتشتغلي ايه؟

- انا شغالة محاسبة فى مصنع نور للملابس

- اه بس ده بعيد عن هنا ، كنتِ بتعملي ايه هنا

أجابت بحزن و هى تسند رأسها على زجاج السيارة..
- كنت بنضف بيت المديرة عشان ترضى تدينى السلفة بتاعت علاج أمى ، لكن حصل اللى حصل ، الحمدلله على كل شئ

-لا حول ولا قوة الا بالله ، انتِ محتاجة كام طيب

امتعض وجهها بسرعة و تجمعت دموع عزة النفس بأعينها فنظرت له بقوة و كبرياء وهى تجيب:
- على فكرة انا مش شحاتة ، مش عايزة صدقة من حد

اجابها بوجه بشوش وهو يبتسم بهدوء:
- خلاص متزعليش نفسك ، حطى الحزام بقا عشان داخلين على لجنة

اومأت بهدوء و دموعها تهبط مرة أخرى ، لا تستطيع السيطرة عليها فزفرت بقوة وهى تضع حزام الأمان و تستند برأسها على زجاج السيارة..

- رخصك و بطايقكم!

تحدث السائق بنبرة خلوقة وهو يبحث عن بطاقته الشخصية :
-معلش يا ابني شنطتها لسة مسروقة و كان فيها كل ورقها و حاجتها

إشارة مرور.. بقلم/ ملك مصطفىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن