البارت 5 🚦

2.4K 108 10
                                    

البارت 5
ظل نظرات الشرار تنطلق بينهم حتى صرخت جنة بتألم وهي تحاول الوقوف فأنحني هشام عليها جاثياً فوق ركبتيه..
هشام بقلق وهو يمسك قدمها:
- انهي حتة بتوجعك؟
جنة وهي شير بيدها و تعض شفتيها بتألم:
- هنا ، ايوة هنا آآه
ندى بتوتر وهي تنظر لها:
- هتعرفي تسندي عليا؟
جنة بتألم و دموعها تجمعت بأعينها:
-هحاول "ثم اكملت ببكاء كالأطفال وهي تضرب هشام فوق معصمه" انت السبب انت اللي وقعتني
هشام بصدمة وهو يقف:
- انا؟
جنة بصراخ وهي تنظر له بحقد:
- ايوة انت
هشام بغيظ وهو يرفع سبابته أمام وجهها:
- بت انتِ وطي صوتك
فادي بسخرية :
-و بعدين هو يعرف منين ان الآنسات المحترمات واقفين على باب حمام الرجالة مانعين حد يدخل
ندى متدخلة بحدة وهي تقف بسرعة غير آبهة بمن كانت تستند عليها و سقطت:
- قصدك ايه يعني؟ ان احنا مش محترمين ، و بعدين من الذوق انك تخبط قبل ما تدخل مش زريبة هي
كاد ان يرد عليها بعصبية مفرطة ولكن لكزه هشام ليصمت فعض شفتيه بغيظ و اكتفي برمقها بنظرة حادة ..
ندى بضيق وهي تجثي فوق ركبتيها:
- هاتي ايدك يلا
وضعت جنة يديها بيد ندى ثم حاولت النهوض لكن صرخت بقوة من شدة الألم و كادت ان تسقط لولا حملها هشام بسرعة..
ندى بتوتر و قلق :
- جنة في ايه؟
جنة ببكاء وهي تمسك قدمها:
- مش قادرة ، رجلي شكلها اتكسرت
هشام بحزم وهو يركض بها خارجاً:
- ندى اتصلي بالاسعاف
ندى بسرعة وهي تلحق به:
- الإسعاف هتتأخر نوقف تاكسي احسن
هشام وهو يضغط بمعصمه على زر المصعد :
- انا معايا عربية
وصل المصعد فدلف هشام وهو يحاول تهدئت تلك التي تبكي بين احضانه وهي محاوطة لرقبته ، كادت ان تدلف ندى هي الأخرى لكن منعها هشام وهو يضغط على زر الهبوط..
هشام بهدوء:
- ابقى تعالى مع جوزك ، سلام
انفرجت شفتيها بصدمة و عندما استفاقت كي توبخه انغلق المصعد بوجهها فظلت تضغط بعنف على زر المصعد لكن لا حياة لمن تنادي فأستدارت بسرعة كي تهبط على الدرج لكنها اصتدمت بزوجها السابق..
ندى بضيق وهي تدفعه :
- اوعى من وشي
فادي وهو يلحق بها:
- انتي بتعملي ايه هنا؟ و ايه اللبس ده ان شاء الله
توقفت عن هبوط الدرج ثم استدارت له وهي جاحظة اعينها بغضب ثم خرجت عن هدوئها و بدأت بضربه بحقيبة يدها وهي تصرخ عليه..
ندى بحدة وهي تضربه:
- انت مالك انت؟ بتدخل ليه؟
فادي بضحك وهو يحاول تفادي ضرباتها:
- خلاص يخربيتك الشركة كلها بتتفرج علينا
ندى بضيق وهي تهبط الدرج و تحادث نفسها :
- اوف ، ده ايه ده يا ربي!!
ركضت للخارج ولكن اكتشفت ان ذلك الحقير قد غادر بصديقتها فأبتسمت بسخرية ثم عضت شفتيها بغيظ..
ندى وهي ترفع سبابتها و تنظر بأثر السيارة :
- اقسم بالله هندمك يا زفت يا هشام يا صاحب الزفت انت
- الزفت جالك اهو
نظرت بإتجاه مصدر الصوت فرأته يشير لها كي تدلف داخل سيارته الخاصة ، ضحكت بتهكم ثم انحنت لتستند بمعصمها على حافة النافذة..
ندى بتهكم وهي تبتسم بعدم تصديق :
- انت جايب الثقة دي منين؟ ولا تكونش دي بجاحة مش ثقة
فادي بأبتسامة واثقة وهو يعتدل بجلسته و يرتدي نظارته الشمسية:
-خلاص براحتك ، شوفي هتعرفي المستشفى اللي صاحبتك فيها ازاي ، ولا يا عيني هتلاقي مواصلات فين في الزحمة دي ، سلام
ثم انطلق بالسيارة فشعرت بالندم الشديد و حاولت اللحاق به وهي تهتف بأسمه و تلوح له كي يراها بالمرآة و بالفعل رآها و ضحك بقوة على طفولتها التي مازالت تمتلكها و تحافظ عليها ، عاد إليها فرآها تصعد بالمقعد الخلفي وهي تتنفس بصعوبة أثر ركضها خلفه..
ندي بتقطع وهي تلهث :
- يلا عشان نحصلهم اطلع
اومأ لها بأبتسامة جذابة و انطلق بالسيارة فنظرت لوجهه بالمرآة و اعينها تشع شوق و حب و غضب ولكن تمالكت نفسها و استندت برأسها فوق زجاج السيارة وهي تجبر نفسها على إغلاق اعينها كي لا تراه أمامها و تضعف للحظة ، فكان كل ذلك تحت نظراته الحنونة التي تحاوطها بقلبه و تود الاعتذار لها عما بدر منه..
..............................................................
بالمشفى..
كانت نائمة فوق الفراش و تترك ساقها لتلك الممرضة كي تعالجها وهي تبتسم ببلاهة عندما تتذكر حمله لها و ركضه بها في الارجاء ، و عندما قبل رأسها وهي تبكي بالسيارة و اعتذر منها ، فزعت وهي تشعر بأقتحام احد عليها الغرفة فوجدتها ندى التي ركضت لها فوراً تحتضنها..
ندى بقلق و تساؤل وهي تنظر لساقها:
- مالها يا دكتورة
الممرضة بهدوء:
- انا مش دكتورة انا الممرضة ، حصلها شوية كدمات و رجلها اتلوت فأحنا ربطناها بالشاش و شوية تقدر تمشي لكن مش هينفع تدوس على رجليها اسبوعين
جنة بصدمة وهي تستند بمعصميها على الفراش و جلست نصف جلسة:
- اسبوعين؟؟ لالا مش هينفع انا عندي شغل ، دي مش بعيد ترفدني
ندى بضيق وهي تضربها فوق رأسها:
- انتِ في ايه ولا في ايه ، ماشي شكرا يا ممرضة
الممرضة وهي تغادر:
- العفو
جنة وهي تنظر لندى :
- هنعمل ايه؟ و بعدين هما راحوا فين هشام و فادي
ندى :
- قاعدين برة ، اتصلك بعمو؟
جنة وهي تفرد جسدها فوق الفراش:
- لا بلاش عشان ميقلقوش على الفاضي ، انا مش مصدقة ان احنا شوفنا فادي ، ايه الصدفة بنت اللذينة دي
ندى بتنهيدة وهي تجلس بجانبها فوق الفراش:
- صدفة منيلة ، هما دخلوا علينا الحمام ازاي؟
جنة بتذكر:
- كنت واقفة ساندة بضهري على الباب لحد ما تخلصي سمعت صوت خطوات قريبة اوي و ضحك روحت ضغطت على الباب عشان لما حد يجي يفتح ميعرفش لقيتهم زقوني مرة واحدة وانا اتزحلقت على الأرض ، و فجأة اكتشف ان اللي كان بيفتح الباب هشام و جنبه فادي ، و دي فضيحة سودة
ندى بتفكير:
- هما بيعملوا ايه في الشركة؟ ، انا فاكرة ان هشام كان زميل فادي في الجيش و انهم كانوا شغالين سوا في الشرطة
جنة ببلاهة:
- ما يمكن سابوا الشرطة و جايين يقدموا معانا
ندى بغيظ وهي تقرص ذراعها:
- اخرسي شوية بغبائك ده ، مش كفاية الفضيحة اللي عملتهلنا برجلك دي
جنة بزمجرة خشنة وهي تنظر لها بحدة:
- اه يا واطية ، ده انا كنت واقفة على الباب عشان خاطرك و آآ
قاطعها صوت الطرقات فوق باب الغرفة فسمحت للطارق بالدخول و اذ به هشام و خلفه فادي..
جنة بأبتسامة وهو تشير لهم بالدلوف:
- تعالو تعالو ، ادخلوا
ندى بهمس وهي تعض فوق شفتيها و تميل عليها:
- هتترني حتة علقة ، اطرديهم بسرعة
جنة بأبتسامة ثلجية:
- عيب يا نودي دول ضيوف و زيارة المريض واجب
هشام بتساؤل وهو يسحب مقعد خشبي و يضعه بجانب الفراش:
- ايه اخبارك دلوقتي؟
جنة بأبتسامة هائمة وهي تسبّل له :
- انا الحمدلله كويسة اوي وانت
هشام بضحكة لطيفة :
- انا كمان كويس اوي عشان انتي كويسة اوي
ندى و فادي بسخرية بآن واحد :
- لا والله!!!
نظر اثنتيهم لبعضهم البعض شزراً ثم زفروا بضيق وعقدوا ساعديهم بغضب ، ضحكت جنة عليهم و شاركها هشام المرح وهم ينظران لهم..
جنة بهمس وهي تميل على هشام:
- هما كدة على طول يحبوا يرخموا على بعض ، أطلقوا من 3 شهور لكن حافظين حركات بعض بص بص
هشام بهمس هو الآخر وهو يضحك عليهم :
- ايوة انتي هتقوليلي ، ده فادي جات عليه فترة كنا شوية و هنغير اسمه في البطاقة لندى
ضحكت جنة بقوة فألتفت جميع الانظار لها ، لكزتها ندى بعنف كي تصمت ولكن ضحكت جنة اكثر وهي تنظر لفادي و تتخيل اسمه ندى فأنفجرت ضاحكة وهي تضرب كفيها ببعضهم البعض و شاركها هشام الذي كان يعلم لماذا تضحك بتلك القوة..
ندى بضيق :
- كفاية يا جنة يا حبيبتي هتلمي المستشفى علينا
جنة بضحك بدأ يقل تدريجياً:
- بقولك ايه ما تروحي تجيبيلي اكل و شاي انا جعانة
هشام وهو يقف:
- خليكي انا هروح
ندى بحدة وهي تقف هي الأخرى و تلوح بيدها في الهواء:
- ليه أن شاء الله هتصرف علينا ولا ايه ، اترزع هنا
ثم خرجت مسرعة فلحقها فادي كي لا يتركها وحدها وهو يريد التحدث معها..
جنة وهى تقضم شفتيها بخجل و احراج:
- معلش يا هشام هي مش طيقاكم من ساعة اللي عملوا فادي ، و بتقول ان انت ساعدته في انه يضحك عليها ، متزعلش منها
هشام بهدوء وهو يجلس مرة اخري:
- لا انا مش زعلان منها ندى اختي الصغيرة ، انا زعلان عليهم هما الاتنين نفسي يرجعوا لبعض
جنة :
- وانا كمان بس فادي ظلم ندى كتير
هز رأسه بيأس فهي محقة وهو لا يستطيع التبرير لصديقه..
.............................................................. بكافيتريا المشفى..
طلبت الطعام و ذهبت لتجلس عند طاولة ما كي تنتظر عليها ، أخرجت هاتفها كي تعبث به قليلا فشعرت بمن يسحب المقعد الذي بجانبها و يجلس بأريحية ، علمت من هو دون أن تنظر فرائحته تغلغلت داخلها..
ندى ببرود وهي تنظر بهاتفها :
- قوم من هنا ، انا مش عايزة حد يقعد معايا
فادي وهو ينظر لها بتأمل:
- انا مطلبتش اذنك
ندى بحدة و ضيق وهي تنظر له :
- يعني ايه مطلبتش اذني هو مش انا متزفتة قاعدة هنا ولا ايه ، و بعدين ايه اللي جابك ورايا يا آآ
فادي بأبتسامة وهو يضع يديه فوق شفتيها :
- وحشتيني!!
صُدمت وهي تنظر له و توسعت حدقتيها بعدم تصديق ، شعرت بضربات قلبها تتعالى و تكاد ان تصم آذانها فأبتلعت غصتها بتوتر و ابعدت يده بهدوء..
ندى بحزم وهي تقف و تضع سبابتها فوق صدره:
- لو مفكر انك بعد الكلمة دي هتخليني احن و ارجع ، يبقا بتحلم يا فادي بيه ، انت عيشتني سنتين مخدوعة ، كنت بتكدب عليا وانت باصص في عيني ، انا عمري ما هآمن لنفسي معاك  تاني ، و الحمدلله ان ربنا خلصنا من بعض "ثم انهت جملتها وهي تضغط على صدره حتى انغرز ظُفرها به" انا مش هرجعلك و ابعد عن طريقي
وقفت بشموخ وهي تبتسم بأنتصار ثم استمعت للنادل وهو ينادي على رقمها كي تأتي و تأخذ الطعام فسارت بثقة بأتجاهه وهي تشعر بالتشفي فخانتها قدمها وهي تلتف حول الأخرى لتسقط أمام الجميع على وجهها..
ندى بتألم و همس:
- الله يخربيت الغرور ، دبشة واقعة في ترعة
ركض إليها وهو يحاول منع ضحكاته من الظهور لكن خانه وجهه وهو يساعدها على النهوض فنظرت له بحدة وهي تبعد معصمها عنه و تأخذ الطعام بعنف و تغادر فلحق بها و صوت ضحكاته يصل إليها..
ندي بغيظ وهي تحدث قدمها:
- عاجبك كدة؟ ضاعت الهيبة منك لله اتفضلي امشي قدامي اما نشوف المفجوعة اللي فوق دي
..............................................................
بالأعلى..
كان يجلس هشام بجانبها على فراش و يجعلها تشاهد بعض الأفلام التي تحبها فهي دائماً تحدثه عن ممثل تعشق أفلامه و كانت تشعر بالضجر فأخرج هاتفه و جلس بجانبها كي يشاهدوا الفيلم سوياً ، غفت دون إرادة منها و بدأت رأسها بالسقوط رويداً حتى استقرت فوق ذراعه ليكتم أنفاسه متفاجئاً من ذلك القرب المحبب لقلبه..
هشام وهو يتأملها:
- ايه يا هشام انت هتخيب ولا ايه ، لما تتجوزها يا حبيبي قوم و اعقل كدة
وقف بهدوء ثم انحني بجزعه العلوي عليها كي يعدل الوسادة خلفها فدلفت ندى في تلك اللحظة و صرخت مما أدى إلى استيقاظ جنة بفزع و محاولتها للنهوض فضربت رأسها برأسه و نزفت انفها ، صمتوا جميعهم بصدمة وهو ينظرون لدماء أنف جنة ، تبادلوا النظرات ثم صرخوا بآن واحد..
بعد نص ساعة..
كانوا يجلسون فوق الأرصفة منتظرين هشام الذي ذهب ليجلب السيارة..
ندى وهي تضرب ركبتيها:
- منك لله يا جنة منك لله
جنة بصوت مكتوم أثر وضع القطن بأنفها:
- انا اللي مني لله؟ مش انتي اللي دخلتي تصوتي شبه البهيمة و فجعتيني و خليتيني اضرب وشي في وش الولا و مناخيري تنزل دم وهو حاجبه يتعور؟؟ ادينا اطردنا من المستشفى بسببك
ندى بضيق مصتنع لتداري احراجها:
- افتكرته بيتغرغر بيكي الله ، و بعدين كتر خيرهم عالجوكي انتي و الباشا قبل ما يطردونا ، و فيها ايه يعني لما نزعج المرضى مستشفى اوڨر
نظرت لها جنة بعدم تصديق وهي تضرب كفيها سوياً ، انتبهوا لصوت بوق السيارة التي اصطفت أمامهم فوقفت ندى اولا و حاولت مساعدة جنة على النهوض لكن فشلت فهبط هشام من السيارة و حملها بنفاذ صبر وهو يضعها برفق بالمقعد الخلفي..
جنة بتوتر وهي تنظر لحاجبه:
- بتوجعك
هشام بأبتسامة وهو يعدل من قدمها:
- لا متقلقيش ، مرتاحة كدة؟
اومأت له جنة وهي تبتسم فأعتدل بوقفته و أغلق الباب بهدوء ثم أشار لـ ندى لتصعد بالمقعد الأمامي فزفرت بعنف وهي تصعد بالمكان الذي أخبرها بأن تجلس به..
هشام وهو ينطلق بالسيارة:
- فادي هيحصلنا؟
ندى بسخرية وهي تنظر له:
- وانا ايش عرفني هو مش صاحبك
هشام بتعجب :
- هو مش كان معاكي يا بنتي
ندى بلامبالاة:
- انا مشوفتوش من ساعة ما طلعت من كافتريا المستشفى
هشام :
- تلاقيه اتصلوا بيه في المركز
ابتسمت بسخرية وهي تسب و تلعن ذلك العمل الذي فرقها عن حبيبها ولكن انتبهت لما تقوله..
ندى بغضب و همس:
- يعني بدل ما تدعيلهم انهم بيحموكي بتشتمي في الشرطة ، انتي عقلك ضرب يا ندى
..............................................................
أمام المبنى..
هدأ هشام من سرعة سيارته وهو يري حشد من الناس يقفون أمام البناية و يعيقون الطريق..
ندى بسرعة وهي تشعر بأنقباضة قلبها:
- وقف العربية بسرعة
هبطت من السيارة وهي تركض بين الجميع فرأت والدتها تجلس فوق مقعد خشبي وهي مرتدية ملابس المنزل فركضت إليها بسرعة..
ندي بقلق وهي تتفحصها:
- ماما انتي كويسة؟ هو في ايه؟
والدتها بتعجب وهي تنظر للجميع:
- والله يا بنتي ما انا عارفة لقيت مرة واحدة مواسير البيت ضربت و لسة هشوف ايه السبب سمعت صوت جرس الإخلاء خدت الطرحة و الفلوس و جريت ، و عرفت من ام جنة ان المواسير ضربت في العمارة كلها و العمدان هتبوش ، مستنيين اللي منه لله صاحب العمارة
ندى وهي تضع كفها فوق جبينها و تنظر حولها بحيرة:
- احنا هنعمل ايه دلوقتي يا ربي ، هنروح فين ، انتي معاكي فلوس كام يا ماما
والدتها بقلة حيلة:
- كل اللي في البيت كان 200 جنيه
ندى وهي تزفر بقوة:
- دول يعملوا ايه بس ، انا هطلع ألم هدومنا بسرعة و انزل تاني
والدتها بشهقة وهي تضرب صدرها:
- انتي اتجننتي يا بت بقولك العمارة هتقع و المياه مغرقة الدنيا
ندى بحسرة وهي تجلس ارضاً بجانبها:
- ده ايه اليوم ده بس يا رب ، مش كفاية اللي حصل من شوية
والدتها بجدة وهي تضرب رأسها:
- مش قولتلك حرام تلعني يوم او شهر أو سنة ، و بعدين متقلقيش انا عارفة هنقعد فين ، الدنيا محلولة من قبل ما انتي تيجي
نظرت لها بعدم فهم و كادت ان تسألها و لكن سبقتها الإجابة وهي ترى ذلك الحقير يخرج من بنايتهم و ملابسة مبللة بالكامل فألتصق القميص بعضلات صدره و أصبح مثير للغاية ، بماذا تفكر هي الآن!!! وقحة  ، هذا ما قالته لنفسها قبل أن تهب واقفة كمن لدغته حية..
ندى بحدة و صوت عالي :
- انت بتعمل ايه هنا ، بتعمل ايه في العمارة بتاعتنا
فادي بأبتسامة متجاهلة وهو يتخطاها و يجثي فوق ركبتيه أمام والدتها:
- اتفضلي يا حجة جبتلك الدوا اهو ، خديلك حباية، السواق على وصول
ندى بغضب شديد وهي تستدير لهم:
- ماما ممكن تفهميني ايه المهزلة دي؟؟
ابتلعت غصتها والدتها بتوتر و نظرت بعيداً عنها متصنعة عدم الاستماع و فعل فادي المثل ، فاض بها الكيل فجذبته من معصمه ليعتدل بوقفته أمامها..
ندى بتساؤل حاد:
- ما ترد؟
فادي بأبتسامة ثلجية وهو يعقد ساعديه:
- مفيش حاجة خالص ، انتو بس هتقعدوا عندي اليومين دول لحد ما العمارة نشوف هيحصل فيها ايه
ندى بصوت عالي للغاية و اعين جاحظة تنم عن صدمة كبيرة:
- نـــــــعـــــــــــم!!!!!!!!

دمتم سالمين 💜

إشارة مرور.. بقلم/ ملك مصطفىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن