إضطِرَاب

109 12 57
                                    


أعِيشُ كلَّ يوْمٍ و أملي أن يكون المكان الذي أجلسُ فيهِ عادةً بِعقلِي صامِتًا هذِهِ المرْةََ،

السابعُ مِن مَايُو ،

نفسُ العذابُ الذّي عشتهُ أمسُ يتكرر اليوم .

 عدا أن الحزن يبدو أتعسَ اليوم...،كما أنَّ الصُداعََ يُعانقنٍي منذُ بُزوغِ الشّمسِ ...،و يَبدُو أنَّ البُكاءَ ينتظر دورهُ بفارغِ الصّبرِ لِيراقصني تحْتَ مُوسِيقى صُراخِي.

إنّهُ الروتينُ القاتلُ نفسهُ

و ككل مرّة أنطوي بغرفتي، أستلقي على الفراش و ألتحفُ الغطاءَ كمَا ألتحفُ أفكاري،

بجانب سريري تقفُ والدتي ، تعيدُ نفسَ الحديث المعتاد يوميا،

أطالعها ببرودٍ ........لتناظرَ عينيَّ الباهتتين ...،لأجيبهَا بسطحيّة آملاً أن تتركني وحيدًا،

اعيد لها نفس الكلمات، أخبرها أني عازم على البقاء في مكاني وسط غرفتي "الشيئ الوحيد المألوف " و أنه لا مكان لي في الخارج

كالعَادةِ لا تبرحُ مكَانها .....،تطَالِعُني بشفََقََةٍ و آه كم يقتلني هذا، أماه أأنت في صوابك ؟

تقتلني نظراتكم تلك قبل أن تقتلني أفكاري ،و ما أشد مقتي للشفقة

لا  أحتاجُ من يُشفقُ عليّ ،أحتاجُ من يشاركني معَانَاتِي

تلاحِظينَ الظلام الذِّي إجْتَاحَ الغرفةََ

تتقدمين من النافذة و أنت تتكلمين كمْ أنَّ نور الشمس سيريحني،و سيبث أمله فيَّ

 أودُ إخباركِ أنه يستأصِلُ آخرَ علَامَاتِ الحياةِ مني بدلَ بثِها

 كالعادةِ أترُكُ تعلِيقِي هذَا لنَفسِي و أكتفي بالصمتِ

أنهضُ مِن مرْقَدِي، أتجه لأغلقَ النّافذَةَ المَفْتوحةَ، دونَ أنْ تَنبسَ شِفَاهي بحَرْفٍ، أعود للفراش لألقي نفسي عليه

كجثةٍ متهالِكة نُسِيَ دفنها،

تراقبينَ حَالتِي ، وأعتقد أنّ فؤادكِ ينزفُ على فلذِة كبدكِ، لكنٍّي في وضع لا أستطيعُ التهوينَ فيه عنك

تغادرين الغرفة أخيرًا، لأعود لصخبِ عالمي.

 مجددًا أكونُ ممنونًا، لشيئِ الوحيدِ الذي أنقذنِي من الهََلاك، وهوَ مجموعة الكتب  المتناثرة هنا و هناك في غرفتي

كنت ألجئ إليها دوما ، كنتُ أعرِفُ أنها لم تتكلم عني

لكني كنت منبهًرا كيفَ أنّهَا جسْدَت مُعانَاتي بأَدَقِ تَفاصِليها

كنتُ و الأَبطَالَ، نعيشُ نَوْعًا وَاحِدًا من الصراع الداخلِي، فِقْدَان الَّذاتِ وَ ضَيَاعُ الأَفْكَارِ نَفسُهُ لكِن بِطَرِيقة مُخْتلفة لمْ نَتجرع مقدار التعاسة نفسَه و لم تكن طرقنا في الألم متشابهة

إِضْطِرَاب √حيث تعيش القصص. اكتشف الآن